المحتوى الرئيسى

لماذا يثير ترامب مسألة نقل السفارة الأمريكية للقدس كل 6 أشهر؟

12/06 05:12

يلوح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنيته نقل السفارة الأمريكية للقدس بدلًا من موقعها الحالي فى تل أبيب، وهذا بعد أن يعلن القدس عاصمة دائمة لدولة الاحتلال إسرائيل، فى محاولة وصفتها أغلب دول العالم بأنها وأد لعمليات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين، خصوصًا وأن التسوية بين الطرفين حسب قرارات الأمم المتحدة تعتمد على أن تزال كل توسعات إسرائيل التي بدأت بعد عدوان 1967، على أن تكون القدس مقسمة بينهما، والأماكن المقدسة تحت الإدارة الدولية.

إلا أن الرئيس الأمريكي والمعروف علاقاته القوية بالجانب الإسرائيلي، أعلن خلال حملته الانتخابية أن أحد أول القرارت التي سيتخذها هو الاعتراق بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، وبعد تولي السلطة لم يتمكن ترامب من تنفيذ القرار فى يناير من العام 2017، ثم تلاه تراجع آخر فى يونيو من العام 2016، لمنح فرصة لنجاح الجهود الرامية لعملية سلام فى الشرق الأوسط.

وانتقدت إدارة ترامب كثيرًا محاولات إدارة سلفه أوباما، التي باءت بالفشل، ولكن حتى الآن محاولات إدارة ترامب نفسه باءت أيضًا بالفشل نفسه رغم إطلاقة لمصطلح "صفقة القرن" والتي تهدف لتسوية جميع القضايا الخلافية فى الشرق الأوسط، وأرسل ترامب مستشار جاريد كوشنر ومبعوث للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إلا أن أمرًا جديدًا لم يحدث، فى ظل توسع الجانب الاسرائيلي فى بناء المستوطنات، مخالفة بذلك القرارت الأممية التي تمنع ذلك.

ولكن ما هو السر وراء إثارة الرئيس الأمريكي لنفس الملف كل 6 أشهر؟

السبب يرجع لتشريع أقره مجلس الشيوخ الأمريكي فى العام 1995، يحمل اسم «تشريع سفارة القدس 1995»، وذُكِر فى القانون أنه «ينبغي الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل»، وأنه «ينبغي تأسيس سفارة الولايات المتحدة فى القدس فى موعد أقصاه مايو 1999»، وفى هذا الوقت كان يرأس أمريكا بيل كلينتون، واعترضت إدارته على تنفيذ القانون، وبعد جولات سياسية، وتم تعديل فقرة فى التشريع تسمح للرئيس بأن يقوم بتأجيل تنفيذ القرار كل 6 أشهر، مع تقديم مذكرة شارحة للأسباب توضح تأثير القرار على علاقات أمريكا الخارجية، وعلى مدار عقدين من الزمان التزمت جميع الحكومات الأمريكية بالتأجيل، مانحين فرصًا لتسوية عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي.

ولهذا السبب السابق، فإن ترامب من المفترض أن يتخذ قرارا، كان من الممكن أن يمر دون جلبة، كسابقيه، بأن يمدد التأجيل، إلا أن ترامب الذي وعد إسرائيل، متمسك بتنفيذ القرار.

وينص تشريع «سفارة القدس 1995» على أن يخطر الرئيس المجلس قبل أيام من التعليق بالأسباب، أو بالتنفيذ، وهو ما يجعله يبدأ الجلبة قبل اتخاذ القرار.

وأعلن البيت الأبيض أن ترامب متمسك جدًا بتنفيذ القرار، وأنه سيلقي الأربعاء خطاب يوضح فيه موقف إدارته من إنها تجميد القرار، أو الإبقاء على الوضع كما هو عليه.

وأجرى ترامب اتصالات بأغلب العواصم العربية بينها القاهرة وعمان والرياض، ليبلغهم بنيته نقل السفارة الأمريكية للقدس.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يعلوا فيها صوت الرئيس الأمريكي، مع تأكيداته بأنه ينوي تغيير أمر جذري مستقر منذ سنوات، فخلال الأشهر الماضية علت وتيرة كلماته ضد الاتفاق النووي الإيراني، فى موعد توقيع إدارته السنوي على التزام إيران بالاتفاق، وأعلن مرارًا أنه قريب جدًا من الانسحاب، وفى الأخير لم ينسحب مقررًا توقيع عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، والنظر عن كثب فى بنود الاتفاق، لم يتجاوز الأمر مجرّد تصريحات عدائية.

وخلال الفترة الأخيرة بدا أن إدارة ترامب ترغب فى فرض قيود على حركة الجانب الفلسطيني، وأعلنت عن نيتها عدم التجديد لبقاء مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن، إلا أنها عدلت عن هذا القرار بعد ذلك، وسمحت ببقاء المكتب، ولكن مع بعض القيود.

ومن جانبه، حذر المفاوض الأمريكي المخضرم آرون ديفيد ميلر، من مغبة إقدام الرئيس دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرًا أنها أكثر خطوات هذه الإدارة «غباءً» منذ مجيئها على صعيد الشرق الأوسط.

المؤشرات والضغوطات الدولية تبين أن الأقرب للتحقق هو أن يمدد ترامب التأجيل، ويزينه بمجموعة من القرارات الأخرى، والعبارات الصاخبة، خصوصًا وأن الخيار الآخر هو بمثابة تحول جذري فى مسار القضية الفلسطينية، ربما لا تريد إدارة ترامب أن تتحمله.

انتهى حفل الختام للدورة الثانية لمهرجان نقابة المهن التمثيلية، وذلك بعرض مسرحية «كنت هنا من قبل». وتم توزيع الجوائز وقدمها الفنان وليد فواز، فيما قال الدكتور أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية، إن نقابة ...

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل