المحتوى الرئيسى

من عبدالناصر إلى السيسي.. كيف تحدث رؤساء مصر عن القدس؟

12/06 16:38

"أولى القبلتين.. ثالث الحرمين الشريفين.. مسرى الرسول"، تعددت الأسباب التي جعلت للقدس مكانة ضخمة لدى المسلمين والعرب، التي شهدت مختلف الديانات والحضارات على مرّ عصورها، ما جعلهم يدافعون عنها بشدة بعد احتلال الدولة الإسرائيلية لها منذ عدة عقود، إلا أنهم لم يتمكنوا من الخلاص منه، لذلك كانت القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا لدى الرؤساء والملوك العرب المتعاقبين.

ورغم ذلك، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعترف بأن القدس عاصمة إسرائيل، في خطابه اليوم، تنفيذًا لوعده الانتخابي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، استنادًا فيه لقرار تعود جذوره التاريخية إلى أكثر من 30 عامًا؛ حينما سن الكنيست الإسرائيلي في 30 يوليو 1980، ما عُرف بـ"قانون القدس"الذي طال الجدل حوله واستخدمته سلطة الاحتلال كورقة رابحة لهم في هذا الشأن، وصولًا إلى القرار المرتقب لترامب الذي يعلن خلاله.

وأتخذ الرؤساء المصريين القضية الفلسطينية على عاتقهم منذ إشتعال الأزمة، فكانت جانبًا أساسيًا من محاور خطاباتهم وأحاديثهم المحلية والدولية، ومن أبرز تلك المناسبات التي تحدثوا فيها عن القدس، كلمة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عام 1960، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في خطاب وصف بـ"التاريخي"، منددًا بالاحتلال بشدة، قائلا: "نحن مع السلام وضد الحرب، مع العدل وضد الظلم، مع التنمية لإنقاذ الفقراء"، منتقدًا المجتمع الدولي لتجاهله المواثيق الخاصة بحقوق الفلسطينيين.

وفي رسالة أخرى لعبدالناصر، للفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية الأسبق، بسبب حريق المسجد الأقصى، في 1969، ورد فيها: "إن العدو لن يتأثر باللوم أو الاستنكار ولن يتزحزح قيد أنملة عن المواقع التي هو فيها لمجرد قولنا بأنه أعجز من مسؤولياتها ولن يتوقف دقيقة لكي يستمع إلى صوت أي جهة تطلب التحقيق والعدل، إنني أريد أن يتدبر رجالنا من ضباط وجنود القوات المسلحة مشاعر اليومين الأخيرين وان يتمثلوا معانيها وأن يصلوا وجدانهم وضمائرهم بوجدان أمتهم وضميرها، وأن يعرفوا إلى أعماق الأعماق أنهم يحملون مسؤولية وأمانة لم يحملها جند منذ نزلت رسالات السماء هديا للأرض ورحمة".

وتابع "عبدالناصر": "إنهم في معركتهم القادمة ليسوا جند أمتهم فقط ولكنهم جند الله حماة أديانه وحماة بيوته وحماة كتبه المقدسة، إن معركتهم القادمة لن تكون معركة التحرير فحسب ولكنه أصبح ضروريا أن تكون معركة التطهير أيضًا، إننا أمام عدو لم يكتف بتحدي الإنسان ولكنه تجاوز ذلك غرورًا وجنونًا ومد تحديه إلى مقدسات أرادها الله بيوتا له وبارك من حولها، ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى، ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذي بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللاعبين بالنار، سنعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من أجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام".

وتحدث "عبدالناصر"، عن القضية الفلسطينية باستماتة فاستحوذت على معظم خطبته، ودافع عن حق الفلسطينيين في أراضيهم، حيث أقسم في أحد الخطابات على تحرير فلسطين مهما كانت التضحيات.

محمد أنور السادات، حمل أيضًا القضية الفلسطينية على عاتقه بشدة، فدافع عنها مرارًا وتكرارًا، ودعم استقلال القدس وشعبها بشدة، حتى في زيارته للكنيست الإسرائيلي وأمام وأفرايم كاتزير الرئيس الإسرائيلي الأسبق، ومناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وأعضاء الحكومة، والحاخام الأكبر، قال: "إذا كنتم وجدتم المبرر القانوني والأخلاقي لإقامة وطن على أرض لم تكن كلها ملك لكم فمن الأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولتهم من جديد، وإن يتخلى شعب فلسطين عن هدفهم الأسمى فإن معنى ذلك في الواقع وحقيقة الأمر تخليهم عن هويتهم وعن كل أمل لهم في المستقبل".

وفي خطاب آخر، أكد "السادات"، أنه لا يمكن للعرب أن يرضخوا للاحتلال أو يرتضوا بحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه.

"لا أحد سيقبل تهويد القدس" بهذه الكلمات الحاسمة، عبرّ الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في أحد خطاباته عن موقفه وموقف العرب من القضية الفلسطينية، قائلا: "أؤكد أن القدس والأماكن المقدسة أرض محتلة من سنة 67، ولا الفلسطينيين ولا أي واحد في العرب في المنطقة سيوافق على السيادة على القدس والأماكن المقدسة مهما كانت الظروف، ولا يمكن أحد يتنازل عنها، ولذلك يجب أن تضع إسرائيل هذا أمام أعينها إذا كانت تريد السلام".

كما أطلق "مبارك" مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، وأصدر قرارًا بفتح كل المعابر مع الفلسطينيين لاستقبال المصابين وعلاجهم في مستشفيات سيناء والقاهرة، وتقديم الدعم لهم.

أكثر من 6 مناسبات تناول فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي القدس والقضية الفلسطينية، على رأسها خطاباته في الأمم المتحدة المتتالية منذ توليه الحكم، وفي ذكرى ثورة 23 يوليو، كما أطلق في مايو الماضي مبادرة لحل القضية الفلسطينية، معتبرًا أن هناك فرصة حقيقية لحل القضية الفلسطينية، وتابع: "لو قدرنا كلنا أن نحقق مع بعض حل هذه المسألة وإيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين؛ ستكتب صفحة أخرى جديدة يمكن أن تزيد عما تم إنجازه من معاهدة السلام "بين مصر وإسرائيل".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل