المحتوى الرئيسى

كلام رئيس دولة! | المصري اليوم

12/08 23:31

الكلام الذى أدلى به الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، أذاعته أكثر من وكالة أنباء عالمية، ونشرته أكثر من صحيفة، ولا يمكن أن يمر هكذا عابراً، لأنه كلام لا يجوز أن يصدر عن رئيس دولة مسؤول، وإذا صدر عنه فلابد أن يكون موضع حساب ممن يعنيهم أمر مكافحة الإرهاب فى العالم بأسره، وليس على أرضنا وحدنا، ولا على أرض أى دولة فى المنطقة!

فالرئيس التركى قال، فى أثناء لقاء له مع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الذى يرأسه، إن الإرهابيين الذين خرجوا من مدينة الرقة السورية أُرسلوا إلى صحراء سيناء لاستخدامهم هناك!

ولابد من وضع علامة تعجب واحدة، بعد هذه العبارة الصادرة عنه، لا يكفى، ولا حتى عشر علامات، لأننا أمام كلام فى غاية الخطر.. كلام فى حاجة إلى مَنْ يفسره، ويشرحه، ويكشف عن حقيقة تداعياته ومراميه!

وربما نلاحظ أن أخطر معنيين فى عبارة أردوغان، جاءا بصيغة المبنى للمجهول التى تعرفها اللغة العربية، إذا أراد المتكلم بها أن يشير إلى فاعل لا يعرفه!

فالإرهابيون الذين يقصدهم: أُرسلوا.. يعنى هناك طرف ما، أرسلهم، وهو طرف لا يكشف عن شخصيته الرئيس التركى فى كلامه، إما لأنه لا يعرفه فعلاً، وإما لأنه يعرفه ولا يريد أو لا يملك أن يكشف عن شخصيته، ولا أن يسميه، أو فى أقل القليل يشير إليه من بعيد!

فمَنْ أرسل الإرهابيين الذين يتحدث عنهم أردوغان إلى سيناء.. مَنْ؟!

والمعنى الآخر الوارد فى العبارة، بصيغة المجهول، أن إرسالهم إلى سيناء إنما جرى بغرض: استخدامهم!!

استخدامهم فى ماذا بالضبط.. وعلى يد مَنْ؟!

هذا سؤال آخر بنفس أهمية السؤال الأول!

إن الرقة كانت منذ ظهر اسمها على سطح الإعلام، خلال فترة مضت، عاصمة لعناصر تنظيم داعش فى سوريا، وكان تحريرها منهم، فى صيف هذا العام، يعنى القضاء على أهم مركز للتنظيم على الأراضى السورية كلها.. ورغم أنه قد جاء وقت على العالم، كان فيه داعش مسيطراً على نصف مساحة سوريا، إلا أن الرقة بقيت هى الأهم!

وعندما جرى تحرير الرقة السورية من الدواعش، وكذلك تحرير الموصل العراقية منهم، تصورنا أن داعش انتهى من المنطقة كلها، وليس من سوريا والعراق وحدهما، فإذا بكلام أردوغان يقول أشياء أخرى، وإذا بالكلام الذى تناثر عن أن هذا التنظيم نشأ فى الإقليم لأداء وظيفة محددة، وأن هذه الوظيفة لم تصل إلى نهايتها بعد، له ظل من حقيقة فى حديث رئيس دولة بحجم تركيا!

فى كل الأحوال ستكون سيناء هى مقبرة داعش، إذا ما صح كلام أردوغان، لأنها ليست الرقة، وليست الموصل، لأسباب كثيرة، ولكن هذا لا ينفى أن الإجابة عن السؤالين، لا بديل عنها!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل