المحتوى الرئيسى

هذا يحدث بالفعل | المصري اليوم

12/06 10:35

مواطن مصرى كان يقف على حافة مجرى النيل، اقتربت منه فجأة عدة عربات للنقل مختلفة الأشكال والأحجام وهى تحمل أطنانا من القمامة، وبكل هدوء وجرأة بدأت تلقى بحمولاتها فى مجرى النهر. صرخ المواطن فى سائقى العربات: بترموا الزبالة فى النيل اللى بنشرب منه؟! وأقسم: والله لاشتكيكم. وطبعا لا حياة لمن تنادى، استمر إلقاء القمامة بما تحمله ــ كما وصف المواطن ــ من حشرات ورائحة كريهة فى مجرى النهر. ثم نظر إليه سائق منهم بلا اكتراث وهو ينصرف قائلاً: نحن عربات المجلس المحلى! إزاء هذا المشهد قام المواطن بتصوير ما يجرى ونَشره على الفيس بوك، ظهرت عربات القمامة ومنها عربة نقل ضخمة تحمل رقم 661008 محافظة الغربية، واعتبرها بلاغاً للسيد محافظ الغربية والمسؤولين بها، وأضم صوتى إلى صوته لمن يهمه الأمر.

مشهد متكرر على طول نهر النيل وروافده من الترع ومن المصارف، وربما ليس بالجديد أن تشارك جهات حكومية رسمية فى الإساءة إليه بهذا الشكل أو بإغماض العيون عن قيام أفراد وجهات خاصة بنفس هذا النوع من السلوك.

فى نفس اليوم وفى تحقيق بجريدة الأهرام نقرأ تحت عنوان «مصر تستورد النفايات» أن مصر استوردت خلال النصف الأول من العام الجارى نفايات ومخلفات من الخارج بمبلغ 384 مليون دولار! نعم تستورد المصانع المصرية مخلفات؛ أى قمامة من الخارج فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد بيئيا وصحيا من تراكم أكوام القمامة فى الشوارع. وأضيف: ونرمى أيضا أكوام القمامة فى النيل.

والسؤال البديهى الذى يفرض نفسه: لماذا فشلنا حتى الآن فى الاستفادة من أكوام القمامة ومن كمياتها المتزايدة لدينا؟ لماذا لم تنجح الشركات الأجنبية التى استقدمناها والشركات المصرية التى أنشأناها فى عمليات جمع القمامة وإنقاذ البيوت والشوارع ومياه النهر والترع منها؟ سنوات طويلة نئن ونتوجع ونشكو والناتج: الفشل؟

منذ سنوات وتعليقا على حملة «اتبرع لمصر ولو بجنيه» كتبت أقترح أن نوّجه حصيلة ما نجمع من كل محافظات مصر لإقامة مشروع واحد مُعلن عنه مسبقاً فى محافظة محددة، وليكن مصنعا لتدوير القمامة يُسهم فى تنظيفها وتشغيل أبنائها وتوفير مورد مالى لها. ثم يتكرر الأمر فى محافظة أخرى وثالثة ورابعة، كتبت أن المتبرعين سينشطون لو عرفوا أين تذهب أموالهم ــ حتى ولو كانت قليلة ــ وسينتظرون وصول المشروع الجديد إلى محافظتهم. ووجدت أن مشروع مصانع تدوير القمامة فى الظهير الصحراوى لكل محافظة يعتبر مشروعاً مثاليا يحقق أهدافا عديدة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل