المحتوى الرئيسى

منة الله هنداوى تكتب: منتدى الشباب وما وراء الإبهار

12/05 09:26

تنظيم هائل، الكثير من المتطوعين التواقين لمساعدتك، ضيوف من جميع انحاء العالم ذوو صيتٍ محلي و دولي، نماذج شبابية ملهمة ومتنوعة، هذا ما لاحظته فور وصولي مطار شرم الشيخ في أول نوفمبر ٢٠١٧، وهذا أيضًا ما استفاض في الحديث عنه معظم الحضور ووسائل الاعلام.

لكن، بجانب ارتفاع مستوى التنظيم والإعلام، يجب الحديث كذك عن بعض النقاط الأخرى التي لم يُلق عليها الضوء بما فيه الكفاية، وهذا إذا أردنا حقًا تحويل المنتدى من مجرد بروباجندا ليصبح حدثًا سنويًا دوليًا يعكس الواقع المصري ويغيره.

حضرت المنتدى، كمصرية بالخارج، وفيما بعد علمت أنها كانت بمثابة نقطة تميز لي، حيث لم يخل المنتدى للأسف من الفصل بين المشاركين، مع تصنيفهم لثلاث فئات؛ أجانب، مصريين بالخارج، ومصريين بمصر!

لم يكن هذا هو مثار تعجبي الوحيد، فحلقة النقاش مع رئيس الجمهورية لم يُعلن عن موعدها مسبقًا، كما لم يُدع إليها إلا الأجانب والمصريون بالخارج، ومن خلال دعوة خاصة، أُرسلت قبل الجلسة باقل من ساعة، على مجموعة "الواتس آب" الخاصة بالمصريين بالخارج.

كما أثار دهشتي أسلوب تلقي الأسئلة في الجلسات المختلفة، فرغم الترويج للمنتدى باعتباره "دعوة للتحدث مع شباب العالم #we_need_to_talk"، ورغم جاذبية الدعاية في هذا السياق، إلا أن أسلوب تلقي الأسئلة في الجلسات كان يؤكد على العكس، حيث كان على الحضور عدم التحدث إلا بعد كتابة السؤال، مصحوبًا بأسمائهم والبلدان التي جاءوا منها، وذلك في كروت موزعة مسبقًا، وتُعطى الي أحد المنظمين، الذي يوصل الأسئلة الي مشرف الجلسة. على نفس الغرار، تراوح وقت الجلسات من ٧٥ الي ١٢٠ دقيقه لكن لم يمثل وقت المناقشة سوي بضع دقائق نهاية كل جلسه.

كيف كان يجري اختيار الأسئلة؟ لماذا لم تُتَح فرصة حقيقة للحوار؟ هل نحتاج حقًا إلى إذن بالنقاش؟ كلها أسئلة استوقفتني،

ولذالك لن أستطيع الحديث عن تحيز النقاشات أو حياديتها، فلم أجد فرصة حقيقيه للنقاش داخل الجلسات من الأساس.

كما تعجبت من برنامج المنتدى، الذي رغم جاذبيته ومقاربته لمواضيع مؤثرة تمس مصر والعالم، إلا أنه خلا من التعريف بالمتحدثين ومديري الحلقات المختلفة، فكيف أُدعى لمناقشة لا أعرف من يديرها، لا سيما أن أحد الجلسات التي حضرتها خرجت عن موضوع المناقشة المعلن، وذلك لعدم مناسبة المتحدث لموضوع النقاش.

على صعيدٍ آخر، يجب عدم غفل وإلقاء الضوء على الجهود الأمنية التي شهد لها الجميع، حتى وإن بدا لي أحيانًا أنها تعوق تنظيم الجلسات ووقت الحاضريين.

جرت العادة منذ سنوات على ضخ الكثير من المال والمجهود والدعاية في المشاريع الكبيرة والمؤتمرات الضخمة التي لا يشعر بثمارها معظم المواطنين المصريين العاديين، كما لا تؤثر في واقعهم اليومي.

ولكن قد يكون ما نحتاج إليه الآن، وما تتوجب تجربته، ليس تلك المشاريع الضخمة ولا المؤتمرات العملاقة وحسب، وإنما أنشطة محلية تعكس ما يعيشه المواطن المصري العادي وتعمل على تحسينه، مثل تنظيم جلسات محلية لمعرفة احتياجات المواطنين الحقيقية، أو مشاريع لتمكين وتمويل المشاريع الصغيرة للشباب، أو أفكار تفعيل الاقتصاد القائم على المعرفة والتعليم، ومشاريع لتنمية القرى الفقيرة ومحو الأمية، وبالأساس، وفتح الباب لوسائل فعالة للتعبير عن الرآي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل