المحتوى الرئيسى

فلسطين ما بين البطارخ والانتهاك الصارخ!

12/08 17:37

في لحظة استرجاع للماضي القريب وتحديدا عام 2000 كنت مجرد طفل في العام الثامن يدرس في أحد المعاهد الأزهرية، لا يعرف الكثير عن القضية الفلسطينية بحكم السن.

وقتها حدثت الانتفاضة الفلسطينية الثانية وهنا ظهر إحساس جديد كسر كل حواجز الطفولة حينما هرع جميع الطلاب من الفصول إلى خارج المعهد وبالتحديد أمام بيت أم عمرو، وبدأت الهتافات التي يقودها طلاب المرحلة الإعدادية بحكم التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في هذا العمر واشتعلت الحماسة بقوة عندما قام أحد الطلاب بخلع ملابسه واشتركنا في رسم علم الكيان الصهيوني بأقلام "الفلوماستر" الزرقاء وحرق الملابس التي ربما ندم صاحبها على اتخاذ هذا القرار، بعد أن عاد إلى بيته "بالفانلة الحمالات".

وهنا بدأت تظهر ردود الفعل المضادة حين قامت أم عمرو بالذهاب إلى شيخ المعهد وتهديده بإبلاغ الشرطة، فما كان منه إلا أن جاء مع باقي المدرسين يحملون "العصيان الهندية" عاليا، في مشهد أقرب إلى أن يكون في أحد الفتوحات الإسلامية، وانتهى المشهد بالعودة إلى داخل المعهد لاستكمال باقي الحصص.

ولكن كيف نقبل بالهزيمة قمنا بتكسير "قلل" أم عمرو لمجرد الإحساس بنشوة الانتصار، كما لو كانت هي العدوان الحقيقي، كان هذا منذ أكثر من سبعة عشر عاما، والآن يتكرر نفس المشهد على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، مجرد سير في دائرة مغلقة، كل من يمتلك ساعة هواء في أحد البرامج يظهر علينا منفعلا يستعرض عضلاته مستخدما صوته العالي في الحديث عن القضية الفلسطينية التي يعتبرها بعض أصحابها مجرد "سبوبة" تؤتي أكلها في الفنادق والموائد المستديرة.

اختلفت المذاهب السياسية في طريقة التعامل مع القضية ولكنها اجتمعت على الفشل حتى في كسب ود شعوبها ولو مرة واحدة بقرارات صارمة بعيدة عن الشجب والرفض والخ الخ.

أو كما قال الشاعر العراقي مظفر النواب:

فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟

ووقفتم تسترقون السمع لأصوات بكارتها

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل