المحتوى الرئيسى

اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.. بداية لتنفيذ خطة أكبر؟

12/06 17:45

ربما يشكل تأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، من قبل الرئيس الأمريكي ليومين، حيث كان من المقرر أن يقوم بذلك يوم الاثنين الماضي، مؤشراً لمدى تردد إدارة ترامب في اتخاذ قرار كهذا، لاقى رفضاً دولياً وإقليمياً، حتى قبل الإعلان عنه بأيام.

بعد اتصال ترامب بمحمود عباس وإعلانه نيته نقل السفارة الأميركية إلى القدس- حسب مصادر فلسطينية - محمود عباس يجري اتصالات مع قادة دول إقليمية ودولية لحثهم على الوقوف حائلاً أمام نية ترامب بنقل السفارة. (05.12.2017)

أبلغ الرئيس الأميركي ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فيما حذرا ترامب من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام. (05.12.2017)

لكن هذه الخطوة ليست سوى بداية لتنفيذ خطة أكبر، تحدث عنها ترامب في عدة مناسبات ووصفها بـ"الصفقة النهائية"، وذلك من أجل حل "قضية الشرق الأوسط" (القضية الفلسطينية)، والتي بدونها لا يمكن التركيز على قضايا أخرى، مثل وضع حد لطموحات إيران النووية، ومواجهة الإيديولوجيات المتطرفة، كما قال مستشار ترامب للشرق الأوسط وصهره، جاريد كوشنر، اليهودي الأرثوذكسي، والمعروف بعلاقاته الشخصية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمنحدر من عائلة هاربة من الهولوكوست، ومعروفة بالتبرع بملايين الدولارات لبناء المستوطنات الإسرائيلية، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وعن خطة ترامب قال كوشنر في منتدى "حاييم صبان"، الذي يحمل اسم ملياردير اسرائيلي أمريكي معروف بدعمه لإسرائيل، إن كلاً من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على علم بما تم مناقشته معهما، وأضاف: "عليكم أن تركزوا على حل القضية الكبرى. إن الحركة الديناميكية الإقليمية تلعب دوراً كبيراً في ما نعتبره فرصا، لأن (...) عددا كبيرا من هذه البلدان يسعى إلى فرص اقتصادية والسلام لشعوبها".

وقد يقصد كوشنر بحديثه هذا، السعودية، المتمثلة بولي العهد محمد بن سلمان، الذي تربطه به علاقات متينة. فولي العهد الشاب يحاول القيام بـ"إصلاحات"  فكرية واقتصادية في المملكة، ويحاول الاقتراب أكثر من إسرائيل لمواجهة المد الإيراني في المنطقة، حيث يحقق حلفاء طهران انتصارات في لبنان واليمن، ليس من آخرها مقتل علي عبدالله صالح بعد محاولته فك ارتباطه مع الحوثيين. كما تراجع قبل ذلك سعد الحريري عن استقالته، التي قدمها من الرياض بضغط سعودي، على الأرجح.

جاريد كوشنير في القصر الملكي بالرياض خلال زيارته للسعودية في مايو/ أيار 2017

ويحاول بن سلمان أن يلعب دور الوسيط في القضية الفلسطينية، فبعد حوالي أسبوعين من زيارة كوشنر له في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، اجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية في الرياض، وعرض عليه خطة ترامب، بحسب صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين فلسطينيين ولبنانيين.

وتتضمن الخطة التي لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي حتى الآن، بل إن مسؤولاً أمريكياً قال إنها لم تكتمل بعد، أن تعترف أمريكا بدولة فلسطينية تضم أجزاءً متقطعة من الضفة الغربية، وبدون القدس الشرقية، لتكون فيها بلدة أبوديس التي يفصلها جدار عازل عن القدس، عاصمة لفلسطين. كما تتضمن الخطة موافقة الطرف الفلسطيني على بقاء العديد من المستوطنات الإسرائيلية التي كانت الأمم المتحدة قد طالبت بإيقاف بنائها و"إلغاء التدابير المتخذة لتغيير وضع مدينة القدس" في عدة قرارات.

وبالإضافة إلى ذلك تتضمن الخطة تنازل الفلسطينيين عن حق العودة. وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن محمد بن سلمان أعطى مهلة شهرين للرئيس الفلسطيني لقبول العرض وإلا فسيكون على عباس تقديم استقالته ليفتح مجالاً أمام شخص بديل. كما أفاد بعض المسؤولين، القريبين من لقاء بن سلمان مع عباس، أن ولي العهد السعودي حاول إغراء رئيس السلطة الفلسطينية من خلال تقديم مبالغ مالية للفلسطينيين مقابل الموافقة على الخطة، وهو ما رفضه الأخير، بحسب الصحيفة الأمريكية.

كوشنر أكد أن الفلسطينيين على علم بما ناقشوه معهم حول خطة ترامب

ورغم نفي هذه الأنباء من قبل مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين وسعوديين، ووصفها بالإشاعات، إلا أن مسؤولين "رفيعين" آخرين أكدوا لصحيفة نيويورك تايمز وجود مثل هذه الخطة. حيث نفى المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ردينة الروايات حول مقترحات السعودية في اجتماع الرياض بين بن سلمان ومحمود عباس ووصفها بأنها "أخبار زائفة"، مؤكداً أن الفلسطينيين لا يزالون ينتظرون اقتراحاً رسمياً من الولايات المتحدة.

من جانبه قال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان إن "المملكة لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى تسوية، تقوم على مبادرة السلام العربية عام 2002 بما فيها أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية على حدود 1967". وأضاف السفير السعودي "اقتراح أي شيء ما عدا هذا هو خاطئ".

ورغم النفي، إلا أن النقاط الأساسية للمقترح السعودي، المقدم لرئيس السلطة الفلسطينية "تم تأكيدها من قبل العديد من الناس، الذين كانوا على اطلاع على النقاشات، التي جرت بين عباس والأمير محمد، ومن بينهم : حسن يوسف، المسؤول البارز في حماس (والناطق باسمها في الضفة الغربية)، بالإضافة إلى عدة مسؤولين غربيين، ومسؤول رفيع من حركة فتح، ومسؤول فلسطيني في لبنان، ومسؤول لبناني رفيع، وسياسي لبناني، بالإضافة إلى آخرين"، بحسب الصحيفة الأمريكية.

حسن يوسف، الناطق باسم  حماس والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، أكد من جهته لنيويورك تايمز وجود مثل هذه الخطة وقال: "إذا كانت القيادة الفلسطينية ستقبل أياً مما سبق فإن الشعب الفلسطيني لن يسمح لها بالبقاء".

قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس دونالد ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، متجاهلاً تحذيرات صدرت في الشرق الأوسط والعالم، فيما عبرت ألمانيا عن قلقها من اندلاع اشتباكات عنيفة في الشرق الأوسط بسبب هذه الخطوة.

السياح يستمتعون بمنظر جميل من جبل الزيتون المطل على المدينة القديمة للقدس. وهذا الارتفاع هو جزء من سلسلة جبلية شمال شرق وشرق المسجد الأقصى والمدينة القديمة. في الصورة يظهر بوضوح السور القديم للمدينة وقبة الصخرة

قبل 50 عاما تقريبا كان الوضع مختلفا: نظرة إلى سور المدينة وقبة الصخرة توحي بأن الصورة المأخوذة في 7 يونيو 1967 صورة من جبل الزيتون. هذه المجموعة من الجنود جعلت من جبل الزيتون أثناء حرب الستة أيام منطلقا لإصدار الأوامر.

المسجد الأقصى في المدينة القديمة للقدس يُعتبر أهم ثالث محج في الإسلام بعد مكة والمدينة. ويحتل الحرم القدسي مكانة هامة عند اليهود الذين يقولون بأن المكان كان يحتضن الهيكل الأول والثاني. وتحصل من حين لآخر توترات. وتتحمل إسرائيل منذ 1967 المسؤولية الأمنية، فيما تتولى مؤسسة إسلامية إدارة الشؤون المدنية والدينية.

الأقصى هو أكبر مسجد في المدينة شُيد في بداية القرن الثامن. وتعتبر الباحة المحيطة به بحدائقها ونافوراتها وبناياتها القديمة أماكن مقدسة. ويتسع المسجد الأقصى لحولي 4.000 مصلي.

هذه البوابة المثيرة تفصل بين الحيين المسيحي والإسلامي. ومن يمر عبر الباب يجد نفسه داخل سوق عربية شعبية بأزقتها الضيقة. لكن المدخل الشمالي إلى المدينة القديمة بالقدس اكتسب شهرة حزينة: فباب دمشق يشهد منذ سنوات حصول اعتداءات دموية فلسطينية.

باب دمشق أخذ هذا الاسم، لأن الشارع يؤدي إلى اتجاه دمشق السورية، وهو من أقدم وأكبر أبواب سور المدينة الذي يعود للقرن الـ 16. ولم يتغير الكثير منذ أخذ هذه الصورة في يوليو 1967 باستثناء ضجيج السيارات والازدحام خارج السور.

أزقة متشعبة تحدد معالم الحي اليهودي والحي العربي والحي المسيحي والأرمني داخل المدينة القديمة للقدس، وهي محاطة بسور بُني بين 1535 و 1538 إبان حكم السلطان سليمان. وتم إعلان المدينة القديمة للقدس في 1981 المترامية على مساحة متر مربع ثراتا ثقافيا عالميا من قبل هيئة اليونيسكو.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل