المحتوى الرئيسى

متحدثة «الصليب الأحمر»: دورنا التخفيف من معاناة المدنيين فقط.. والحل الأول والأخير سياسى

12/07 10:40

تفوق النزاع السورى على كثير من النزاعات الدولية الأخرى فى عدد الحالات الإنسانية التى خلفها، وفى هذا الإطار حاورت «الوطن» المتحدثة باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى سوريا» إنجى صدقى، التى أكدت أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر للنزاع السورى، الذى وصفته بـ«المعقد»، وقالت «صدقى» إن ميزانية «الصليب الأحمر» فى سوريا هى الأكبر للمنظمة الدولية، مشيرة إلى أن هناك أماكن احتاجت نحو 4 أو 5 أشهر لإيصال المساعدات الإنسانية إليها، وشددت الناشطة الدولية، فى رسالة إلى السياسيين السوريين، على أن المنظمات الإنسانية لن تكون الحل لمعاناة السوريين، وإنما الحل الأول والأخير سيكون حلاً سياسياً.. إلى نص الحوار:

إنجى صدقى: السوريون يدفعون الثمن الأكبر للنزاع

ما قراءتك لمجمل الأوضاع الإنسانية فى سوريا بصفة عامة خلال سنوات الحرب؟

- للأسف النزاع فى سوريا يتطور من شهر لآخر ومن أسبوع لآخر، ومنطقة لأخرى، فيهدأ فى منطقة ويشتعل فى منطقة أخرى، هو نزاع معقد، وللأسف المدنيون هم من يدفعون الثمن الأكبر، لدينا أعداد كبيرة، آلاف مؤلفة، يتركون بيوتهم وممتلكاتهم وحياتهم التى ألفوها بالكامل، بسبب النزاع فى مناطق كـ«الرقة ودير الزور والغوطة الشرقية»، نحن نتحدث الآن عن نحو 6 ملايين نازح، ومع هذا الضغط فلا يوجد منظمة واحدة قادرة على تلبية الحاجات الإنسانية فى سوريا كتوفير الملجأ أو الغذاء أو الرعاية الصحية، والوضع لا يزال معقداً للغاية.

مع الحديث عن تسويات سياسية تجرى وإقامة مناطق لخفض التصعيد، هل انعكست هذه المؤشرات إيجابياً على الحالة الإنسانية؟

- أى مبادرة من هذا النوع بالتأكيد تخفف من معاناة المدنيين وبالتأكيد مرحب بها، ونحن بصفة عامة فى اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقول ونؤكد دوماً أن المساعدات الإنسانية يجب أن تكون منفصلة تماماً عن المواقف السياسية أو الاتفاقيات السياسية، تقديم المعونات يجب أن يبتعد تماماً ويغفل الجوانب السياسية والعسكرية.

من الأطراف التى كانت تعرقل وصول المساعدات، سواء من المعارضة أو الحكومة؟

- نحن منظمة حيادية بالأساس، حيادية بمعنى أننا لا نتدخل فى أى شىء له علاقة بالسياسة، ولا ندين طرفاً على حساب الطرف الآخر أو نوجه اتهامات لطرف على حساب الآخر، لكن أى نوع من العرقلة يتم تسجيله، فالأهم بالنسبة لنا هو معاناة الناس وأن نصل إليهم بالمساعدات الضرورية، للأسف هناك بعض الأماكن التى احتجنا لنحو 4 أو 5 أشهر للوصول إليها من خلال القوافل الإنسانية التى نعدها، مثلاً فى الأماكن المحاصرة، ونحن كذلك محكومون بكمية المساعدات التى يمكننا الحصول عليها، وهذا أمر يستهلك وقتاً طويلاً، للحصول على المساعدات والتفاوض مع أطراف النزاع والوصول إلى هذه المناطق.

ما تقييمك لخطورة النزاع السورى على الحالات الإنسانية مقارنة بغيره من مناطق النزاعات الأخرى؟

- من الصعب المقارنة، كل من يعانى سواء فى سوريا أو أى مكان آخر، من الصعب المقارنة بينهم، ولكن العمليات التى نقوم بها هنا فى سوريا بالنسبة للصليب الأحمر الدولى تمثل أكبر ميزانية لنا، وهذا يدل أيضاً على كمية الاحتياجات الموجودة بخصوص الأزمة السورية.

هل تضعون التعامل النفسى مع الحالات الإنسانية فى حساباتكم؟

- بالتأكيد طبعاً، وكى أوضح لك، نحن شريكنا الأساسى داخل سوريا هو الهلال الأحمر العربى السورى، أى شىء يتم بالتعاون معه، وهذا لأنهم منتشرون على الأرض أكثر من «الصليب الأحمر» بكثير، ودورنا بناء قدراتهم لتقديم الخدمات والدعم النفسى للمتضررين، خاصة الأطفال، والأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من النزاع.

ما دوركم المتوقع فى مرحلة ما بعد التسوية السياسية؟

- نحن الآن نقدم الدعم للأسر التى تعود إلى المناطق الآمنة كـ«حلب وحمص» ويتم دعمهم ببعض المحلات للخياطة وتصليح العجلات، وإقامة مشروعات لهم، منها تقديم البذور والأسمدة وبعض مواد الزراعة لإعادة زراعة مناطقهم من جديد.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل