المحتوى الرئيسى

ألمانيا تنشيء أكاديمية ستحقق ثورة رقمية في عالم كرة القدم

12/08 20:00

إنه "مشروع القرن"، كما أنه لن يكون، بالنسبة لكرة القدم، أقل أهمية من "وادي السيليكون"، بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات. هكذا يصف أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الألماني، "الأكاديمية الجديدة"، أو "مركز الكفاءة" الجديد، الذي سينشئه الاتحاد الألماني لكرة القدم في مدينة فرانكفورت بداية من العام المقبل، 2018.

وقد قرر مجلس اتحاد الكرة بأغلبية كبيرة في فرانكفورت، الجمعة (8 ديسمبر/ كانون الأول) بدء تنفيذ المشروع، الذي ينتظر أن تصل تكاليفه إلى 150 مليون يورو، وسيفتتح في بداية عام 2021 على أبعد تقدير. وستقام تلك الأكاديمية على أرض كانت حتى وقت قريب تستخدم كمضمار لسباقات الخيل.

كان هناك نزاع قانوني حول الأمر لكن المحكمة الاتحادية قررت في النهاية أن إخلاء الموقع لا يتعارض مع القانون، وبذلك تم تخطي العقبة الأخيرة لإنشاء الأكاديمية. وفي المكان، الذي كانت الخيول تركض فيه، ستقام مرافق رياضية، بجانب نقطة اتصال للمواضيع التكنولوجية، وبخاصة البيانات الضخمة والتحليل الرقمي للعب. ويأمل الاتحاد الألماني لكرة القدم أن يتاح، في الأكاديمية الجديدة، معالجة قضايا لا يتوفر لدى العديد من الأندية الوقت أو الموارد لتناولها. في "وادي السيليكون" لكرة القدم، من المفترض أن تلتقي الخيوط مع بعضها.

مدير المنتخب الألماني لكرة القدم أوليفر بيرهوف

فتوفر عدد ضخم من البيانات في الملعب يعتبر مفتاح النجاح في عالم الغد بالنسبة لكرة القدم. وهذه مسألة لا يقولها العلماء فقط، وإنما أيضا المدرب الاتحادي لمنتخب ألمانيا. "بالنسبة لي، هذا هو جزء من التدريب اليومي. وليس هذا فقط، لكن اللاعبين أيضا يتوقعون الآن الاستعداد للتدريب والمباريات باستخدام وسائل رقمية"، حسبما صرح يوآخيم لوف، الفائز بمونديال البرازيل 2014، على هامش أول مؤتمر للمحللين الدوليين، ينظمه الاتحاد الألماني لكرة القدم في فرانكفورت.

وأوضح لوف أن "لاعبي اليوم هم من جيل يحتاج إلى المثيرات البصرية" وتابع مدرب المانشافت: "إنهم لم يعودوا ببساطة مجرد مستقبلين للأوامر، وإنما يريدون أن يروا مواقف اللعب مرة أخرى من زوايا مختلفة. إنهم يريدون الحصول على معلومات، والنقد، ولكن يريدون الحلول قبل كل شيء".

الحصول على أكبر كمية ممكنة من البيانات

لقد دعا لوف وبيرهوف محللين من أندية شهيرة مثل برشلونة ومانشستر سيتي للقدوم إلى فرانكفورت، بالإضافة إلى 130 من الخبراء من جميع القارات الخمس، وهذه تمثل أيضا إشارة إلى أن "ألمانيا ينبغي أن تصبح رائدة في مسألة الرقمنة لتحليل اللعب - على طريقة صنع في ألمانيا – وأول عنوان لهذا الأمر ينبغي أن يكون هو الأكاديمية الجديدة.

الفوز من خلال الكم الكبير من البيانات، يعني معرفة المساحات داخل الملعب، وقياس نوعية التمريرات، بل وحتى وضع قوة الإرادة لدى كل لاعب على حدة، على المحك. لكن ماذا عن قطع الأميال، والاستحواذ على الكرة؟ فقدت الأهمية. فمرارا وتكرارا كان المحللون الدوليون في المؤتمر يتبادلون الإشارة أن ألمانيا اكتسحت البرازيل في الدور قبل النهائي لكأس العالم في عام 2014 بنتيجة 7/1 رغم أن فريق المدرب لوف كان أقل استحواذا على الكرة وفرصا للتسجيل مقارنة مع منافسه. الأمر هكذا، حتى وإن بدا لا يصدق.

كل شيء قابل للقياس ومن المستحيل أن يتصور عمل التدريب بدونه. فالأمر يتعلق بمتابعة اللاعب من كافة الجوانب، أي من زاوية مقدارها 360 درجة. كل شيء يتم تسجيله رقميا، أشرطة الفيديو والبيانات والمعلومات الطبية، باستخدام جهاز تحديد المواقع (جي بي اس)، أو لاقط هوائي بوجود سترات خاصة وشرائح رقيقة في قمصان اللاعبين.

ويقول يوآخيم لوف (57 عاما): "كل مدرب مختلف، فالبعض مازال يعتبر قطع الأميال أمرا مقدسا". لوف يقولها مع ابتسامة فهو يعرف أن التحليلات العلمية الحديثة الموثقة تجاوزت منذ فترة طويلة نسبة الالتحام والأميال المقطوعة، فالمصطلح هنا هو: اللعب بذكاء.

حتى ورقة ينس ليمان ستصبح رقمية

حارس المنتخب السابق ينز ليمان

عملاق البرامج الألماني "ساب" هو شريك في الأكاديمية الجديدة ويقدم أحدث الأدوات في مؤتمر المحللين. فورقة الملحوظات مثل تلك التي استخدمها الحارس الألماني السابق ينس ليمان في الدور ربع النهائي لكأس العالم 2006، وكتب فيها ملحوظات بخصوص الزوايا التي يسدد فيها لاعبو الأرجنتين ركلات الجزاء أصبحت من الماضي. فالتطبيق الخاص بركلات الجزاء، الذي طورته شركة "ساب" يأخذ هذه الورقة إلى مستوى جديد، متطور ومتكامل، كما يوضح خبير "ساب" بيرند هوي. هذا التطبيق يتعامل مع ركلات الجزاء التي سددها الخصم في الماضي بشكل شامل ودقيق.

"(كمثال) دعونا نأخذ إسبانيا، الخصم، الذي سيقابل ألمانيا في مارس/ آذار المقبل (في لقاء ودي)"، يقول هوي ويكتب كلمة "ايبيرر" على كمبيوتره اللوحي فتظهر جميع البيانات، التي يحتاجها يوآخيم لوف، لكي يساعد فريقه على هزيمة منتخب "لا روخا" في ركلات الترجيح.

لوف مع جهازه اللوحي على حافة الملعب

التطبيق الذي أعدته شركة "ساب" يتضمن أيضا ما يهم اللاعب وحارس المرمى، وكيف يتصرف الاثنان، والقرارات التي يتخذانها، وكيف كان موقفهم في اللعب وهل كانوا واقعين تحت ضغط وهل المباراة على ملعبهم أما على ملعب المنافس. وكل هذه العناصر يتعامل معها التطبيق ويجهزها وعلى الفور يخرج منها فيديو تحليلي.

فهل سيقف يوآخيم لوف في المستقبل بجهازه اللوحي على خط الملعب قبل ركلات الترجيح؟ نعم، يجيب بيرند هوي ، ويتحدث عن "سيناريو غرف الملابس". فالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يمنع استخدام الأجهزة الجوالة للجالسين على مقاعد الفريق، لاعبين وإداريين وغيرهم. غير أنه بإمكان المدرب أن يستدعي كافة المعلومات على جهازه اللوحي، المسموح باستخدامه في وضع غير متصل بالانترنت. ومن عليه بإمكانه أن يكشف للاعبيه الزاوية التي يتوقع أن يسدد فيها ليونيل ميسي الكرة. 

لكن لا أحد يعلم حتى الآن رأي الحارس ينيس ليمان في هذا التطبيق. كما أن يوآخيم لوف ينبه لاعبيه بشكل مستمر بـ"ألا يغرقوا في البيانات". رغم ذلك فإنه لا يريد التنازل، خلال كأس العالم السنة المقبلة، عن المزايا، التي يقدمها "تطبيق ركلات الترجيح".

الكاتب: سيباستيان سام/ ص. ش

بعدد سكان يبلغ 10.4 مليون نسمة تكون العاصمة الروسية موسكو أكبر المدن في أوروبا. وتنتشر بها الأماكن، التي تستحق المشاهدة، وربما أكثرها شهرة الكرملين، حيث يحكم فلاديمير بوتين. ويوجد بموسكو أكثر من 600 كنيسة، ومن هنا جاءت تسميتها بـ"روما الثالثة". وموسكو هي المدينة الوحيدة، التي بها ملعبان تقام عليهما مباريات بمونديال روسيا.

ستقام على ملعب لوجنيكي في موسكو المباراة النهائية لمونديال روسيا في 15 يوليو/ تموز. هذا الاستاد أقيم عام 1956، وكان مسرحا لمنافسات دورة موسكو الأولمبية عام 1980. وجرى تحديثه الآن وإدخال تعديلات عليه من أجل كأس العالم، ويتسع حاليا لـ 81 ألف متفرج. هنا سوف يفتتح المنتخب الروسي مباريات كأس العالم يوم 14 يونيو/ حزيران.

أعيد افتتاح أوتكريتي أرينا في عام 2014 وأصبحت المعقل الجديد لسبارتاك موسكو. وقد اضطر نادي كرة القدم الأكثر شهرة في روسيا إلى انتظار ملعبه الخاص لمدة سنوات. في كأس القارات شهد هذا الملعب مباراة تحديد المركز الثالث. أما في المونديال فسيقام عليه أربع مباريات في دور المجموعات ثم مباراة واحدة في دور الـ 16.

"إنها أجمل مدينة على وجه الأرض"، قال ذلك ذات مرة، جوزيف برودسكي، الحائز على جائزة نوبل، عن المدينة الكبيرة، الواقعة في غرب روسيا. وفي الواقع فإن سان بطرسبورغ، هي أكثر من كونها مدينة تستحق المشاهدة والإعجاب. وقد أسسها القيصر الشهير بطرس الأكبر في القرن الـ18 لتكون "بوابة إلى الغرب". وعلى عجل عمل على بناء قصور وقلاع رائعة خلال سنوات قليلة.

تم بناء الملعب الجديد لنادي زينيت بطرسبورغ في الموقع الذي كان به من قبل ملعب كيروف القديم. ويتسع الملعب لأكثر من 68 ألف متفرج (68134 متفرجا). وخلال مرحلة البناء كانت التكلفة تزداد أكثر وأكثر حتى بلغت في النهاية 930 مليون يورو. ويرتبط المنتخب الألماني بذكريات جميلة مع هذا الملعب. فهنا فازت ألمانيا بكأس القارات في 2 يوليو/ تموز 2017.

تُعْتَبر الكاتدرائية المسماة بـ"كاتدرائية الدم المقدس" أو "كنيسة الدم" المعلم الرئيسي لمدينة يكاترينبورغ، وهي أبعد المدن شرقاً، التي ستستضيف مباريات كأس العالم بروسيا. وقد بنيت تلك الكاتدرائية في عام 2002، على الموقع نفسه، الذي شهد إعدام عائلة القيصر الروسي في عام 1918، بعد عام من الثورة البلشفية في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

في الأصل كان الاستاد صغيرا ولا يفي بالمعايير المطلوبة لاستقبال مباريات كأس العالم. ولذلك قامت روسيا بتركيب مدرج إضافي يتسع لـ12 ألف متفرج، لتصل طاقة استيعاب الملعب إلى 35 ألف متفرج. وبعد انتهاء كأس العالم، سيتم فك هذه المدرج من جديد. ولن تقام على هذا الملعب سوى مباريات الجولات الأولى للمونديال. وعادة يؤدي فريق أورال (يلعب في الدرجة الثانية) مبارياته على هذا الملعب.

من أجل مونديال 2018 تم من جديد بناء استاد روستوف أرينا على نهر الدون. وهو ملعب فريق روستوف، الذي يلعب بدوري الدرجة الأولى في روسيا. وأثناء أعمال الحفر لبناء الاستاد تم العثور في باطن الأرض على كثير من القنابل قادرة على الانفجار، تعود إلى الحرب العالمية الثانية. وعلى هذا المعلب، الذي يستوعب 45 ألف متفرج، ستقام أربع مباريات في دور المجموعات ومباراة في ثمن النهائي.

في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، تتعايش العديد من الثقافات والأديان، معاً بشكل سلمي لا مثيل له تقريبا. فهناك تقف مساجد التتار المسلمين بجانب الكنائس الأرثوذكسية للسلافيين المسيحيين. ويعتبر نادي روبين قازان، بطل الدوري الروسي لمرات عديدة، هو العلامة الرياضية البارزة للمدينة، الواقعة على نهر الفولغا.

قام الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه، عندما كان رئيسا للوزراء، بوضع حجر الأساس لهذا الاستاد، الذي يتسع لنحو 42 ألف متفرج. وهذا المعلب هو معقل نادي روبين قازان، الذى فاز ببطولة الدوري الروسي عدة مرات فى السنوات الاخيرة. وفي 22 يونيو/ حزيران 2017، لعب المنتخب الألماني على هذا الملعب مباراته ضد تشيلي في كأس القارات.

الاسم القديم لفولغوغراد هو ستالينغراد، وهو اسم اكتسب شهرة حزينة بسبب معارك الحرب العالمية الثانية. هنا يقف تمثال "الوطن الأم"، كشاهد يذكر بانتصار الجيش الأحمر على جيش النازي الألماني في "حرب الوطن العظمى"، كما يطلق في روسيا على الحرب العالمية الثانية. الاستاد الجديد على ضفاف نهر الفولغا، يمكن أن يستوعب ما يزيد قليلا على 45 ألف متفرج.

استاد نيجني نوفغورود بالمدينة التي تحمل نفس الاسم، هو واحد من تسعة ملاعب تم أو سيتم إعادة بناؤها تماما من أجل كأس العالم. وسيتسع لـ 45 ألف متفرج. وقد بني استاد نيجني نوفغورود على لسان الأرض، عند التقاء فولغا وأوكا. وخلال مباريات كأس العالم ستقام هنا مباريات بالجولات الأولى، وثمن النهائي وربع النهائي.

تعد كالينينغراد من أبعد المدن في جهة غرب روسيا، التي ستشهد إقامة مباريات بكأس العالم. وأثناء مباريات المونديال ستبلغ سعة استاد كالينينغراد ما يزيد قليلا عن 45 ألف متفرج. لكن بعد البطولة ستنخفض ربما إلى 25 ألف مقعد فقط. والسبب هو أن الفريق المحلي هناك، فريق "بالتيكا"، يتأرجح بين دوري الدرجة الثانية والدرجة الثالثة، ولا يمكن لجمهوره أن يملأ ملعبا كبيرا كهذا.

معلم المدينة هو كاتدرائية القديس تيودور، التي رغم أنها مبنية على النمط التقليدي للكنائس الأرثوذكسية، إلا أن عمرها 13 سنة فقط. وقد هدمت الكاتدرائية القديمة في عام 1930، وفي عام 2004 بدأ بناء الكاتدرائية الجديدة. وتتسع لحوالي 3000 من المصلين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل