المحتوى الرئيسى

الجيش الروسي يعلن انجاز مهمته في سوريا بعد هزيمة داعش

12/07 17:55

أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن الجيش الروسي "أنجز" المهمة في سوريا وأن هذا البلد "تحرر بالكامل" من تنظيم الدولة الإسلامية. وظهر الجنرال كولونيل سيرجي رودسكوي المسؤول عن إدارة العمليات الرئيسية اليوم الخميس(السابع من كانون أول/ديسمبر 2017) في لقطات على تلفزيون روسيا 24 وهو يقول "كانت المرحلة الأخيرة من دحر الإرهابيين مصحوبة بنشر غير مسبوق لسلاح الجو الروسي".

وأفاد الضابط الكبير سيرغي رودسكوي خلال مؤتمره الصحافي أن "مهمة الجيش الروسي القاضية بسحق تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي المسلح أنجزت" وأن "الأراضي السورية تحررت بالكامل" من التنظيم. وأضاف أن القوات الروسية المنتشرة في سوريا الآن تركز على الحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار واستئناف مظاهر العيش في سلام.

أعلن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا تمديد الجولة الراهنة، الثامنة من نوعها، من مفاوضات جنيف السورية حتى منتصف ديسمبر، لافتاً إلى أن مصير بشار الأسد السياسي لم يثر خلال النقاشات. (30.11.2017)

الخوذ البيضاء في سوريا تقرع ناقوس الخطر. ونظرا للمحادثات المستمرة تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف تطالب منظمة الحماية المدنية بحماية أكبر للسكان وبممارسة الضغط على نظام الأسد. (30.11.2017)

وبحسب الجنرال رودسكوي، فإن ضربات جوية "غير مسبوقة" نفذت في الأيام الماضية في منطقة البوكمال، آخر مدينة كبرى كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية مشيرا إلى أن الطائرات الروسية تنفذ يوميا أكثر من مئة طلعة جوية و250 ضربة.

وقال إن القوات الخاصة الروسية أدت دورا أيضا حيث قامت بتوجيه الضربات الجوية "والقضاء على أبشع قادة جماعات المقاتلين خلف خطوط العدو".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال يسيطر على 8% من محافظة دير الزور (شرق) فيما كان يسيطر عليها بالكامل تقريبا قبل بضعة اشهر.

وأضاف الجنرال الروسي أن "عصابات مخربين من تنظيم الدولة الاسلامية" لا يزال يمكن أن تنشط لكن القوات السورية ستتصدى لها موضحا أن "الكتيبة الروسية ستركز جهودها على نقل المساعدات للشعب السوري بهدف إعادة إحلال السلام".

وكانت روسيا أعلنت في 21 تشرين الأول/أكتوبر انتهاء "المرحلة النشطة من العملية العسكرية" في سوريا حيث تدخل الجيش الروسي لدعم نظام الرئيس بشار الاسد. وأتاح التدخل الروسي الذي بدأ في العام 2015 تغيير المعطيات على الأرض وخصوصا مساعدة الجيش السوري على طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة تدمر الأثرية وطرد فصائل المعارضة من معقلها في حلب شمال البلاد.

يبقى اندلاع الحرب بحد ذاتها مؤشراً على خسارة كبيرة لحقت بالنظام السوري. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق كثيرة داخل سوريا كان قد خسرها سابقاً. مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيله قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.

كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، مقارنة بحالهم في السابق. إذ أنهم سيطروا على مناطق كبيرة غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. وتعاظمت قوتهم العسكرية؛ فهم يشكّلون العصب الرئيسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم من "التحالف الدولي". كما أقام الأكراد "إدارة ذاتية" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ظهرت المعارضة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها عادت وخسرت الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في الرؤى والمواقف، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها. كما تعرضت المعارضة لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها على الأراضي التي كانت تحت سيطرتها.

قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". يتحدث مراقبون عن أن الساحل السوري منطقة نفوذ روسية. سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تيار في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".

تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة وتتجاذبها أطراف عدة داخل المؤسسات الأميركية. بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها في البلاد.

لم تتخل إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، الذي أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت مؤخراً ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية، وفق ما نشرته تقارير إعلامية.

قدم الرئيس التركي للمعارضة كل أشكال الدعم من سياسي وعسكري ولوجستي وغيرها. لكن تداعيات هذه الحرب أرهقت النظام التركي كثيراً، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، ولم يستطع الحد من تعاظم دور الأكراد في سوريا. كما اتخذ "داعش" تدخل أنقرة في سوريا ذريعة لتنفيذ هجمات إرهابية بالأراضي التركية.

بين من يراه تخبطاً وبين من يراه تغيراً تكتيكاً، لم تستقر الرياض على رؤية واضحة المعالم في سوريا، خاصة مع اتجاهها نحو ما تعتبره رؤية جديدة للأزمة في سوريا لا تتوقف كثيرا عند استمرار الأسد من عدمه. الرياض التي دعمت واحتضنت أطرافاً عديدة في المعارضة السورية، لم تكسب الكثير من الحرب السورية، بل انضافت هذه الحرب إلى ملفات خارجية أنهكت الرياض كما عليه الحال بالحرب في اليمن والأزمة مع قطر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل