المحتوى الرئيسى

آخر مقال لمكاوي سعيد - E3lam.Org

12/03 12:18

نشر الكاتب والروائي مكاوي سعيد، آخر مقال له بجريدة المصري اليوم، قبل أن يرحل عن عالمنا صباح أمس السبت، وكان تحت عنوان ” تكيّف الكفيف (1)” بتاريخ 29 نوفمبر 2017.

نرشح لك.. وفاة الكاتب مكاوي سعيد مؤلف “تغريدة البجعة”

هذا كتاب مهم عن حياة المكفوفين، ويفند مجموعة الخرافات والمغالطات التى ارتبطت بهم، مثل: إن الحواس الباقية لدى المكفوف تعمل معاً لتعويضه عن الحاسة المفقودة، أو الزعم بأن جلد الوجه وعضلاته عند المكفوف تنمو فيها حساسية شديدة للأجسام الغريبة، أو أن المكفوف يُمنح حاسة سادسة وسابعة لا يتمتع بها المبصر، أو الزعم العجيب بأن المكفوفين تنمو فى جلودهم عيون صغيرة تبصر، كذلك ما قيل عن الناحية العقلية عند المكفوفين، فقد بنوها أيضاً على مبدأ التعويض، إذ تنقل الحواس الباقية إلى المخ انطباعات على غرار انطباعات المبصر. وقد انغرست هذه المعتقدات فى نفوس الناس لدرجة أن بعض العلماء قبلوها كحقائق وبنوا عليها نظريات محكمة أكثر تعمقاً، توصلوا منها إلى نتائج أغرب من الخيال. وهذا الكتاب أيضاً محاولة لهدم الخرافات القديمة التى شاعت عن الحياة العاطفية للمكفوفين، وفى الوقت نفسه محاولة لإضافة معلومات إيجابية خاصة بنشاط المكفوفين عقلياً وجسدياً، ويتناول بالبحث الدقيق ماهية الأمور التى يجب على المكفوفين التكيف إزاءها.

والكتاب من تأليف: «هكتور تشيفنى- سيدل بريفرمان، ترجمة: د. محمد عبدالمنعم نور، مراجعة: د. عبدالحميد يونس. وقد نشر فى نيويورك عام 1950، ونشرت الترجمة العربية بمصر فى عام 2013، والناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة».

لنتخيل ظروف المكفوفين فى الأيام الغابرة علينا أن نبحث عنها فى بعض البلاد كمصر، حيث نسبة المكفوفين أربعة أو خمسة فى الألف. وقد أشار المؤرخ «هيرودوت» إلى كثرة عدد المكفوفين فيها، أما المؤرخ «هيسيود» فسماها بلاد المكفوفين. والمتسولون- ومعظمهم من المكفوفين- يخرجون من بيوتهم والأماكن التى يلجأون إليها ويتجمعون فى الشوارع والأسواق والمعابد طلباً للصدقات. وأصبح التسول مهنة لهذه الطبقة تتعيش منها. وهناك حوادث تاريخية لا حصر لها تبين أن الآباء كانوا يتسببون فى كف بصر أولادهم ليستدروا عطف الناس عند التسول. ومن المحتمل أن مرض الرمد منتشر فى مصر من أمد طويل، فإن أقدم كتاب عن موضوع الرمد وجد فى مصر مكتوباً على ورق البردى فى مدينة طيبة سنة 1872، ووردت فيه أسماء عشرين مرضاً من أمراض العيون. ولما زار هيرودوت مصر بعد ألف سنة من تاريخ هذا الكتاب وجد إخصائيين فى أمراض العيون. ولربما كانت مهمتهم شبيهة بما كان يقوم به من كانوا يزيلون المياه الزرقاء الذين لاحظهم «بنتلى» فى بلاد الهند، وكان هؤلاء يتنقلون من قرية إلى قرية لهذا الغرض، ويستخدمون أشواك الورد الطويلة، أما طريقتهم فلاتزال سراً مكتوماً لديهم.

إلا أن هذا القدر من العلم كان نادر الوجود حتى القرون الوسطى. ففى كثير من البلاد كان فقد البصر يعتبر افتقاداً من الآلهة للإنسان وعلاجه كان ينظر إليه على أنه تدخل فى إرادتها، وإذا استخدم للإنسان كان لا يتعدى الرقى والتعاويذ.

والمظنون عامة أنه قبل بدء الشعور الدينى فى المجتمع القديم كان المتبع أن يقتل من بهم نقص جسمى. وكان يطبق هذا بنوع خاص على المكفوفين، ويتضح هذا مما ورد فى الكتابات الدينية القديمة خاصاً بمنع هذه العادة. وإذا نظرنا إلى قوانين «ليكورجوس الإسبرطى» و«سولون الأثينى» وجدنا أنها كانت تسمح بقتل المشوهين، كما أعلن «أفلاطون» و«أرسططاليس» موافقتهما على هذا العمل.

نرشح لك.. طلب صداقة لـ مكاوي سعيد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل