المحتوى الرئيسى

الطيبون على الشاشة (6) .. جمال إسماعيل "آخر الآباء الطيبين" - E3lam.Org

12/04 08:44

“انا طيب زي كمال أبو رية ومحمود الجندي” ظهر الفنان غسان مطر في إحدى مشاهد فيلم “لا تراجع ولا استسلام” ليلخص مسيرة نوع من الفنانين مثل كمال أبو رية ومحمود الجندي ويذكرنا بجمال اسماعيل، عبدالوارث عسر، حسن مصطفى، وحسين رياض في أغلب أدواره، فنانون لا غبار على قدراتهم التمثيلية وإمكانياتهم على تقمص أنواع مختلفة من الأدوار، لكن ملامحهم وأصواتهم وطريقة آداءهم أهلتهم دائماَ لدور حتى إن اختلفت تفاصيله وتركيبته النفسية لكن يمكن وصفه بـ “الطيب” أو “اللي مننا وعلينا”.

يستأنف غسان “لكن المخرجين حصروني في أدوار الشر”،في خلطة الدراما المصرية المعروفة – والتي ربما ظلمت قدرات بعض الممثلين بتكرار المزيج المضمون جماهيرياً- يقدم القائمين على العمل الخير والشر والمعركة وقصة الحب، يبرز “الطيب” في شخصية الأب أو الأخ أو الصديق الوفي وربما الخادم أو بواب العمارة صاحب النخوة والجدعنة والمشاعر الرقيقة، أصحاب تلك الوجوه أحبتهم أدوارهم وأصرت على استمرارهم فيها فظلوا بمرور عمرهم الفني هى مساحتهم المفضلة للتواصل مع المشاهد الذي ألفهم واطمئن بوجودهم ليبشره بالنهاية السعيدة.

في سلسلة موضوعات يرصد إعلام دوت أورج سيرة أبرز تلك الوجوه.

عندما تذكر جمال إسماعيل كأحد طيبين الشاشة، وبلا محاولة لدراسة إمكانياته الفنية، أول ما يفرض نفسه على ذهنك هو صوته، بشجنه الأبوي وتهدجاته وحزنه، فجملته الشهيرة “خد بالك من نفسك يا ابني” في فيلم مافيا تعتبر إحدى أبطال وعلامات الفيلم الباقية في وجدان الجمهور، على الرغم من صغر حجم دوره ككل.

نرشح لك: الطيبون على الشاشة (4) .. عبد الوارث عسر “العجوز دائماً”

بدأ “إسماعيل” حياته الفنية من الستينيات، قدم عدد كبير من الأدوار المتنوعة، والتي لا يمكن حصرها في الأدوار “الطيبة” فقط، فمؤهلاته في شبابه سواء الشكل أو الصوت أو الإمكانيات في الآداء أهّلته للتنوع في الظهور، بل ودعمته ليبرز في دور البلطجي المخمور “حسب الله بعضشي” والد “صدفة” في مسرحية “سيدتي الجميلة” وهي إحدى أيقونات المسرح المصري، التي بها مساحة كبيرة للغناء والاستعراض وهو ما قدمه “جمال” ببراعة، وقدم دور مشابه في فوازير “ألف ليلة وليلة” مع الفنانة شريهان حيث قام بدور “مشكاح”.

20 فبراير 1933: ولد جمال إسماعيل

1956: حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، والتحق بالفرق النموذجية بالمسرح الشعبي، حيث كانت تابعة لمصلحة الفنون.

1957: حصل على ليسانس آداب، قسم تاريخ، جامعة عين شمس.

1958: عُيّن مفتشاً للمسرح بمحافظة الإسكندرية، وقام بإخراج عروض للفرق المدرسية، والجامعات، وحفلات الشركات، كما قام بالإشراف على تكوين فرقة الفنون بالشعر.

1961: انضم إلى فرقة التيفزيون.

بشكل أساسي كان ظهور جمال إسماعيل بقوة في الدراما التيلفزيونية، خصوصاً في دور الأب، أو من يعتبره المحيطين في منزلة الأب، مثل دوره في “ليالي الحلمية” وقام فيه بوالد “أنيسة” التي قامت بدورها الفنانة فردوس عبد الحميد في الجزء الأول ثم أُستبدلت بالفنانة “محسنة توفيق” حتى نهاية السلسلة، وقدم فيه صورة الأب غير المشارك في مجريات الأمور بشكل كبير لكنه فقط “الأب الطيب” الذي يحتاج المشاهد لرؤيته حتى يشعر بدفئ الصورة واكتمالها.

تلاها عدد كبير من الأعمال التي قدم فيها دور مشابه مثل “الضوء الشارد”، “العميل 1001″، “الليل وآخره”، “قضية رأي عام”، وحتى دوره في مسلسل “أحلام عادية” مع الفنانة يسرا والذي كان يدور داخل مجتمع الحرامية والبلطجية، قام فيه بدور الأب مع صبغة ذلك المحيط والتي ربما أضافت عليه بعض الكوميديا واختلاف الأسلوب لكن لا يمكن اعتباره دور خارج عباءة الأب.

نرشح لك: الطيبون على الشاشة (3).. حسن مصطفى “بابا رمضان السكري”

ربما شهدت السينما عدد محدود من مشاركات الفنان جمال إسماعيل، لكنها بالتأكيد شهدت وقدمت ما يمكن وصفه بالوجه الآخر له، حيث قدم دور “الجلاد” في فيلم “إحنا بتوع الأتوبيس”، ودور أحد أفراد عُصبة “سالم” في فيلم “الظالم والمظلوم”، ودور كوميدي لا يمكن وصفه بالخير أو الشر في فيلم “اللعب مع الكبار”، وبالعودة بالزمن نجد الكوميدي الخفيف أيضاً في فيلم “فيفا زلاطة” مع الفنان فؤاد المهندس.

لا يمكن الحديث عن الفنان جمال إسماعيل دون ذكر مساهماته في الأعمال الكرتونية الموجهة للأطفال، حيث أنه قدم في أواخر التسعينات، حلقات “قصص الأنبياء”، التي تم تصميم الشخصيات والديكور فيها بالصلصال، كما شارك في أول عمل تقوم شركة “ديزني” بدبلجته للعربية، وهو “سنووايت والأقزام السبعة”، وقام فيه بدور القزم “غضبان” الذي يرفض وجود “سنووايت” بينهم، ودائم الاعتراض والامتعاض من كل ما حوله.

فيما بعد قدم صوت “المنقب” في الجزء الثاني من فيلم “حكاية لعبة”، كما أدى دور “كبير الحكماء” في مسلسل “قصص الحيوان في القرآن” مع الفنان يحيى الفخراني، وفي العام الذي يليه قدم معه أيضاً “قصص الإنسان في القرآن.

لجمال إسماعيل شقيقان من داخل الوسط الفني، أولهم هو الفنان أنور إسماعيل والذي ظهر دائماً بنقيض “جمال” حيث قدم شخصية الشرير ورئيس العصابة في عدة أعمال مثل دوره في فيلم “النمر والأنثى” مع الفنان عادل إمام، وفيلم “المدبح” مع الفنانة نادية الجندي.

نرشح لك: الطيبون على الشاشة (1).. محمود الجندي “ابن البلد”

في 23 إبريل 1989توفي “أنور” بعدما عثر عليه ميتاً داخل شقة مفروشة في حى السيدة زينب بالقاهرة في ظروف غامضة، قيل فيما بعد أن الوفاة كانت نتيجة جرعة زائدة من المخدرات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل