المحتوى الرئيسى

الإدارة الأمريكية تنسف قضية العرب

12/06 23:49

دفع قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الخاص بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشرقية، واعتبار أن مدينة «القدس» عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، العالمين العربى والإسلامى إلى حالة كبيرة من الغضب العارم، لا سيما على الصعيد الشعبى، حيث توالت ردود الأفعال المنددة بالقرار الأمريكى على مواقع التواصل الاجتماعى «تويتر، وفيسبوك»، من خلال إطلاق مجموعة هشتاجات تصدرت موقع التدوينات القصيرة «تويتر» على مدى اليومين الماضيين، تحت عنوان «القدس ـ عاصمة ـ فلسطين ـ الأبدية».

ولم تتوقف ردود الأفعال الشعبية المنددة بقرار «دونالد ترامب» إلى حد مواقع التواصل الاجتماعى وحسب، بل اجتاحت أيضًا كافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية عبر مئات البرامج الحوارية والمناقشات المرئية والمسموعة التى دارت جميعها حول أهمية مدينة «القدس» دينيًا وتاريخيًا وسياسيًا بالنسبة للفلسطينيين والعرب والمسلمين بصفه عامة.

واكدت أوساط سياسية ودبلوماسية، أن قرار «دونالد ترامب» ينسف القضية الفلسطينية ويقوض عملية السلام والتسوية المطروحة بشأن حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، واعتبروا أن القرار سيكون مخالفا للقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الأرض المحتلة ومنها القدس، ومخالف لاتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وتوقعت الأوساط السياسية والدبلوماسية، أن تحدث ردة فعل غاضبة تصل إلى حد القيام بمظاهرات فى عواصم عربية واسلامية ومواجهات فى مدينة «القدس» بين المقدسيين وجيش الاحتلال الإسرائيلى، ناصحين «ترامب» العدول عن قرار ضم القدس لإسرائيل الذى قد يشعل نار الغضب فى المنطقة والعالم.

وقال السفير محمد العرابى، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن القرار حال اتخاذه ستكون له تداعيات كثيرة، وأعتقد أن القرار فى حال اتخاذه سيكون غير حكيم، ويعطى انطباعا ان الإدارة الامريكية لها نظرة معينة ناحية القضية الفلسطينية وهى محالة فرض أمر واقع جديد على المنطقة والعالم  بشكل حل يتم تطبيقه بطريقة جزئية أو مرحلية وفى النهاية سيكون قريبًا جدًا من وجهة النظر الإسرائيلية، كما أن هذا الحل سيمثل تعاطيا للحد الأدنى بالنسبة لحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود عام 1967.

وتابع العرابى، ان تداعيات القرار حال تنفيذه سيدخل المنطقة والعالم فى مرحلة جديدة وهى فرض حلول وأمر واقع على الشعوب بدون الالتفات إلى الأسس القانونية والمرجعية الدولية بالنسبة للأوضاع السائدة فى مدينة القدس التى تحظى بمرجعية أممية تحدد شكلها وطريقة التعاطى معها، مضيفًا ان المرحلة المقبلة ستكون صعبة متمنيًا أن يعدل الرئيس الأمريكى عن هذا القرار.

واكد العرابى، أن القرار سوف ينسف أى تفاوض حول حل الدولتين باعتبار ان أمريكا سوف تسعى لترتيب الأرض بالطريقة التى تناسب دولة الاحتلال الإسرائيلى، وذلك سوف ينسف أى مباحثات، مستبعدًا أن يشكل القرار الأمريكى تجاه إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مقاطعة دولية لأمريكا، فيما يتعلق بسحب البعثات الدبلوماسية أو تخفيضها من قبل بعض الدول العربية والاسلامية أو الإضرار بالمصالح الاقتصادية لأمريكا وإسرائيل، موضحًا أن الخيار سيكون اللجوء إلى الأمم المتحدة لرفض السياسة الأمريكية بالطرق القانونية المتعارف عليها دوليًا.

وأشار العرابى، إلى أن مجلس النواب المصرى سينتظر قرار الرئيس الأمريكى للتحرك بعد ذلك حول اتخاذ موقف معلن وواضح حيال القرار الأمريكى، والتأكيد على عروبة القدس وأنها عاصمة للدولة الفلسطينية، متابعًا: ستكون هناك ردة فعل شعبية قد تصل إلى

وقال السيد الشريف وكيل مجلس النواب، إن عزم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أمر خطير ويقوض جهود السلام فى المنطقة.

وشدد الشريف، علي أن نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعتبر استفزازا لمشاعر المسلمين ولجميع الديانات، مؤكدًا أن هذا القرار يثير المزيد من الاضطرابات فى كافة دول العالم.

وناشد «وكيل مجلس النواب»، واشنطن التراجع عن هذا القرار الذى يعتبر صادما للجميع، مؤكدًا أنه على الذين اتخذوا هذا القرار التراجع ودراسة تبعاته على واشنطن والعالم العربى والإسلامى.

وقال الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا ينظر فى هذا القرار إلا إلى نفسه، وقد أفصح عن نيته خلال حملته الانتخابية واعدًا أنصاره أن تكون القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيل، بينما هو لا ينظر إلى الموقف العربى على الإطلاق ولا يحسب للدول العربية أدنى حساب.

وأضاف اللاوندى، فى تصريحات لـ «الوفد»، أن «ترامب» لا يعطى أهمية للدول العربية الغارقة فى مشاكلها الداخلية والدمار الذى لحق بها جراء الثورات التى اندلعت بداية من العام 2011، وشكلت خطورة كبيرة على مستقبل تلك الدول ولحق بها الدمار والتخريب والاقتتال، لافتًا إلى أن «ترامب» لم ينظر سوى لمصر والمملكة العربية السعودية وقد أجرى اتصالا بالرئيس السيسى والملك سلمان، بينما تجاهل باقى الدول العربية والإسلامية الأخرى.

وأشار اللاوندى، إلى أن ردة الفعل قد تكون على المستوى الشعبى وتصل تداعياتها إلى صناع القرار، مضيفًا أن أمريكا لا تحتاج إلى العرب فى الوقت الذى لن يجرؤ العرب علي مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتشكل الخلفية التاريخية لمدينة «القدس» الشرقية، وفقًا لخطة التقسيم التى وضعتها الأمم المتحدة فى عام 1947 التى تضفى الشرعية على قيام دولة إسرائيل، فإن المناطق التى تشكل الآن القدس الشرقية والغربية والمناطق المحيطة بها، بما فى ذلك بيت لحم، لم تخصص للدولة العربية أو اليهودية بل لتتم إدارتها دوليًا ككيان منفصل، تبقى حدود خطة التقسيم للأمم المتحدة هى حدود إسرائيل الوحيدة المعترف بها دوليًا.

وأثناء حرب عام 1948، تجاهلت إسرائيل خطة التقسيم واجتاحت واحتلت 84% من القدس (16.45 كيلو متر مربّع من مساحة القدس فى عام 1948). بينما منعت القوات الأردنية إسرائيل من احتلال 11.5% من القدس بما فى ذلك البلدة القديمة (2.25 كيلو متر مربع من مساحة القدس فى عام 1948). فى حين أصبحت نسبة 4.5% المتبقية «أرض حرام».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل