المحتوى الرئيسى

يوم الشهيد.. إلهامٌ تربوي رصين

12/03 08:01

إنما تحيا الأمم والأوطان بأبطالها ورجالها وشهدائها الذين نذروا حياتهم وأنفسهم وأرواحهم فداء لها، تروي دماؤهم الذكية ساحات المعارك والحروب، بغيرهم تفنى الأوطان، يتجاسر الجبناء، تتنمر الحملان.. فلا نامت أعين الجبناء!.

وما شهداء الإمارات وأخوتهم السعوديون وأبطال قوات التحالف إلا كوكبة من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فصدقهم الله بإذنه ورزقهم الشهادة، ذلكم هم خلقهم الله لتحيا بهم الأمة وليكون في جهادهم وحربهم وبطولاتهم واستشهادهم حياة وسلام وأمن لبني وطنهم وأمتهم.

سقط شهداء وشهداء عشقاً لعزف العدالة والحرية، فى حربٍ من أنبل الحروب، وفي وتر صحوةٍ خليجيةٍ عربيةٍ لم تزدنا إلا إصرارا وعزما؛ ففي ساحات المعارك يعرف الرجال، ممّن لا تُختبر إرادتهم، ولا يلين عزمهم، ولا تخور قواهم، لايأبهون بالحرب طالت أم قصرت.

يقول أرسطو "الشجاعة أهم الصفات الإنسانية لأنها الصفة التي تضمن باقي الصفات".

فليس منا من يهوى الحرب ولا الدماء، لكن إذا فُرضت علينا، فلا مناص ولا مفر من خوضها، كارهين غير آبهين، كارين غير فارين، ومن بدأ الحرب عليه أن ينهيها، وعلى من أشعل نيرانها أن يخمدها، فعندما بدأها أولئك الذين انقلبوا على الشرعية فى اليمن، لم يجعلوا لنا مناصا من خوضها، حتى تحقق الحرب أهدافها التي انطلقت من أجلها، وذاك ما جعلنا لم نهدأ بالاً أو يغمض لنا جفن، حتى نحقق النصر المبين في حرب تسامقت أهدافها لتتحقق كاملة غير منقوصة، كإدراك وواجب لتغليب مصلحة الشعب اليمني الشقيق، وإبعاد كل المؤثرات الخارجية الدخيلة والوافدة عليه بقصد زعزعة أمنه واستقراره، وقلب موازين القوة لمصلحة فئة بعينها لا سيما أنها تمثل شرذمة قليلة من تكوين الشعب اليمني الأبي.

الأشقاء في الإمارات يدركون أن وحدة الصف العربي، تمثل قوة ومنعة للجميع، ومع كل تحرك فيه تثبت الإمارات أن المصلحة العربية العليا، واللحمة الخليجية هي منصة إطلاق السياسات الإماراتية وهي ما رسمها وتحكمها قطعا.

ولقد كان موقف الإمارات من العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية، كالعهد بأصالتها دائماً، مُبادرة جريئة، مؤيدة مُساندة، حاضرة مُشاركة، تؤكدها الأرقام التي لاتقبل أنصاف الحلول بأن الحضور الإماراتي القوي في عملية "عاصفة الحزم" إيمانا منها أن أمن الخليج كل لا يتجزأ، تربطه وحدة المصير والوجود والدم والمستقبل.

ولا يسع المرء إلا أن يقف إهاباً وإجلالاً لأولئك الشهداء، ولذلك الدور الإماراتي الرئيس النابع من وعي وإحساس وإدراك للمسؤولية في كل اتجاهاته؛ وما أمر به الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام يوما للشهيد تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه الذين وهبوا أرواحهم، إلا لفتة كريمة تقدّر التضحية والفداء من أجل الوطن، ومبادرة تعيد روح التضحية إلى الواجهة، لتكون دماء الشهداء نبراساً تهتدي به الأجيال القادمة، وتكريماً لمن ضحوا من أجل العدالة والحق والوطن، لمن بذلوا دماءهم الطاهرة الزكية لصون كرامته وحفظ أمنه واستقراره، ليبقى عزيزاً شامخاً بين الأمم، ولتثبت قيمة الشهيد وما يستحقه من تكريم خلودي، واتساقاً وتزامناً لروح الهدف وتسامي الرسالة، في لفتة فريدة الهدف ورفيعة المحتوى والحضور تشريفاً ورفعة بأسماء لامعة غدت وشماً على خارطة الإمارات والعروبة والتاريخ.

لا شك أن الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس، وبذلوا أغلى ما يملكون في سبيل صون كرامة الوطن يستحقون نبلاً وتخليداً كهذا التكريم السامي السامق، وحق لهم أن يحتفي بهم الوطن بأسره تأصيلاً "تربوياً" للمواقف البطولية، ليكونوا مصدر إلهام وقدوة فخر وإباء تتوارثه الأجيال، لتتسامى عادةً وتقليداً أصيلاً.

وما الدروس التربوية التي يقدمها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام، من صادق عزاء ومواساة ولمسات حانية على أهالي الشهداء وأطفالهم خصوصاً؛ سوى مصدر إلهام "تربوي" رصين يمنحهم مشاعر أسرية عميقة وصادقة تجعلهم مجددين فخرهم واعتزازهم بتضحيات آبائهم وذويهم نحو وطنهم.

هنيئاً لنا بقياداتنا التاريخية، وهنيئاً للشهداء الخالدين بما يعلي مكانتهم في ضميرنا، كما هو مقامهم عند الله وفي الملأ الأعلى، وهنيئاً لأهل الشهداء وأطفالهم بهذه المكانة عند الله، وعند أهل الإمارات قيادة وشعباً.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل