المحتوى الرئيسى

حوار|نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية: التفوق وتطابق الشروط أبرز معايير الاختيار للمناصب القضائية | أسايطة

12/06 12:53

الرئيسيه » بين الناس » حوار|نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية: التفوق وتطابق الشروط أبرز معايير الاختيار للمناصب القضائية

كتب ـ إيمان طه وأحمد صالح:

يري المستشار علي شلوفة، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، أن عمله بالقانون قد أثري موهبته الأدبية، ويُبدي حزنه لضعف اللغة العربية وتعليمها بمصر في الوقت الحالي، وفي نطاق القانون يوص يشلوفة خلال حواره مع “الأسايطة”، بعدم السعي وراء الظنون، فليس هناك تفرقة بين مرشح وآخر سوي الكفاءة والأحقية في التعيين.. وإلي نص الحوار:

الشروط معروفة للكل وهو حصول المرشح علي ليسانس الحقوق أو الشريعة، بتقدير جيد كحد أدني، وأن يكون حسن السير والسلوك، ولا يوجد مايشينه في التحريات حتي الدرجة الرابعة من القرابة، والتي تضمن استقلالية وحياة القاضي.

أن تكون الوقائع ماسة ومؤثرة في استقلاليته كما ذكرنا، كالوقائع الجنائية والسرقة والانحرافات وجرائم الثأر وغيرها من الأمور التي ليست باليسيرة والتي تمُس العائلة بأكملها، ولكن هناك بعض الوقائع البسيطة يتم استبعادها كعائق في القبول،كالجنح في المخالفات العابرة والتي لا تؤثر علي نزاهة المرشح.

هذا أمر عارٍ عن الصحة، لأن الاختيار يتم عن طريق مجالس تُعقد متكونة من مستشارين عدة وليس بصفة فردية، فلا يمكن استبعاد شخص له أحقية وانطبقت عليه الشروط.

فلا زال الضمير موجود لدي الهيئات القانونية المختلفة، وذلك الاعتقاد المترسخ لا يٌمثل سوي ظنون الأشخاص والوقوع في مكائد النصب والاستغلال من قِبل البعض، وفي النهاية لا يُحكم علي الأمور بالظن.

ليس هناك قواعد محددة في التعيين، حيث أن الاختيار يتم بالأحقية ولا يُلتفت لكون المرشح خريج جامعة أو منطقة معينة، فقد يحدث ويتم تعيين عدد مرشحين من ذات المكان، والمقياس لكل ذلك التفوق وتطابق الشروط ليس إلا.

بدأت موهبتي منذ المرحلة الثانوية عن طريق الصدفة، حين هجاني أحد زملائي مزحة منه، فما كان مني إلا أن وجدت نفسي استرسل قصائد عدة ردًا عليه، وفوجئت باتزان القوافي والموسيقي بالأبيات دون دراستي لعلم العروض، ومنذ ذلك الوقت وأنا أسرد القصائد في شتي المواطن والأحداث.

نشأت بين أركان منزل بسيط لم تكن هناك اهتمامات بذلك المجال، وقد تكون من الأمور اللطيفة والذكريات الفكاهية ليّ، اعتقادهم أن جلوسي بين دفاتري وكتبي هي اهتمام تام بالاستذكار، ولم يخطر ببالهم أن أولي اهتماماتي هي الكتابة الشعرية.

وكنت أعرض ما أكتبه علي أحد معلمي بمادة العَروض وهو”سيف النصر” بمعهد بني عدي، والذي كان ثبتني وحفزني بشكل كبير، حتي كتبت قصيدة علي بحر المديد، وهو من أصعب البحور الشعرية، وتتمثل صعوبته في اختلاطه ببحر الخفيف، فحركة واحدة خاطئة قد تكسر البحر وتكون عيبًا فيه والتي لا يكتشفها سوي الشاعر القدير.

الموهبة لا علاقة لها بالوظيفة، بل إن كثير من الشعراء تمرسوا بمهنة القانون، فنجد أن إسماعيل صدقي باشا، كان وزيرًا للحقٌانية وكان شاعرًا، وأحمد شوقي في الأساس حقوقيًا وكان شاعرًا، والسحرتي كان من الشعراء العظماء وأساسه كان حقوقيًا، وإبراهيم ناجي كان طبيبًا وغيرهم، في مقابل أننا نجد أساتذة كبار في اللغة العربية بارعين بالنقد وليس بمقدرتهم كتابة قصائد، لأن الشعر ليس له تخصص وإنما موهبة نابعة من الذات وهبة من الله تعالي.

بدأت منذ ارتباطي وانخراطي بالثقافة الجماهيرية عن طريق بيوت الثقافة عام 1995م تقريبًا، مما أثقل من موهبتي خاصة من خلال النقد الموجه ليّ في كتاباتي، ومن خلال استضافة العديد من الشعراء والأدباء العظماء، حيث كانوا مرجع وقاموس معلومات شعرية لمن يريد تعلم الشعر والاتجاهات الخاصة به.

كنت دائم الاطلاع والقراءة بجانب مقدرتي الكبيرة علي الحفظ، لدرجة أستطيع حفظ أربعة أبيات شعرية بمجرد السماع إليهم مرة واحدة فقط، وكذلك إلمامي الجيد بعلم العروض والذي يُمثل الحس الموسيقي للشعر، كل ذلك كان له دورًا هامًا وحيويًا لتنمية الموهبة الخاصة بي.

لا أعتقد أن هناك تأثيرًا سلبيًا، لأن كلا منهما قد يكون أثري المجال الآخر، فنجد القانون والذي يتطلب التواصل بشتي نواحي الحياة لتكييف القضية تكييفًا صحيحًا عادلاً، حيث يتم الفصل علي أساس الواقع.

فالقانون من أعظم الدراسات الاجتماعية، ولا أبالغ في القول أن مجال القانون أثري موهبتي الشعرية ومجال البحث العلمي، وهو مايتضح في كتابي”خلاصة التحقيق في براءة يوسف الصديق” حيث يتناول قصة المؤامرة علي النبي يوسف، وكذلك قصة المراودة والذي أتفق جميع قُراءه أن القانون قد أضفي رونقًا خاصًا عليه، حيث سُرد أسلوب الكتابة كقصة قانونية تتمثل في مقدمات ونتائج.

ومن الناحية المقابلة أثّر الأدب في مجال القانون بالإيجاب قطعًا، حيث التميز في كتابة المذكرات القانونية بإيجاز غير مخل.

فن الواو يتمثل في الالتزام بالقافية لكل شطرتين من الأبيات المتتالية والمعروفة بالرباعيات،وهناك الشعر العمودي والذي بدأت به في كتاباتي، بجانب  شعر التفعيلة والذي يُعطي حرية أكثر في الكتابة وأيضًا المصداقية والتناغم بين الفقرات، أما الشعر الحر وهو المتجرد من الوزن والقافية والذي لا يعتبر شعرًا بمعني الكلمة، فهناك فارق شاسع مابين الشعر والكلام الشاعري، فالأخير ليس بشعر.

كتبت ثلاثة دواوين تمثلت في ديوان “قطار الحياة” والذي اشتمل علي نوعي الشعر القديم والحديث، وكذلك ديوان “عاشق البدر” بالعربية الفصحي، والديوان الثالث بالعامية بعنوان “زمقان وهطق” وقد نشرتم بعض قصائده عبر موقعكم.

أما عن اهتماماتي في القراءة فلا شك بأن دواوين المتنبي وابن بردة في المقدمة وكذلك ابن نباته وبن الرومي، بجانب اقتنائي العديد من الدواوين الحديثة لشوقي وحافظ إبراهيم، بالإضافة للدواوين المهداة من إبداعات الثقافة.

للأسف هذا واقع، ولكن لا يمنع ذلك من وجود قُرّاء علي قدر من الثقافة الشعرية يولوا اهتماماتهم بقراءة وسماع وكتابة شعر الفصحي، ولكن مع الأسف أيضًا أنهم قلة، وذلك لضعف مستوي اللغة العربية وضعف تعلمها في مصر، حتي الأزهر الشريف بدأت اللغة العربية تضعف به، والذي كان قبلة ومنارة لتلك اللغة.

أن يكون الاهتمام بها من المراحل الأولي في التعليم، والسعي لتدريس اللغة الأجنبية بداية من المرحلة الإعدادية، حتي نعطي العربية حقها ونُخرج أجيالًا تحمل قاموسًا عربيًا سليمًا، فماذا جنينا من بدء تعليم الأجنبية في التعليم الأساسي سوي تشتيت قرائح النشئ.

للقانونيين التزود الدائم والتجديد  في مجال القانون وعدم الاعتماد علي المعلومات القديمة المعرضة للنقص والتآكل، أما للمهتمين بالأدب فحافظوا علي لغتكم العربية وكثرة الإطلاع والقراءة، وللفريقين القانونيين والأدبيين الاهتمام بالجانب الديني كعامل أساسي.

الاسم: علي أحمد علي شلوفة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل