المحتوى الرئيسى

ناصر خليفة يكتب: رحل صالح وبقى اليمن جريحا!

12/05 09:26

قبل أن يكشف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح "المخلوع في ثورات ما سمى بالربيع العربي" فضائح إيران مع ميليشيات الحوثي حليفهم مذهبيا وطائفيا في اليمن، قتلوه ثم مثلوا بجثته! لكن ذلك عار عليهم فمهما اختلفنا أو اتفقنا معه فلا يقبل إنسان هذا المشهد اللا إنساني الذي بثته كل وسائل الإعلام الدولي والإقليمي والعربي، في مشاهد ربما لا تجدها في غير ساحاتنا العربية!.

كانت "عاصفة الحزم" هو الاسم الذي استخدمته السعودية في عام ٢٠١٥ ميلادية للتدخل العسكري الذي قادته في اليمن، للإشارة للنشاط العسكري المتمثل بغارات جوية ضد جماعة الحوثي وعلي عبد الله صالح المتحالف معهم والقوات الموالية له، والتي شنها تحالف من عشر دول وبقيادة المملكة العربية السعودية، وما زالت المعارك "حتى الآن" ضد الحوثيين المدعومين دعما قويا بالمال والسلاح من إيران التي تسعى لفرض سيطرتها في المنطقة لتطويق المملكة العربية السعودية على حدودها الجنوبية مع اليمن، وكذلك الاستيلاء على مضيق باب المندب من خلال تمكين الحوثيين من حكم اليمن وفرض سيطرتهم على شماله وجنوبه.

اتفقت مصالح على عبدالله صالح، الذي أمتلك قواتا عسكرية من المؤيدين له من أهله وأبناء عمومته وأقربائه ورفاقه من قادة المؤتمر الشعبي اليمني، فتحالف مع الحوثيين، لكن فشلت محاولاتهم وضعفت مقاومتهم لضربات التحالف، فلم يجد صالح جدوى من استمرار المعارك التي قضت على الأخضر واليابس في اليمن، هذا البلد الذي أنهكته الحروب من سنين طويلة، فجعلت شعبه من أفقر الشعوب وأضعفها اقتصاديا واجتماعيا.

اتخذ صالح المبادرة التي تأخرت كثيرا، وانقلب على جماعة الحوثي تلك الميليشيات الدموية والمختلفة والرجعية والخائنة لوطنها ودينها، الذي ينبذ الطائفية والتشدد المذهبي القميء، أعلنها صالح وبكل وضوح وصراحة متهما الميليشيات بتخريب البلاد وقتل العباد، وطلب العفو والصفح ومد يده للتفاوض والتعاون من قوات التحالف العربي، لوقف القتال معه والتعاون سويا لمحاربة الحوثي وجماعته وإخراجهم من صنعاء وغير صنعاء، ليبدأ صفحة جديدة مع السعودية الجارة الأهم في تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر، المملكة التي طالما احتضنت الشعب اليمني ولم تقصر معه في شيء على مدار العصور السابقة وحتى الآن.

كان خطابه الأخير بمثابة بارقة أمل كبير بث الفرحة في نفوس اليمنيين متطلعين لوقف القتال ولم شمل الإخوة الفرقاء لتعود الحياة لمتنفسها الطبيعي ويفيق العرب واليمنيون على شمس صباح جديد لتستقر الأوضاع وتعود الروح للشارع والمجتمع اليمني كله، وينتهي هذا الكابوس الذي خيم سنوات على سماء اليمن وأرضه، لكن يبدو أن القدر لم يعط صالح هذه الفرصة، ولم يرض الحوثيون الدمويون إلا أن يقتلوه، فلم يمهلوه غير يومين اثنين، وقضوا عليه للأبد في عملية انتقام وحشي بلا ذرة إنسانية، ويتأخر مع موته الأمل في السلام اليمني، حتى إشعار آخر.

ثم يظهر زعيم مليشيا التمرد عبدالملك الحوثي في خطاب تليفزيوني، متشفيا ويتباهى بقتل صالح الذي وصفه بـ"زعيم مليشيا الإجرام والخيانة"، حيث قال إن قواته استطاعت إخماد "تمرد المليشيا الخائنة" خلال ثلاثة أيام فقط ويصف الحوثي هذا اليوم بـ"اليوم التاريخي والاستثنائي" ويقول ألحقنا هزيمة مدوية وتاريخية بمليشيا الخيانة والإجرام"! ثم يدعو أنصاره للاحتفال بقتل صالح، وأداء سجدة الشكر، والخروج بمسيرة احتفاء بقتل صالح!.

هذا هو من تعاونت معه على شعبك يا صالح، فمن خانك؟! ومن باعك؟! لا بأس فأنت من خان أولا وأنت من بعت نفسك وشعبك من قبل! والتاريخ لا يرحم أحدا من الظالمين! لكنك الآن بين يدي ربك يحسابك كيفما يشاء فهو الحكم العدل.

رحل صالح وبقي اليمن الجريح بين جوع وعطش ونيران وحرب ودم!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل