المحتوى الرئيسى

مفيش مرارة | المصري اليوم

12/05 22:06

ردا على سؤالك، نعم أقلقنى مشهد التمثيل بجثة رئيس اليمن، لكنه قلق على نفسى، حيث لم يثر فىَّ المشهد أى مشاعر، كنت قطا بلديا عجوزا يجلس على الكنبة يتابع المشهد وهو يتمطع، يبدو أن ما تعرض له الواحد خلال السنوات الماضية جعله متبلدا بعض الشىء، يهدهد نفسه بفكرة أن رئيس اليمن «مش هيبقى أغلى من اللى راحوا». أقارن بين حالتى اليوم وحالتى يوم تابعت فى صباح يوم عيد الأضحى قبل سنوات مشهد إعدام صدام حسين على الهواء، أصبت يومها باضطراب نفسى ظل يكبر بالوقت حتى نصحنى المقربون بضرورة زيارة طبيب نفسى، تجاهلت الفكرة حتى اضطررت فى النهاية لزيارة طبيب باطنة ليعالج ارتفاع ضغط الدم، ومن يومها وأنا واحد من قبيلة «ماشيين بعلاج».

معذرة توم، هذه آخر مرة أفتح فيها معك موضوع «شفيق»، حتى لو ترشح لانتخابات الرئاسة، ولو أنه لن يفعلها، فهذا الرجل لا يعرف شيئا عن قاعدة المعلق الكروى عم محمود بكر التى تسير عليها الماتشات المهمة، إذ قال وهو ينقل مباراة بين الأهلى والمنصورة «دى مباراة شعارها اللى يكسكس هيتلط»، أفهم أن الواحد يتراجع بعد ضغوط مؤلمة ومهينة، لكن رجلا جاء على طائرة خاصة وخرج من كبار الزوار ونقلوه إلى فندق فخم وطلبوا له كنتاكى، يتراجع عما أعلنه قائلا: الترشح يحتاج لدراسة وتأنٍ؟ أومال بقالك خمس سنين بتعمل إيه؟!.

الحقيقة «بقالنا يومين فى جنان»، كله ينفى ما قاله بالهمة نفسها، تليفزيونات مصر التى وضعت على شاشاتها عاجل ونصا القبض على شفيق وترحيله وكأنه انتصار، سهرت فى اليوم التالى تقول لنا «إنتوا جبتوا الكلام ده من فين؟»، ده الفريق «على راسنا من فوق»، وشفيق لم ينف أنه صور فيديو يقول فيه إنه ممنوع من السفر وسيترشح للرئاسة، لكنه نفى أنه كان جادا وصوره على سبيل الاحتياط، و«اتنشل» منه، شفيق و«الإعلام بمن يقف خلفه» خافا من بعضهما البعض، فقررا أن تكون الهدنة على حساب عقول الناس.

الجنون أن يحاول البعض إثبات أن ما قام به شفيق كان تصرفا ذكيا، فهو بالبلدى «بطح نفسه عليهم» فتحرر وكسب خطوة إلى الأمام، الجنون الأكبر أن هناك من يخطط للتعامل مع هذا الاحتمال بقوة ومن خلف ظهر «الهدنة»، فبدأ التلميح لزيارات متوقعة لـ«النيابة» لتقفيل بعض الملفات، تلميح طيب هادئ فى صيغة «مجرد فنجان قهوة»، رسالة ناعمة تقول ضع هذا المشوار فى حساباتك مع تحيات بن عبدالمعبود.

جملة «أنا فى الفندق لحد ما ينتهى تنظيف البيت»، التى قالها شفيق، لدىّ صديق يؤمن تماما أنها رسالة مشفرة من شفيق لأنصاره يطالبهم من خلالها بالصبر حتى يصبح جاهزا فيعلن الترشح لأن المعركة صعبة، قلت له هذا جنون، فعرض علىّ فى اليوم التالى ما هو أكثر جنونا احتفاء كل الصحف بدعوى قضائية ستنظرها محكمة الأمور المستعجلة تطالب بحظر ترشح من تجاوز السبعين للرئاسة، ثم استعار جملة شفيق الخالدة «صدقنى مفيش حاجة فى المتسابة».

شعبية شفيق فى الانتخابات الماضية لم تكن قادمة من كونه صاحب أفكار لامعة وشخصية خرافية، لكن لأنه كان خصما للإخوان، مرشح إنجازه الأهم أنه بنى «مطارا» فى وقت كان البلد فيه يغرق وبحاجة إلى «سفينة»، وعندما سهرت البرامج تقطّع فى «بلوفر» الفريق لفت أحدهم النظر إلى أن هذا سيصنع لـ«شفيق» شعبية كبيرة، وفى الليلة التالية تحولت كل البرامج إلى دكاكين «رفة» تعيد ترقيع وحياكة وتجميل ما مزقته فى الليلة السابقة، باقولك «جنان».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل