المحتوى الرئيسى

بالفيديو.. "حنظلة".. أيقونة القدس وقصة وطن مُغتصب

12/06 15:06

بعد الأنباء شبه المؤكدة عن قرب نقل السفارة الأمريكية في فلسطين المحتلة إلى مدينة القدس، وهو ما يعتبر بمثابة اعتراف من أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، عادت إلى الأذهان من جديد صورة الطفل الصغير الذي رسمه رسام الكاريكاتير الراحل ناجي العلي "حنظلة".

طفل صغير حافي القدمين يرتدي ملابس مرقعه، أدار ظهره للناس ووضع يديه خلف ظهره وأومأ برأسه للأسفل، هذا هو "حنظلة" اللوحة التي رسمها ناجي العلي رسام الكاركتير الفلسطيني الذي جسد من رسوماته شخصية وجعلها رمزاً للمقاومة الفلسطينية، ليصبح "حنظلة" أيقونة للقدس، بل هو القضية الفلسطينة نفسها.

ويمثل "حنظلة" الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة "ناجي العلي" حين أجبر على ترك فلسطين في العاشرة من عمره، وإدارة الظهر للخلف وعقد اليدين يرمزان لرفضه للحلول الخارجية، أما ملابسه المرقعة وظهوره حافي القدمين يرمزان لانتمائه للفقر، ولايهتم باسم والده، أما أمه اسمها نكبة، وجنسيته ليست فلسطينية أو أردنية أو كويتية أو لبنانية أو مصرية، باختصار حنظلة يرفض أن يتجنس فهو إنسان عربي فقط لا غير.

ولد حنظلة في العاشرة من عمره وسيظل دائما في العاشرة، ولن يتجاوز سن العاشرة إلا بعد أن يعود إلى فلسطين كما أُخرج منها، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما فقدان الوطن استثناء، كتف يديه بعد حرب أكتوبر 1973 بسبب عملية التطويع والتطبيع الشاملة التي شهدتها المنطقة العربية، فكان هذا دليل على رفضه حلول التسوية الأمريكية في المنطقة.

رسم ناجي العلي "حنظلة" فيما بعد بأشكال مختلفة فظهر وهو يرمي العدو بالحجارة تجسيداً لأطفال الحجارة في انتفاضة فلسطين الأولى، كما ظهر وهو يكتب شعارات على الحائط، ليصبح حنظلة رمزا للهوية الفلسطينية والتحدي حتى بعد موت مؤلف الشخصية.

ورغم أن ناجي العلي قرر لـ"حنظلة" أن يدير ظهره ويعطي وجهه للعالم عندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته وتصبح الكرامة العربية غير مهددة، إلا أنه أغتيل قبل أن يتتحق ذلك وبالتالي ظل حنظلة معطي ظهره للعالم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل