المحتوى الرئيسى

أهالي صنعاء يروون لـ"الوطن" تفاصيل الليلة الأخيرة قبل مقتل "صالح"

12/05 04:23

ليلة عصيبة مرت على أهل صنعاء اليمنية كأنها سنوات وليست بضعة ساعات فقط، حيث اشتد القتال لدرجة وصفها البعض بأنها لم تحدث أبدًا منذ أن بدأت الاشتباكات بين أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي المتمردة منذ 4 أيام التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين الذين يعتبرون وقود أي حرب من حروب والمتضرر الأول منها.

"125 قتيلًا وأكثر من مئتي جريح" هذه هي الحصيلة التي خرج بها الصليب الأحمر التابع للأمم المتحدة للاشتباكات العنيفة التي استخدم فيها لأول مرة منذ وقت كبير الدبابات من جانب الطرفين المتصارعين اللذين كانا حليفين لمدة 3 سنوات وانقلبا على بعضهما البعض.

الأمر كله بدء عقب هجوم من الحوثيين على منازل وأماكن تابعة لأنصار الرئيس اليمني السابق يوم الخميس حسبما تحدث لنا "محمد أبو إلياس العامري" وهو محاسب في جامعة صنعاء تحدث لنا في تل الليلة الكئيبة على وقع الرصاص والقصف العنيف المتبادل بين الفريقين الذي وصل صداه لـ10 كيلو مترات حسبما أكد لنا مواطنه عمر الحياني.

"لوح طاقة شمسية وبطارية ويمشي الحال أما الكهرباء تبع الدولة إحنا نسيناها من زمان خالص" هكذا وصف "العامري" حال الكهرباء في مدينة صنعاء خلال حديثه لـ"الوطن" الذي تم عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي حجبته الجماعة الحوثية معظم أوقات اليوم عن الناس لعدم السماح لهم بتسريب المعلومات عن الأوضاع في المدينة التي أصبحت مدينة أشباح منذ 3 سنوات أي منذ سيطرة جماعة الحوثي على المدينة وانقلابها على الحكومة الشرعية في عام 2014.

وعن المناطق التي تركزت فيها الاشتباكات خلال تلك الليلة المظلمة قال صاحب الـ39 ربيعًا: "الأحياء التي فيها اشتباكات شديدة هي الحي السياسي وشارع بغداد وشارع الجزائر حيث تعتبر مركز إقامة أغلب أفراد أسرة الرئيس السابق صالح"، متابعًا: "أنا في منتصف العاصمة وأحياؤنا فيها اشتباكات بس متفرقة".

أكمل لنا "العامري" تفاصيل تلك الليلة المرعبة والحزينة قائلًا إن من بين القتلى الذين سقطوا فيها كان رب منزل وابنه سقطت على منزلهم الواقع في مناطق الاشتباكات قذيفة المدفعية التي استقدمتها جماعة الحوثي المتمردة، وخلال محادثته معنا كشف لنا "العامري" عن أنه يحاول أن يقوم بدور لإنقاذ العالقين في تلك المناطق عن طريق نشر صورهم وأرقام هواتف يمكن أن يتواصلوا عبرها، يساعده في ذلك "فيسبوك" الذي جعل انتشار الأخبار في تلك المدينة الكبيرة أمرًا عاديًا بتداول الأخبار بين القبائل والعوائل.

الأزمة الإنسانية في اليمن بحسب "العامري" كانت متواجدة في الحديدة وتعز فقط ولم يكن هناك في صنعاء ما يصوره الإعلام نهائيًا، مضيفًا: "الدور الآن جاء دور صنعاء لو طالت أمد الاشتباكات فيها"، مختتمًا حديثه: "بتمنى تتوقف الاشتباكات ويسمحوا بإخلاء المدنيين اللي بأماكن الاشتباكات الشديدة".

"جثث القتلى تملأ بعض الشوارع" مشهد آخر وضحه لنا "عمر الحياني" المحامي، مضيفًا أن الجثث كان من بينها طفل يبلغ من العمر 13 عامًا قُتل برصاص القناصة الذين كانوا منتشرين فوق معظم أسطح مباني مناطق الاشتباكات، كما أشار إلى أن هناك جثثا أخرى كثيرة، بالإضافة إلى المصابيين الذين يتواجدون داخل مستشفيات صنعاء التي أطلقت طوال الليلة دعوات للتبرع بالدم برغم صعوبة الحركة في المدينة.

المواد الغذائية في المدينة بحسب حديث "الحياني" لـ"الوطن"، ما زالت موجودة في معظم مناطق المدينة برغم أسعارها المرتفعة بشدة، ولكن في مناطق الاشتباكات نفذت هذه الأغذية بشكل كامل مع نفاد للمياه بشكل كامل التي لم تكن في الأصل متوفرة في المدينة وكان يقوم البعض بشرائها بأسعار مرتفعة أو عن طريق ملء خزانات المياه.

إلى الآن لا يوجد فيه نزوح من حي إلى آخر لكن إذا استمرت المعركة سيكون هناك نزوح كبير جدا، هذا ما أكده لنا الحياني، الذي أشار إلى أن المدنيين يعانون كثيرًا من ارتفاع أسعار المواد البترولية إذا ما تم العثور عليه في المحطات فمعظم المواد البترولية بحسب "العامري" تتواجد في السوق السوداء فقط.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل