شاهد.. «صدى البلد» في جمعية للرفق بالحيوان «حياة آدمية لغير البشر»

"حمزة" حصان أصيب بشرخ في الجمجمة وارتجاج في المخ بعد أن صدمه توك توك، وفي الغرفة المجاورة له تجلس الحصان "أميرة" وفي عينها انكسار بعدما تعرضت للطعن وأصيبت بجرح عميق في البطن مما تطلب جراحات خطرة.

"حمزة" و"أميرة" ليسا سوى حالتين فقط من بين العشرات الذين يجمعهم مكان واحد ليس بوسعهم الحديث أو التعبير عن العنف والإهمال الذي تعرضوا له في مجتمعنا، ليكونوا جزءا من الحالات التي تبنتها سلوى عبده في الجمعية الأهلية المصرية للرفق بالحيوان التي أنشأتها لينالوا قدرا من العناية والاهتمام اللذين لم يجدوهما في الشارع المصري.

وبين كل النماذج السلبية للتعامل مع الحيوانات في مصر، وجب تسليط الضوء على شعاع من الأمل ونموذج إيجابي للرفق بالحيوان في مصر، وعلى طريق سقارة بالقرب من بدرشين تجد العشرات من الحيوانات التي عانت خارج سور الجمعية من العنف لتحظى بقدر من العناية بعد إصابتهم المتعددة.

سلوى عبده تلك السيدة التي لم تقبل العنف والإهمال الذي يتعرض له الحيوانات في مصر، فقررت إنشاء جمعية أهلية للرفق بالحيوان تختص بإيواء ورعاية الحيوانات المشردة، من خلال استغاثات تستقبلها الجمعية يوميا سواء عن طريق الهاتف أو صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال ثمان سنوات استطاعت سلوى علاج آلاف الحالات التي أعادتها للحياة مرة أخرى.

وأكدت سلوى أن المجتمع المصري لا يوجد به ثقافة التعامل مع الحيوانات أو حتى استخدامها لأغراض تجارية، فيتم جرها وضربها بالسوط أو العصا حتى الإصابة، أو الزج بها في المعارك، أو الثأر من صاحب الحيوان بضربها وطعنها.

الأحصنة والحمير لدى جمعية "سلوى" ليست للبيع ولا للشراء، ولكن يمكن تبنيها في حالات مقتصرة فقط على معرفة صاحب طلب التبني والتحري عنه والوثوق في الأغراض التي سيستخدم بها الحيوان، فشددت سلوى عبده أنها لا يمكن التفريط في أي من الحيوانات لديها إلا إذا كانت على علم بصاحب طلب التبني ويتم إمضائه على بنود معينة وهي الا يتم استخدامها في أغراض التجارة أو حمل أوزان ثقيلة، ويتم متابعة الحصان او الحمار حتى بعد تبنيه وخروجه من الجمعية للاطمئنان على حالته.

ولا تقتصر الجمعية على الأحصنة والحمير فقط بل أيضا تعتني بكلاب الشارع الشريدة حيث تلقى عناية طبية ورعاية حتى تعود لحالتها الطبيعية إضافة للقطط.