المحتوى الرئيسى

الخارجية الفلسطينية: الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل تجاوز للقانون الدولي

12/05 15:09

أكد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جردات، أن أى اعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل من اى جهة كانت ؛ هو تجاوز للقانون الدولى والأعراف الدولية.

ودعا جردات، فى كلمته أمام اعمال الاجتماع غير العادى لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين بشأن بحث التطورات التى تمس بمكانة القدس ووضعها القانونى والتاريخى، الذى عقد اليوم بمقر الجامعة، الولايات المتحدة الأمريكية إلى احترام كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة بمدينة القدس، مؤكدًا أن القدس لها مكانتها فى عقول العرب المسلمين لكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وقال جردات إن القيادة الفلسطينية اعتبرت أن الحديث عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يشكل ضربة قوية لعملية السلام كما أنه يشكل تحديًا خطيرًا ليس فقط للأمتين العربية والإسلامية، وإنما للشرعية الدولية والقانون الدولى بل والأعراف وتوجهات المجتمع الدولى ومعظم دول العالم، إذ أن القدس وحسب قرارات الأمم المتحدة المتعاقبة هى جزء من الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، والتى اعترفت بها الأمم المتحدة رسميًا كدولة مراقب فى العام 2012.

واضاف جرادات، أن هذه الخطوة الأمريكية إذا تمت ستأتى فى الوقت الذى تتحدث فيه الإدارة الأمريكية الجديدة عن تحركات سياسية تنوى القيام بها من أجل عملية سلام فى الشرق الأوسط ذَات مغزى، وكذلك بعد ما تم بخصوص هذا التحرك من جهد عربى جاء بعد قمة عمان فى مارس الماضى، والذى تمثل بزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى ملك الأردن والرئيس محمود عباس إلى واشنطن كذلك زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة.

وقال إن هذا التوجه الأمريكى يأتى فى ظل هذا الحراك وهذه الجهود التى تسعى إلى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأمر يثير الاستغراب والاستهجان، فالذى يسعى لحل سياسى وعملية سلام ذات مغزى لا يقدم على خطوات من شأنها إعادة خلط الأوراق وخلق ردات فعل وخروج عن سياق التحرك والموقف الدولى من الصراع فى الشرق الأوسط الذى يحظى بإجماع لحل القضية الفلسطينية.

وقال إن تحقيق السلام لا يأتى إلا بتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، محذرًا من أن أى توجه لتغيير مكانة القدس ووضعها القانونى وأهميتها الدينية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين سيخلق توترًا وأوضاعًا ليس من السهل السيطرة عليها.

وشدد على أن الشعب الفلسطينى لن يقبل أى مساس بمكانة القدس، وقال إننا لا نعتقد أن الشعب الفلسطينى الذى قدم تضحيات كبيرة وما بذل من دماء أبنائه على مدار الـ 50 عامًا الماضية من أجل صون تراث وطنهم ومقدساتهم فى القدس وغيرها من المدن الفلسطينية سيقبلون بما يتناقض مع تطلعاته وأحلامه بل وحقوقه.

وأوضح أن القيادة الفلسطينية قامت وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بالتشاور مع القيادات العربية والإسلامية والعديد من زعماء العالم والمنظمات الدولية، داعيًا الجميع إلى التدخل بالسرعة القصوى للحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوات لما تمثله من خطر كبير وما ستخلفه من تطورات ستؤثر بشكل سلبى وصارخ على أكثر من صعيد فى المنطقة.

ودعا الولايات المتحدة الامريكية إلى احترام كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة بمدينة القدس وهى عديدة، وتؤكد على إنها جزء من الأراضى الفلسطينية المحتلة وهى أرض فلسطينية حسب القانون الدولى، وأن القيادة الفلسطينية أبدت المرونة الكافية والتزمت بكل الاتفاقيات المتعلقة بشأن العملية السلمية.

وطالب الولايات المتحدة بأن تظل تلعب دورًا أساسيًا ومحوريًا فى عملية السلام وهى البلد الوحيد الذى يستطيع أن يلعب هذا الدور لطبيعة العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، مؤكدًا أن من شأن هذه الخطوة المنوى اتخاذها أن تؤدى إلى حصر الدور الأمريكى ليصبح غير قادر على لعب دور الوسيط فى العملية السياسية.

وأكد جرادات، أن أى اعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل من أى جهة كانت إنما هو تجاوز للقانون الدولى والأعراف الدولية ولمنطق التاريخ كما أنه يمَس بمشاعر الشعب الفلسطينى والشعوب العربية والإسلامية بل ومحبى ومؤيدى السلام فى العالم.

وشدد - مجددًا - باسم الشعب الفلسطينى وقياداته على أن جميع الإجراءات الممنهجة وعمليات الاستيطان والضم والتهويد، وكل ما قامت وتقوم به إسرائيل الدولة المحتلة هى غير قانونية وغير شرعية، وهى إجراءات باطلة ولاغية ولا يعيرها الشعب الفلسطينى أى انتباه، فإنه لن يعترف ولن يقبل ولن يخضع لأى إجراءات تأتى من أى دولة أو جهة تتناقض مع حقوق شعبنا المشروعة فى وطنه وفِى قدسه وفِى حريته ففلسطين والقدس هى أرض عربية فلسطينية وهذه حقيقية ثابتة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل