المحتوى الرئيسى

العراق يعلن النصر النهائي على تنظيم داعش

12/10 12:19

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم السبت، النصر النهائي على تنظيم “الدولة” بعد أن طردت القوات العراقية آخر فلول التنظيم من البلاد بعد ثلاث سنوات من سيطرة التنظيم المتشدد على نحو ثلث أراضي العراق.

يأتي الإعلان بعد يومين من إعلان الجيش الروسي هزيمة التنظيم المتشدد في سوريا المجاورة التي تدعم فيها موسكو قوات النظام السوري.

وقال الجيش العراقي إن القوات العراقية استعادت السيطرة على آخر المناطق التي كانت تحت سيطرة “الدولة” على الحدود مع سوريا.

وقال العبادي في خطاب بثه التلفزيون فيما كانت خمسة أعلام عراقية مرفوعة خلفه وعشرات الجنود من فرق مختلفة يقفون وراءه “أيها العراقيون: إن أرضكم قد تحررت بالكامل وإن مدنكم وقراكم المغتصبة عادت إلى حضن الوطن.. وحلم التحرير أصبح حقيقة وملك اليد”.

وأضاف “لقد أنجزنا المهمة الصعبة في الظروف الصعبة وانتصرنا بعون الله وبصمود شعبنا وبسالة قواتنا البطلة… وبدماء الشهداء والجرحى أثمرت أرضنا نصرا تاريخيا مبينا يفتخر به جميع العراقيين على مر الأجيال”.

وتابع قائلا “نعلن لأبناء شعبنا ولكل العالم أن الأبطال الغيارى وصلوا لآخر معاقل داعش وطهروها ورفعوا علم العراق فوق مناطق غربي الأنبار التي كانت آخر أرض عراقية مغتصبة.. وأن علم العراق يرفرف اليوم عاليا فوق جميع الأراضي العراقية وعلى أبعد نقطة حدودية”.

وحلقت أسراب من طائرات الهليكوبتر العراقية فوق بغداد وهي تحمل العلم العراقي ظهر اليوم فيما يبدو أنه تدريب على عرض عسكري احتفالا بالنصر يخطط العراق لإقامته في الأيام المقبلة.

وقالت الحكومة الاتحادية عبر حسابها الرسمي على تويتر “القائد العام حيدر العبادي يعلن أن القوات المسلحة العراقية أمنت الصحراء الغربية والحدود العراقية السورية بالكامل بما يشكل نهاية الحرب على إرهابيي داعش الذين تم دحرهم تماما وطردهم من العراق”.

وأعلن العبادي أن العاشر من ديسمبر/ كانون الأول أصبح عطلة وطنية سيتم الاحتفال بها كل عام. وبث التلفزيون الرسمي أغنيات وطنية تحتفي بقوات الحكومة والفصائل المسلحة التي حققت النصر.

وهنأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي دعم القوات العراقية في مواجهة تنظيم “الدولة” العراق بالنصر عبر تغريدة على تويتر.

وقال “يهنىء التحالف الدولي شعب العراق على انتصاره الكبير على داعش ونؤكد أننا نقف بجانب العراق وبجانب العراقيين وهم يفعلون كل ما يمكن من أجل مستقبل زاهر”.

وسيطرت القوات العراقية الشهر الماضي على راوة آخر بلدة كانت باقية تحت سيطرة “الدولة” قرب الحدود مع سوريا.

واستعادت القوات العراقية السيطرة على الموصل، المعقل الرئيسي للتنظيم في البلاد، في يوليو/ تموز في حملة ضارية استمرت تسعة أشهر وحظيت بدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ولحق خلالها الدمار بمعظم أنحاء المدينة الواقعة في شمال البلاد.

كما خسر التنظيم المتشدد في سبتمبر/ أيلول الرقة معقله الرئيسي في سوريا إثر حملة شنها تحالف يقوده أكراد ومدعوم من الولايات المتحدة.

ورحبت الولايات المتحدة بانتهاء “احتلال تنظيم الدولة الشنيع″ لمناطق واسعة في العراق بعدما أعلنت حكومة بغداد “انتهاء الحرب” على الجهاديين، لكنها حذرت من أن هؤلاء لا يزالون يشكلون تهديدا.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن “إعلان العراق يشير إلى انتهاء آخر فلول الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة في العراق وإن الأشخاص المقيمين في تلك المناطق قد تحرروا من سيطرة تنظيم الدولة الوحشي”.

تتوقع الآن كل القوات التي تقاتل التنظيم في الدولتين أن تبدأ “الدولة” مرحلة جديدة من حرب العصابات وهو أسلوب أظهر التنظيم بالفعل أنه قادر على انتهاجه.

وقال العبادي “نحن الآن في مرحلة ما بعد الانتصار على داعش” وعلى البلاد الاستعداد لتهديدات محتملة في المستقبل.

وأضاف “حلم داعش انتهى ويجب أن نزيل كل آثاره ولا نسمح للإرهاب بالعودة مرة أخرى فقد دفع شعبنا ثمنا غاليا من أمنه واستقراره ومن دماء خيرة شبابه ورجاله ونسائه وعانت ملايين العوائل من مصاعب التهجير والنزوح.. ولابد أن نطوي هذه الصفحة إلى الأبد.

وتابع قائلا “إننا وعلى الرغم من إعلان الانتصار النهائي يجب أن نبقى على حذر واستعداد لمواجهة أية محاولة إرهابية تستهدف شعبنا وبلدنا.. فالإرهاب عدو دائم والمعركة معه مستمرة.. ولابد أن نحافظ على هذه الوحدة التي هزمنا بها داعش فهي سر الانتصار الكبير”.

وخلفت الحرب تأثيرا مروعا على المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها. وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة، اليوم السبت، إن نحو 3.2 مليون شخص لا يزالون مشردين بسبب الصراع.

ونشر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي أعلن في منتصف عام 2014 قيام دولة خلافة على المناطق التي اجتاحتها “الدولة” في العراق وسوريا، تسجيلا صوتيا في 28 سبتمبر/ أيلول يشير إلى أنه على قيد الحياة، بعد عدة تقارير عن مقتله، وحث أتباعه على مواصلة القتال رغم الانتكاسات.

ويعتقد أن البغدادي مختبئ في شريط حدودي صحراوي بين العراق وسوريا.

وفرض أنصار البغدادي وأتباعه حكما من الترويع على سكان المناطق التي سيطروا عليها مما أقصى الكثيرين حتى من السنة الذين دعموا التنظيم في البداية ضد الحكومة التي تقودها الأغلبية الشيعية.

كما أسر التنظيم آلاف النساء من الأقلية اليزيدية التي كانت تعيش في منطقة جبلية غربي الموصل واتخذوهن سبايا فيما قتلوا الرجال.

وبعد أن فقدت “الدولة” معقليها الرئيسيين في البلدين، ينحصر وجودها حاليا في جيب صحراوي آخذ في الانكماش على الحدود بين سوريا والعراق، وتضيق عليها الخناق أطراف عديدة منها دول بالمنطقة وقوى عالمية.

وفي العراق، واجه التنظيم قوات الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة ومقاتلي البشمركة الأكراد وقوات الحشد الشعبي التي دربتها إيران.

وأشاد العبادي بقوات الحشد الشعبي وبالمرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الذي أصدر فتوى تدعو للتطوع لمحاربة “الدولة” أدت إلى تشكيل قوات الحشد الشعبي.

لكن رئيس الوزراء العراقي قال إن على الدولة أن تكون المحتكر الشرعي للسلاح. ويعتبر نزع سلاح الحشد الشعبي أصعب اختبار للعبادي بعد هزيمة التنظيم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل