المحتوى الرئيسى

المواجهة الأمريكية الإيرانية تنتقل إلى سوريا والعراق.. ومركز بحثي يحذر من تقسيم سوريا عسكريا - صوت الأمة

12/04 06:58

يبدوأن المواجهات السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تنتقل إلى الساحة السورية والعراقية، فالدولتين بينهما أزمات طاحنة، آخرها تصعيد واشنطن العقوبات على طهران ومليشيات الحرس الثوري.

وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، بعثت رسالة للجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، أحد ألوية الحرس الثوري، والقادة الإيرانيين للتعبير عن قلقها من سلوك طهران، الذي يهدد القوات الأمريكية في العراق.

سبق لسليماني التهديد بأن قوات فيلق القدس، ستهاجم القوات الأمريكية في العراق في أي وقت، وهو الأمرالذي أبدت تجاهه القيادة الأمريكية قلقها، على لسان مدير الـ "CIA"، مايك بومبيو، خلال ندوة في منتدى ريجان السنوي للدفاع في جنوب كاليفورنيا، أمس السبت.

قائد الوكالة الأمريكية أضاف : "ما كنا نتحدث عنه في هذه الرسالة هو أننا سنحمّله وإيران مسؤولية أي هجمات على المصالح الأمريكية في العراق من قبل القوات الخاضعة لسيطرتهم"، متابعًا: "نريد أن نتأكد أنه والقيادة في إيران يتفهمان ذلك بطريقة واضحة وضوح الشمس".

قاسم سليماني أول ديسمبر الجاري رفض استلام رسالة المخابرات الأمريكية، وهو ما كشف عنه محمد كلبايكاني، رئيس مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، أثناء معارك البوكمال بسوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، عن رئيس مكتب المرشد، أن اللواء قاسم سليماني قال للوسيط: "لن استلم رسالتك ولن أقرأها وليس لي أي حديث مع هؤلاء الأفراد".

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال في عرض بحثي بعنوان: "صراع نفوذ.. تداعيات تصاعد الوجود العسكري الإيراني في سوريا"، إن إيران تسعى في الفترة الحالية إلى تكريس وجودها العسكري داخل سوريا، استعدادًا للمسارات المحتملة التي قد يتجه إليها الصراع السوري خلال المرحلة القادمة.

واستند المركزإلى تقاريرعدة كشفت حقيقة إنشاء قاعدة إيرانية في منطقة الكسوة جنوبى سوريا، يضيف العرض البحثي أن ذلك طرح تساؤلات عديدة حول الأهداف التي تحاول إيران تحقيقها من خلال ترسيخ وجودها العسكري داخل سوريا، لا سيما بعد أن تجاوز حدود الدور المعلن بإسناد ودعم نظام الرئيس بشار الأسد، ليمتد إلى نقل قدرات غير تقليدية على غرار القدرات الصاروخية إلى خارج حدودها. 

وقال المركز البحثي، إن هناك تأثيرات محتملة نتيجة التواجد الإيراني في سوريا، أولها ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا، وذلك على الرغم من أن ايران حرصت في بداية تدخلها في الصراع السوري على تأكيد أن دعمها للقوات النظامية السورية يقتصرعلى الجانب الاستشاري فقط، إلا أنه عمليًا وبمرور الوقت تم الكشف عن دورها المركزي في إدارة الحرب على الساحة السورية، وتوازى ذلك مع تأسيس بنية تحتية عسكرية تدريجيًا ثبت بعد ذلك أنها تتجاوز الحسابات العلنية على الساحة السورية إلى الدور الإقليمي الأوسع الذي تسعى إيران إلى دعمه انطلاقًا من سوريا بعد أن نجحت في توسيع نطاق نفوذها داخل العراق، عقب سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين عام 2003.

وثاني تلك التأثيرات، "تقسيم سوريا عسكريًا"، وذلك وفقًا لخريطة الانتشار الحالية في سوريا، يمكن القول إن بعض القوى الدولية والإقليمية المعنية بالصراع السوري، تسعى إلى تأسيس قواعد عسكرية تابعة لها في مناطق مختلفة داخل سوريا، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا إلى جانب تركيا، بشكل دفع إيران إلى تبني السياسة نفسها، بهدف تكريس دورها داخل سوريا خلال المرحلة القادمة.

كذلك دعم استمرار الصراع في سوريا، وذلك في ظل تصاعد حدة التوتر بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، سواء بسبب الاتفاق النووي أو بسبب برنامج الصواريخ الباليستية، وهو ما يمكن أن يعزز من إمكانية نشوب مواجهة عسكرية قد تنخرط فيها أي من تلك الأطراف خلال المرحلة القادمة، وهو ما قد يعرقل جهود التسوية.

رابعًا تغيير قواعد الاشتباك الإقليمي، يقول المركز إن إيران تحاول من خلال تأسيس قواعد عسكرية ومصانع صواريخ داخل سوريا نقل المواجهات معها إلى خارج حدودها، خاصة بالقرب من إسرائيل، بشكل يمكن أن يقلص من تداعيات أية ضربات عسكرية قد تتعرض لها جبهتها الداخلية.

وانتهى المركز إلى أنه بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم "داعش" داخل سوريا والعراق، عمليًا، فإن الصراع القادم سوف يتركز على الوجود العسكري الإيراني داخل سوريا، باعتبار أن إيران تسعى من خلال ذلك إلى تغيير توازنات القوى الإقليمية استعدادًا للمسارات المحتملة للتوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بسبب البرنامجين النووي والصاروخي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل