المحتوى الرئيسى

5 علماء دين عادوا نجومًا للشاشات بعد الوفاة - E3lam.Org

12/04 12:14

من بين كل مثيرات الجدل في الإعلام المصري، تمتلك الآراء الدينية لكبار الأئمة نصيب الأسد بإثارتها للرأي العام وإشعال النقاش على ساحات الإعلام، حيث يدافع كل من له معتقد عن معتقداته، وقلما تجد من لديه الاستعداد لتقبل الرأي الآخر المنافي لرأيه.

مؤخرًا انتشرت عدة قضايا شغلت الرأي العام وأثارت عدة نقاشات على ساحة الإعلام تخص آراء أشهر علماء الدين؛ منهم ابن تيمية، والبخاري، وأبي حنيفة، والإمام الغزالي وغيرهم ممن لهم آراء بارزة في الفقه الإسلامي، وربطها بما يحدث حاليًا على الساحة السياسية والاجتماعية والدينية.

نرشح لك.. القائمة الكاملة لأبرز قذائف يوسف زيدان التاريخية

فيما يلي يستعرض إعلام دوت أورج، أبرز علماء الدين الذين أصبحوا نجومًا للشاشات مؤخرًا، بسبب اختلاف الآراء الفكرية بين مؤيديهم ومعارضيهم.

نجد أن آراء شيخ الإسلام ابن تيمية التي أعلن عنها منذ مئات السنين لا تزال تثير الجدل حتى الآن، لا سيما عندما يتعلق الأمر بداعش والأفكار الجهادية المتطرفة، وتنقسم الساحة بين مدافع عن فتاوى ابن تيمية -التي يصفها البعض بالتكفيرية المحرضة على الإرهاب- بأنها صدرت في زمن الهجوم المغولي والصليبي على الإسلام ولا يصلح استخدامها في زمننا الحالي كحجة لقتل المسلمين المخالفين للفكر الداعشي، فعلى سبيل المثال قال ابن تيمية في أحد كتاباته: “وقد دخلت عسكر التتار فوجدت أغلبهم من المجوس عبدة النيران ومن لا دين له وهم يعبدون جنكيز خان ويؤلهونه كما يؤله النصارى عيسى ابن مريم، ومن كان منهم مسلماً فهو لا يدري ما الصلاة وما الزكاة ولا يعرف عن الاسلام شيئاً”، فما كان من هؤلاء إلا أن يحملوا ما قاله ابن تيمية على الجيوش العربية والاسلامية من دون أن يحققوا مناص الفتوى المقصود.

من جانبه، صرح الشيخ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق في برنامجه “والله أعلم” على قناة cbc، أن ابن تيمية مثل أي عالم من البشر، اشتملت الفتاوى الخاصة به على نسبة خطأ، لكن الإخوان والدواعش استندوا في منهجهم إلى الفتاوى الخاطئة له، ثم بنوا عليها، وهو ما نتجت عنه فكرة الصدام مع المجتمع، ما أدى إلى إباحتهم قتل المسلمين المخالفين لهم، مؤكدًا أن العالم الراحل لم يكن يقصد ما ذهبت إليه الجماعات المتشددة في فتواهم، مشبها ما كان يريده وما أفتى به، بمن يتجه نحو أسوان وهو يريد الذهاب إلى الإسكندرية.

أما الإمام البخاري فيستمر في إثارة الجدل بين مؤيد ومعارض لفكره، ويأتي على رأس المعارضين الباحث إسلام بحيري وتصريحاته في ديسمبر الماضي، مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه “كل يوم” أن “اتباع كتب الفقه مثل كتاب الإمام البخاري وأفكاره، دون مراجعة لها، يعد تجاوزًا للعقل ولا يمت للعلم ولا الدين، لأنها كتب تاريخ وتعبير عن أفكار خاصة بهؤلاء الفقهاء”.

واستمر في مهاجمة أفكار البخاري بعدة وسائل أخرى، حيث دعا في برنامجه “مع إسلام بحيري” على قناة “القاهرة والناس” إلى حرق بعض الكتب الإسلامية مثل البخاري ومسلم، والشافعي، قائلاً: “أزعم يقينًا أن هذا ليس الإسلام الحقيقي”، مشيرًا إلى أنه سينقد البخاري ومسلم والشافعي حديثًا حديثًا، ويدعم حجته بأن البخاري قد ولد بعد وفاة الرسول بحوالي 183 عامًا، مما قد يشير إلى أنه وضع في كتابه ما يريده وليس بالضرورة أن يكون كله سليم، مضيفًا في السياق نفسه: “البخاري وضع عددًا من الشروط لنفسه في جمع أحاديث الرسول في السند، لذلك يجب تنقية صحيح البخاري، لأنه وضع فيه أشياء كثيرة غير صحيحة”.

وجاء الرد على إسلام البحيري لاذعًا من الروائي يوسف زيدان، مدافعًا عن البخاري ضد ما وصفها بـ”الحملة غير المفهومة التي تصدر عن جاهل مسكين”، في إشارة إلى الحلقات التي تم بثها على قناة “القاهرة والناس” والتي هاجم فيها إسلام بحيري، البخاري والأحاديث الواردة في صحيحه، وقال زيدان إن الإمام البخاري كان يتتبع السند فقط ولم يكن له علاقة بالمتن ومحتوى الحديث، مشيرًا إلى أن البخاري اتجه لهذه الخطوة لكثرة “الدس” في كتب الحديث، ومن ثم قضى البخاري عمره و”شاف الغلب” ليعمل بالحديث.

وأضاف “زيدن” في أحد ندواته في ساقية الصاوي قائلاً: “على الأقل البخاري ومسلم وغيره لا يستحقون في هذا الزمن الرديء واحد جاهل مسكين يجي بعد 1200 سنة يقعد أمام كاميرا وناس تافهة زيك وتقول البخاري جاهل.. يا سيدي البخاري يضبط السند وليس له علاقة بالمتن.. هو خلص مشكلة كانت موجودة في وقته”.

ظهر مؤخرًا جدال آخر يخص الإمام أبي حنيفة ورأيه في تحليل أو تحريم شرب النبيذ في الإسلام، أثاره الروائي يوسف زيدان في حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه “كل يوم” أكتوبر الماضي، حيث بدأ الجدال بتصريح “زيدان” أن “النبيذ عند الأحناف حلال بينما يحرمه الشافعية”.

وأوضح أن حكم شرب النبيذ عند المذهب الحنفي حلال، ولكن المذهب الشافعي يحرمه، مؤكدًا أن المذهب الرسمي للدولة المصرية “حنفى” بينما مذهبها الفعلي “شافعي”، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يتبنى المذاهب الأربعة، والحرام يختلف وفق الاتجاهات المذهبية بالدين.

وبأخذ تعريف النبيذ في الاعتبار، فإنه مشروب كحولي يتم إنتاجه بتخمير العنب، أو بتخمير الفواكه الأخرى، وبحسب فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية، فإن الخمر يشمل كل شراب مسكر، سواء أكان من العنب أم من غيره، وهذا ما اتفق عليه العلماء بما فيهم الأحناف.

ونقلًا عن بحث نشر بمجلة البحوث الإسلامية، فإن مذهب مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه وأحمد بن حنبل وأصحابه، وأحد القولين في مذهب أبي حنيفة، هو أن كل مسكر خمر، وكل خمر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وبالتالي فإن النبيذ الذي به سكر يحرم شربه، وعلى جانب آخر جاء رأي طائفة أخرى من العلماء من أهل الكوفة “النخعي والشعبي وأبو حنيفة وشريك” إلى أن ما أسكر من غير الشجرتين النخل والعنب كنبيذ الحنطة والشعير والذرة والعسل ولبن الخيل وغير ذلك، فإنما يحرم منه القدر الذي يسكر، وأما القليل الذي لا يسكر فلا يحرم، وأما عصير العنب الذي إذا غلا واشتد وقذف بالزبد فهو خمر، يحرم قليله وكثيره بإجماع المسلمين.

هذا مما دفع الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بأن يصف يوسف زيدان بـ”الرجل الذى يتكلم فيما لا اختصاص له”، أتى ذلك في سياق رده على تصريحات الأخير بأن الفقه الحنفي أباح شرب النبيذ، وأن الأزهر يخالف هذه النقطة تحديدًا في المذهب الحنفي ويخفيها، متبعًا الفقه الشافعي في تحريم النبيذ كنوع من أنواع التشدد في الدين.

وأوضح الدكتور محمد الشحات أن هذا الرأي غريب ومخالف لرأي جمهور الفقهاء من كل المذاهب، فكيف لنا أن نتبعه؟ مؤكدًا أن النبيذ مشروب مسكر محرم في جميع المذاهب، وطالب يوسف زيدان بأن يتكلم فيما يحسنه ويجيده ويفهمه، ويتوقف عن حملته المنظمة لتشويه الشريعة الإسلامية ناعتًا إياه بـ”المدلس الفقهي”.

وجاء رد يوسف زيدان هذه المرة على من ينتقدوه قائلاً “من ينتقدوني عليهم الذهاب إلى المجلس الأعلى للجامعات ويتأكد بنفسه من الدرجة العلمية الحاصل عليها.. حاصل على أستاذية في الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم ودى أعلى من درجة الدكتوراه، ومن حقي الحديث في التاريخ”.

وكرأي وسط بين الجبهتين، صرح الداعية خالد الجندي أن مشروب “البيرة” ليس بحرام إلا القدر المسكر منها، قائلًا: “ليست بحرام باعتبار أنها غير مصنعة من العنب فهي من حيث الخمرية ليست خمر، ومن حيث السُكر لها قدرين وكل شخص يعرف المقدار الذى يُسكر منه، والذى يسكر من معلقة واحدة فهي له خمر وحرام”، وفي تصريحات تليفزيونية أخرى أعلن عن رأيه الشخصي قائلًا “أنا أبرئ من الله منها وهى مشروب الفسق، ولا تجوز لأنها علامة فسق ومعصية وإغضاب لله”.

وباعتبار ابن القيم تلميذ ابن تيمية، كان له نفس النصيب من اتهامات البعض بالتطرف والتحريض على الإرهاب كمعلمه، وبرغم أن فكر ابن القيم لم يحدث الجدل الذي أحدثه فكر ابن تيمية، وكان أيسر وأبسط من فكر معلمه ولم يدخل في صراع مع مذاهب وطوائف مثلما فعل الأخير، لم يكن هذا كافيًا لصد الادعاءات الموجهة له، زاعمين أنه كان تلميذًا مقلدًا لمعلمه في كل شيء.

وقد اعترف أنه كان تابعًا لابن تيمية في أوائل عمره حين بدأ يتتلمذ على يده، ولكن هذه الفترة سرعان ما انتهت وغير ابن القيم من أسلوبه وطريقة عرض أفكاره لتكون مستقلة عن فكر ابن تيمية، حيث قال في العديد من كتبه “شيخ الإسلام ابن تيمية حبيب إلى قلوبنا، ولكن الحق أحب إلينا منه”، وأكد بعدة طرق استدراكه على معلمه، لكن دون تجاوز أو تطاول، كما اتجه ابن القيم في مرحلة نضجه إلى الجانب العاطفي والتصوف في الإسلام.

لكن هذا لم يمنع الإعلامي باسم يوسف عن سبه وغيره من العلماء على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” فقال “يلعن ابو المناهج اللي خلت ناس تبص على المسيحيين على انهم مواطنين درجة تانية او تحت وصايتنا و كأنهم عيال مسئولين مننا . يلعن ابو شيوخ الوهابية و فكر سيد قطب و فكر ابن تيمية و فكر ابن القيم وأي حد عايش في إنكار ان ده مالوش دعوة أو بيحور في الموضوع”، وجاء ذلك في سياق تعليقه على حادث حافلة المنيا من الأقباط والذي أدى إلى مقتل 30 وإصابة العشرات من الأقباط، في مايو الماضي.

ومثله إسلام البحيري في ما جاء عن دفاعه عن نفسه أمام محكمة جنح مستأنف مصر القديمة بجنوب القاهرة ديسمبر الماضي، حيث قال: “هناك عدد من الأئمة لا يستحقون لفظ إنسان”، مضيفاً أن ابن القيم يخترع دين جديد مطالبا بضرورة مراجعة ما جاء من تراث إسلامي، مشيرًا إلى أنه يتبعه فكر أستاذه ابن تيمية، والذى عارضه في برنامجه عشرات المرات.

وفي دفاع عن ابن القيم، قال الكاتب ناجح إبراهيم في مقاله بجريدة “اليوم السابع”: “لقد استطاع ابن القيم أن يحقق خلطة سحرية من علمه العظيم، أرضت السلفي والصوفي والعالم والعامي والقريب والبعيد، إذ أنه جمع بين فقه السلف وزهد المتصوفة العظام بطريقة صحيحة لا تخدش حياء الأحكام، ولا تحول الدين في الوقت نفسه إلى رسوم جامدة لا معنى لها، ولا قلب، ولا مشاعر، ولا مقاصد”، مضيفًا أن ابن القيم بعيد كل البعد عن كل ما ألصق به من تهم التطرف والتشدد.

لا شك أن الشيخ محمد متولي الشعراوي من الشخصيات التي لم ينقطع الجدل بخصوصها رغم وفاته منذ عدة سنين، ولا يزال الجدل حوله غير منقطع بل متجدد باستمرار في شكل تصريحات وتحليلات لكافة أراءه، آخرها فجرتها الكاتبة فريدة الشوباشي في تصريحاتها لبرنامج الشارع المصري المذاع على فضائية “العاصمة”، حين قالت: “أنا مبحبش الشعراوي أنا حرة”، مضيفة: “طعنني في وطني واحساسي الوطني، بسبب تصريحه الذي قال خلاله سجدت لله شكرًا على هزيمة يونيو 67″، مشيرة إلى أنها كتبت للشعراوي في حياته أن من يسجد لله شكرًا على هزيمة مصر، بالضرورة يسجد لله شكرًا على نصر إسرائيل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل