المحتوى الرئيسى

بهاريز السبوبة

12/08 17:53

"الليلة الكبيرة يا عمى وتكريمات كتيرة.. ماليين القاعات بالرعاة والشير عالمواقع"

بالفعل هى "ليلة كبيرة" أصبح فيها فيروس السبوبة يهاجمنا من كل اتجاه ويفاجئنا بتطوره وتحوره ويطل علينا فى كل مرة بشكل جديد يحاصرنا فى هجوم مباغت وخادع.

هذا الفيروس تحور مؤخراً ليأخذ أجدد أشكاله وهو "التكريم".. ولمن لا يعرف تفسير مصطلح التكريم فى مصر فهو " كائن عشوائى يتغذى على الرعاة يتوطن فى أى بيئة صحفية أو إعلامية.. ينمو وينتشر فى شكل حفلات واستفتاءات ومهرجانات".

هذا باختصار ملخص "سبوبة التكريمات" التى تطل علينا بين اليوم والآخر عدد من المرات دون سند أو معنى حقيقى لهذا التكريم فالمنطق يفرض أن تتم هذه العملية بناءً على تقديرات وتقييمات لأعمال مرشحة ونجومها سواء كانت درامية أو إعلامية وقياس جماهيريتها وحجم التفاعل معها إلا أن العملية تحولت معنا إلى "مولد سيدى التكريم" فأصبح كل من هب ودب يبحث عن مجموعة من الوجوه وربما يجهل الجمهور أسمائها ويتفق مع أحد الرعاة أو عدد منهم ليقيم حفلاً أو مهرجاناً أو حتى استفتاءً ويسلمهم جائزة التكريم "درع صفيح" وشهادة تم طبعها بعدد من الجنيهات!

المستفز فى ذلك الأمر أن القائمين على هذه التكريمات من الأساس مجهولو الهوية لتصبح هذه المناسبة غرضها الحقيقى تصدر المشهد و"تنجيم" أنفسهم لتصنع لهم قيمة وسط المجتمع الفنى ورجال الأعمال مع بعض المكاسب المادية .. كل ذلك والجمهور يضرب كفاً بكف على ما يراه فهناك من المكرمين تجدهم من أصحاب "المشهد الواحد" ولكن "صاحب الليلة" قرر أن يأتى بهذه النوعية لأنهم سيندفعون مهرولين لهذا الحدث التاريخى فى مشوارهم المجهول.

إذا كان هذا الأمر سيئاً فهناك الأسوأ وهو فى الجهة المقابلة فى المهرجانات والاستفتاءات الكبيرة والتى تأتى فيها التكريمات حصرياً للأصدقاء والمقربين والأحباب وأصحاب المصالح المشتركة .. وأحياناً هناك من يدفع مقابلاً مجزياً للحصول على هذا التكريم ليضع نفسه فى مصاف النجوم "سوبر ستار" وأولاً وأخيراً لن تجد سنداً ولا دليلاً على نتيجة تصويت الجمهور فالكواليس معروفة مسبقاً والقوائم مرتبة ترتيباً دقيقاً بالعلاقات المتشابكة.

لم تتوقف فضائح التكريمات عند هذا الحد فقد يكون هناك من فعلها وله مبرر عندك كمشاهد يقنعك أنه يستحقها على الأقل من وجهة نظرك الشخصية إلا أن الطامة الكبرى عندما تفاجأ بفنانين يتم تكريمهم عن أدوارهم فى أعمال محددة بالاسم كأحسن ممثل أو ممثلة أو جائزة التميز لهذا الدور أو ذاك البرنامج والحقيقة أنهم كانوا الأسوأ على الإطلاق وربما يكون هذا العمل وهذا الدور هو الأسوأ فى مشوارهم تماماً فى حين هناك نجوماً حقيقيين يتوقع الجميع تكريمهم لتألقهم الشديد إلا أنهم يشاهدون هذا الـ "سيرك" المنصوب من "الركن البعيد الهادى"!

 فى كل هذه العشوائية التى تتغذى على المصالح يُهضم حق كثير من الفنانين والإعلاميين يستحقون هذا التكريم عن جدارة وربما لا يحتاجون فكرة التصويت من الأساس ولكن فى هذه البيئة الفاسدة من العمل الـ"تجارى" البحت يطولهم كثير من الاتهامات سواء بالمحاباة أو الدفع مقابل التكريم وهو ما فرضه الشكل العام إلا أنه للأسف يضيع من مجهودهم واستحقاقهم للإشادة ويختلط الجيد مع الردئ ولا يتبقى لهذه المناسبات لدى الجمهور إلا "السمعة السيئة" أما القائمين عليها فيتبقى لهم "بهاريز السبوبة".

ليس هناك اعتراضاً على مسألة التكريم فى حد ذاته بل بالعكس .. مطلوب جداً تقدير مجهود وتعب كل من يمتع ويفيد جمهوره حتى يشعر بقيمة ما يقدمه فيكون هناك حافزاً للمزيد وصنع حالة من المنافسة لاقتناص هذا التقدير وكذلك هذه الاحتفاليات تضيف حالة من البهجة ولكن .. يجب أن يعطى كل ذى حق حقه ويكون التكريم والتقدير مبنى على أسس سليمة ومنطقية ونرتقى بعيداً عن العلاقات والمصالح و"ضرب الاستفتاءات وتظبيطها".

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل