المحتوى الرئيسى

داخلين جهنم بتوصية منهم | المصري اليوم

12/04 05:11

لم يكن أبوأحمد يدرك أن حصاد عمره سيتحول لهم وغم ينغص عليه وعلى كل من في البيت حياتهم.

.فقد كبر ابنه أحمد والتحق بأفخم الجامعات وأعظمها قدرا وسط فرحة أمه المعلمة وأبيه رجل القانون واخوته المتدرجين في مراحل التعليم، ولأن أحمد كان البكر فقد كانت الفرحة تصل لعنان السماء والأمال أيضا، ومضى أول عام وأحمد ملتزم بالدراسة سعيد وسط أسرته يحكى لهم كل مايحدث في يومه الذي يبدأه من السادسة صباحا وينهيه في أول قدوم لليل، نظرا لطبيعة كليته العملية، أحمد لم يكن ملتزم دينيا في أداء الصلاة ولكنه كان حريضا على صلاة الجمعة والأعياد والجنازات بالطبع.

وفى العام الثانى من الجامعة ظهر أحمد آخر، شخص متزمت، يطيح بكل الصور وما أسماها أصنام من على حوائط وطرقات بيتهم، طالب أمه بارتداء النقاب، وعنف أبيه لأنه غير ملتح، أعطى أوامره لإخوته البنات بأن يقرن في بيوتهن ولا يذهبن إلى المدارس لأن المطلوب منهن فقط تعلم القرآن وأن ينتظرن من أمرهن الله بالسجود له، فهذا هو سبب خلقهن ووجودهن في الحياة.

كان كلما رأى أخيه يتهمه بالفسوق لأنه يرتدى ملابس غير دينية، في بادئ الأمر حاولت أسرة أحمد أن تطيعه لتمتص غضبه، ولكنه لم يكتف بالطاعة بل زاد من مطالبه، ومن دائرة المحرمات التي اتسعت لتشمل أجهزة كهربائية أولها بالطبع التلفاز ومايبثه من عهر وفسق، وثانيهما الموبايل ذلك الشيطان الرجيم ومايسوله من بغاء وفواحش ماظهر منها ومابطن.. وأصبحت حياة أحمد كلها يقضيها في أماكن لا يعرفها أبواه وفى البيت ممسكا بالمصحف يقرأه باكيا بصوت تقشعر منه الأبدان، وياويل كل من في البيت إذا وقعت عينه عليهم وهو يقرأ القرآن وهم لاهون عن ذكر الله، حول أحمد البيت إلى محكمة منعقدة دوما بالجزاء ولا يوجد فيها ثواب أبدا كلها عقاب في عقاب.

ورغم كل هذا كان متفوقا في دراسته في كلية الهندسة وتفوقه كان في قسم مهم جدا وهو الإلكترونيات. وتفوقه جعل أهله يصبرون على أفعاله ممنين أنفسهم بتخرجه ووظيفته وزواجه وانتهاء معاناتهم معه، ولكن لم يهنئوا بإمانيهم فقد لاحظوا أنه يغلق باب حجرته طويلا ويخرج منها وفى يده موبايلات، وأجهزة إلكترونية غريبة، وعندما يسألوه عنها يقول إنها مشاريع تخرج له ولزملائه. وتمضى الأيام بأسرة عم أبوأحمد، ليأتى يوم يكفرهم فيه أحمد لأنهم غير ملتزمين، وبأن فلوس أبيهم وأمهم حرام لأنها تصرف من خزينة دولة كافرة، وأنه هو ومن أسماهم بالمرابطين يعملون على تطهير البلد من الفاسدين، وإعادة الإسلام إلى أزهى عصوره، وتخليصه من الفاسدين غير الموحدين بالله الواحد. وأن الجهاد قد حان، وأن أعداء الله قد جاءت ساعة القضاء عليهم، وأن أهل الذمة إن لم يسلموا فوجب علينا أن نتخلص منهم بأى طريقة نرتضيها لنا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل