المحتوى الرئيسى

المدارس الخاصة: أجور متدنية.. ومدرسون «على كف عفريت»

12/03 11:23

على الرغم من زيادة مصروفات المدارس الخاصة والدولية سنوياً بشكل كبير، فإن المدرسين بتلك المدارس يعانون من تدنى رواتبهم رغم سنوات العمل الطويلة، ما يدفعهم لإعطاء دروس خصوصية حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم، وسط تأكيدات من جانبهم أن المدارس الخاصة أصبح هدفها الربح دون النظر للعملية التعليمية، بجانب أنها تحابى الطالب على حساب المدرس باعتباره «زبون».

يقول شعبان. أ، مدرس بإحدى المدارس الخاصة بمحافظة القاهرة، إن ملاك المدارس الخاصة يهدفون إلى الربح دون النظر إلى نجاح العملية التعليمية أو المدرس الذى يبذل جهداً طوال اليوم الدراسى، موضحاً أن أغلب المدرسين مهمشون ولا يحصلون على أدنى حقوقهم، رغم أنهم أساس التعليم بالمدارس: «المدرسة أهم حاجة عندها الطالب لأنه مصدر دخل ليها، حتى لو هتيجى على المدرس، وأولياء الأمور عشان بيدفعوا فلوس كتيرة لأولادهم، بيعتقدوا إن المدرس هيكون تحت رحمتهم ومجرد ما يعمل أى حاجة مع الطالب لازم يتجازى»، ويتابع شعبان الذى يعمل بمجال التدريس منذ أكثر من 7 سنوات، قائلاً: «أول ما بدأت تدريس تقاضيت 250 جنيهاً، وحالياً وصل المبلغ لـ700 جنيه، والزيادة السنوية التى تضاف الآن كل عام على الراتب لا تتعدى الـ150 جنيهاً، رغم أن مصاريف المدارس الخاصة تزيد كل عام 1000 جنيه عن العام السابق، بجانب أن الرواتب الحكومية أعلى بكثير من رواتبنا، ده غير مكافأة الامتحانات، ممكن ياخدوا 3 آلاف جنيه، لكن إحنا آخرنا 500 جنيه وبنستلمها فى شهر ديسمبر أى فى منتصف الفصل الدراسى التالى»، ويؤكد «شعبان» الذى يعول 4 أطفال ما زالوا فى مراحل دراسية مختلفة أنه اضطر إلى إعطاء دروس خصوصية بعد مرور 6 أشهر على زواجه حتى يتمكن من الإنفاق على أسرته وتلبية احتياجاتهم، خصوصاً أنه لا يتقاضى راتباً من المدرسة أثناء العطلة الصيفية، إذ يقوم بتجديد عقده مع بداية العام الدراسى وينتهى فى نهايته: «العقد اللى بمضيه المفروض إنه سنوى لكنى باخد مرتب على قد شهور الدراسة فقط، يعنى مرتب 9 شهور فقط وما ينفعش نعترض لأن أغلب المدارس بالشكل ده، فحياتنا العملية كلها على كف عفريت، ولو المدير مش عايزنى السنة الجاية هيقول لى مع السلامة، وما حدش هيقدر يغلطه».

«شعبان»: بنقبض 9 شهور بس فى السنة.. ومكافأة الامتحانات بناخدها بعدها بـ5 شهور.. واضطريت أدى دروس خصوصية عشان أصرف على ولادى

عبدالله.ع، مدرس بإحدى المدارس الخاصة للغات، يعمل بمجال التدريس منذ 15 سنة، بدأ حياته العملية عقب تخرجه فى إحدى المدارس الخاصة براتب شهرى بدأ من 150 جنيهاً وتدرج حتى وصل لـ1000 جنيه على مدار 13 عاماً مقابل عمله فى 3 مهن بالمدرسة، إذ كان يعمل معلماً ورئيس كنترول ووكيلاً للمدرسة، بحسب كلامه: «كنت بترقى فى شغلى وبشتغل أكتر من حاجة فى وقت واحد إلا أن المرتب كان ثابت، وماكنش ليّا أى تأمين، ولما كنا بنطالب صاحب المدرسة بده كان بيرفض، وفى الوقت نفسه كان بيجامل ولى الأمر على حسابى لأنه بيبص للطالب على إنه زبون لازم يكسبه حتى لو هيخسر المدرس»، الأمر الذى دفعه لترك عمله والانتقال منذ عامين للعمل بمدرسة أخرى.

لم يختلف راتب عبدالله كثيراً، حيث أصبح 1080 جنيهاً، بعد الزيادة السنوية التى لا تتجاوز الـ180 جنيهاً، فى حين أن مصاريف المدرسة نفسها زادت هذا العام 1000 جنيه لكل طالب، طبقاً لكلامه: «يعنى لو المدرسة تضم 1000 طالب هيكون هامش الربح الخاص بهذا العام فقط مليون جنيه مقارنة بالعام الماضى»، مطالباً الوزارة بوضع حد أدنى لهامش الربح بالنسبة لمدارس اللغات والدولية، ومراعاة أجور المدرسين، بحيث تتناسب مع الزيادة السنوية التى تقرها هذه المدارس، وتابع عبدالله، قائلاً: «معظم المدارس الخاصة مش بتعمل ملفات للعاملين فيها نهائياً، أو تقوم بعمل ملفات صورية عند الوزارة، بمعنى إن لو فيه 80 مدرس عندها بتكتفى إنها تعمل 20 ملف عند الوزارة، والباقى من غير عقود، واللى بيعمل عقد بيمضى استماره 6 مع العقد كشرط أساسى»، مضيفاً بنبرة غاضبة: «من يوم ما اشتغلت فى التدريس وأنا مش حاسس بالأمان الوظيفى، فالمدرس مالهوش حق خالص، ولما بروح أى مدرسة بكون عارف إنى لو اختلفت مع المدير أو الإدارة التعليمية أو عملت حساب لكرامتى أو حتى اعترضت على أى حاجة بتحصل هيستغنوا عنى، وما قدرش أرجع لقانون العمل لأنى مضيت بنفسى على استمارة 6»، ويؤكد عبدالله أن النظام المتبع فى المدارس الخاصة يجبر المدرس على إعطاء دروس خصوصية للطلبة، لأن الراتب الذى يتقاضاه لا يكفى التزاماته الشخصية، بحسب كلامه: «طبيعة أوضاع المهنة بتخلى أى مدرس يلجأ للدروس عشان يعرف ياكل عيش وأسرته، الـ1000 جنيه اللى باخدهم لو فطرت بس كل يوم بـ10 جنيه هيضيع منهم 250 جنيه، بخلاف المواصلات ومصاريف ولادى».

«عبدالله»: من يوم ما اشتغلت فى التدريس وأنا مش حاسس بالأمان لأننا مالناش أى حقوق

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل