المحتوى الرئيسى

مقاطعة الدواء الأمريكي.. إحياء للصناعة الوطنية أم حُكم بالموت؟

12/09 17:18

20% من الدواء في مصر أمريكي.. والمقاطعة تكبدها خسائر سنوية 15 مليار جنيه

دعوات حقوقية عدّة وحملات نقابية واسعة النطاق انتشرت خلال اليومين الماضيين تنادي بالمقاطعة التامة للمنتجات والأصناف الدوائية الأمريكية التي تسيطر على نحو 20% من السوق الدوائي المصري، الذي يقدر بنحو 15 مليار جنيه، بدأت تتزايد مع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، الخطورة هنا أن المقاطعة هذه المرة لأصناف دوائية منقذة للحياة وأدوية أخرى ناقصة بالأسواق منذ تطبيق القرار الوزاري الخاص برفع "تسعيرة الأدوية" مرتين بين عامي 2015 و2017.

بين مطالبات بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وتعديل بنود اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين القاهرة وإسرائيل، وصولًا إلى حملة مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية.. هناك يد تقاطع ويد أخرى تبحث عن البديل الآمن، وفي كلتا الحالتين ينتظر آلاف المرضى على أبواب المعاهد القومية والمستشفيات العامة يدفعون الثمن، ثمن المقاطعة ونقص تلك الأصناف الدوائية الحيوية التي تهدد حياتهم بالموت.

ما بين مؤيد لحملات المقاطعة ومعارض لها خوفًا على المرضى بدعوى أن مصر لا تستورد من الولايات المتحدة الأمريكية إلا الأدوية التي ليس لها مثيل أو بديل ولا غنى عنها إلا إذا حُكِم على المرضى بالموت، هنا برزت تساؤلات عديدة حول جدوى القرار وكارثية تطبيقه حال عدم توفر البديل الآمن.

البعض يرى أن مقاطعة الأدوية الأمريكية، حملة عاطفية بلا عقل، تلعب على مشاعر المواطنين وتتناسى تبعاتها القاسية والكارثة التي تنتج عنها نتيجة أن غالبية المنتجات والأصناف الدوائية الموجودة بالصيدليات المصرية أمريكية المنشأ، ومن ثم عندما نمتلك حق إنتاج الدواء نتحدث عن مقاطعة الدواء الأمريكي، عندما نُصنع الدواء في مصر ونستثمر المليارات فى أبحاثه فلتقاطع كما تشاء.

المفارقة هنا، حسب الدكتور محيي حافظ، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء، أن شركة (Pfizer) الأمريكية لتصنيع الأدوية تمتلك وكيلًا لها في مصر ويعمل بالمصنع آلاف العمال وتنتج أصنافًا دوائية لا يمكن للمريض الاستغناء عنها، ولا يوجد لها بدائل أو مثائل، ويجب ألا تندرج تحت بند المقاطعة حتى لا تهدد حياة المرضى.

في حين ترى جهات حقوقية عدة ومنظمات المجتمع المدني وعدد من النقابات المهنية وعلى رأسها نقابتا الأطباء والصيادلة والمركز المصري للحق في الدواء أن هذا القرار يصب في مصلحة الشركات والمصانع المحلية لدعم وإحياء صناعة الدواء الوطنية.

"لما الشركات الأمريكية هنقاطعها مش هنموت ماتخافوش، بس قاطعوا، اتعلموا إنكم تكونوا فاعل مش مفعول به".. يقول محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، الذي أوضح أنهم عبر هذه الحملات يسعون لتوصيل رسالة مصرية قوية إلى العالم بأن المقاطعة من شأنها إلحاق الضرر بالصناعة الأمريكية والاستثمار في المنطقة العربية.

حسب إحصاء تقرير مؤسسة (IMS) الإنجليزية للمعلومات الدوائية، رصدت إجمالي مبيعات الشركات الدوائية الأمريكية في مصر خلال عام 2016 نحو 2 مليار و455 مليون جنيه، من بينها شركة أدوية واحدة (Pfizer) صاحبة منتج عقار الفياجرا، التي تضم اثنين من أعضاء حكومة "ترامب" بين مساهميها، ووصل حجم مبيعاتها في مصر خلال العام الجاري نحو 577 مليون جنيه.

ومن جانبه أعلن الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، أن أرباح شركات الأدوية الأمريكية بمصر، تفوق 38 مليار جنيه سنويًا، ومقاطعتها تكبدها خسائر مالية باهظة تفوق النصف، وأن النقابة العامة والنقابات الفرعية وضعت قائمة ببعض المنتجات والشركات الأمريكية للبدء في حملة القاطعة، وسيتم إدراج جميع الشركات الوطنية في كافة البدائل لاحقًا لدعم الاقتصاد الوطني والصناعة المصرية.

يأتي هذا تفعيلا لحملة "صيدليات خالية من المنتجات الأمريكية"، ردًا على القرار الأمريكي الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث إن مصر تصدر الدواء إلى أكثر من 75 دولة، ولديها اكتفاء في أكثر من 90% من الدواء، يقول عبيد إننا قادرون على المقاطعة بما لا يؤثر على صحة المصريين. 

وأضاف أن مقاطعة الدواء الأمريكى سوف تشمل جميع الصيدليات بالقاهرة والمحافظات والتي تبلغ 73 ألف صيدلية، تماشيا مع قرار النقابة، وذلك بعد حصر الأدوية الأمريكية المستوردة، وأصدرت نقابة الصيادلة مساء أمس منشورًا تفصيليًا بأسماء الأدوية المصرية والأجنبية البديلة للأدوية الأمريكية المستوردة، بنفس الكفاءة والفاعلية.

"لن يكون هناك ضرر علي أي مريض، ولو كان هناك دواء أمريكي ليس له مثيل أو بديل لن يتم إدراجه في قائمة الأصناف الدوائية المقاطعة".. يقول نقيب الصيادلة، في الوقت ذاته هناك شركات دوائية كثيرة لها أدوية ومثائل مصرية بنفس الكفاءة، وبالتالي فإن الأمر لن يصل إلى مرحلة إلحاق الضرر بالمريض

واختتم عبيد حديثه بأن المقاطعة هنا تكون على كل الأدوية والمنتجات الأمريكية التي تحقق مليارات الدولارات سنويًا في السوق المصري، مثل الفياجرا والكثير من المكملات الغذائية والأدوية التي لها مثائل مصرية بنفس الكفاءة والفاعلية في السوق المحلي.

وهذه قائمة بأبرز 5 شركات أدوية أمريكية ومنتجاتها وبدائلها في السوق المحلي:

يقع مقرها الرئيسي في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة، وبلغت مبيعات الشركة في عام 2007 نحو 500 مليون دولار أمريكي.

وهي شركة سويدية تنتج المستلزمات الشخصية، والأكسسوارات ومنتجات التغذية التي يمكن شراؤها مباشرة من مختلف فروعها المنتشرة.

شركة أمريكية تقوم بإنتاج مستحضرات التجميل، والعطور، والمستلزمات الشخصية ومستحضرات العناية بالبشرة، ومقرها الرئيسي يقع بولايتي نيويورك ولوس أنجلوس.

وهي شركة فرنسية خاصة بمنتجات التجميل وتعتبر أكبر واجهة للتجميل في العالم، حيث تصدر العديد من المنتجات مثل منتجات العناية بالبشرة، والعطور، ومنتجات العناية بالشعر ومستحضرات التجميل.

(Procter & Gamble) شركة أمريكية تعمل في منتجات الأغذية والتجميل وحفاضات الأطفال والسلع الاستهلاكية، والدخل السنوي 840 مليار دولار، ومن أهم منتجاتها: حفاضات الأطفال "بامبرز" ومعجون الأسنان "كريست"، وجيليت، وبراون، وأورال بي.

شركة (Unilever) مقرها الرئيسي، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة، روتردام، هولندا ومن أشهر منتجاتها: دوف، ولوكس، صابون الوجه وأدوات النظافة الشخصية وفازلين رطب للبشرة ضد التشققات، ومزيلات العرق: ريكسونا، أكس ومعجون غسيل الأسنان سيجنال، كلوس أب: معجون غسيل الأسنان، فير آند لافلي.. كريم تفتيح للبشرة وتنظيفها.

المكان: مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية وفئات المنتجات: الماكياج، العناية بالبشرة والشعر، العطور، الأزياء، المنتجات المنزلية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل