المحتوى الرئيسى

3 آلاف مواطن يتحدّون الإرهاب ويؤدون صلاة الجمعة فى مسجد «روضة الشهداء»

12/01 23:10

وسط إجراءات تأمين مشدّدة براً وجواً، توافد مئات المواطنين على مسجد الروضة الذى تحول اسمه إلى «روضة الشهداء»، فى مدينة بئر العبد بشمال سيناء، لأداء صلاة الجمعة، اليوم، معلنين تحدى التهديدات الإرهابية، بعد أسبوع على استشهاد 305 مواطنين فى هجوم إرهابى على المسجد التابع للطريقة الجريرية، وأمّ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، المصلين، فى حضور وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، ومفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام.

تأمين قرية الروضة براً وجواً.. وخبراء المفرقعات يمشطون الطريق الدولى «بئر العبد - القنطرة».. والمفتى: الشعب ومؤسسات الدولة فى صف واحد أمام الجماعات الإرهابية

وأدى الصلاة فى محيط المسجد قرابة 3 آلاف شخص، بينهم قائد الجيش الثانى الميدانى، ومحافظ شمال سيناء، اللواء عبدالفتاح حرحور، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، ووفد لنقابة الممثلين يضم النقيب أشرف زكى والفنان أحمد بدير، الذى أعلن اعتزامه المشاركة فى فيلم لإظهار بطولات أهالى قرية الروضة.

ووصلت تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة إلى القرية، صباح الجمعة، فيما تولت المروحيات تأمين الروضة بالكامل، وقالت مصادر أمنية إن إجراءات التأمين بدأت بعد منتصف الليل، وحتى صباح الجمعة، مشيرة إلى أن خبراء المفرقعات تولوا تمشيط الطرق المؤدية إلى قرية الروضة، بالتزامن مع قطع الاتصالات تماماً عن العريش، أثناء البحث عن أى عبوات ناسفة، كما انتشرت الأكمنة الثابتة والمتحركة بطول الطريق الدولى «بئر العبد - القنطرة شرق».

وقال مساعد وزير الداخلية للأمن العام اللواء جمال عبدالبارى، إن «هناك تكليفات من الوزارة بتأمين القرية بشكل تام، كما تم التنسيق لتأمين جميع القرى الأخرى حتى لا نسمح بتكرار الإرهابيين لجريمتهم، كما توجد تعليمات من القيادة السياسية بتطهير المنطقة من الإرهاب خلال شهور قليلة، ونطالب الجميع بالتكاتف والصبر».

شيخ الأزهر يطالب «ولاة الأمور» بتطبيق حد «الإفساد فى الأرض» على الإرهابيين.. ويدعو 12 من أسر الشهداء إلى أداء فريضة الحج على نفقته ويقرّر صرف معاشات شهرية للأرامل

ورغم سيطرة حالة الحزن على أهالى الروضة، إلا أنهم رحّبوا بحضور الضيوف إلى قريتهم، لتقديم العزاء فى الشهداء، معتبرين أن التضامن معهم بحضور هذا العدد من الشخصيات العامة هو انتصار على الإرهابيين.

وقال أحد مشايخ القرية: «رغم مصابنا الأليم، إلا أن الله أكرمنا بتضامن العالم كله، ووقوف الجميع صفاً واحداً ضد الإرهاب».

وألقى خطبة الجمعة الدكتور عبدالفتاح الهوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ووجّه حديثه إلى أهالى قرية الروضة، قائلاً: «شهداؤنا الأبرار الذين اغتالتهم يد الخسّة والندالة، ممن امتدت إليهم أيدى إخوان الشياطين، أحياء عند ربهم يُرزقون، وفرحون فى الجنة، كما أخبر النبى، لأن الله رضى عنهم، فمكانة الشهيد ومنزلته لا يعلوها سوى درجة الأنبياء والمرسلين».

وقبل الصلاة زار «الطيب» أسر شهداء الحادث الإرهابى، ودعا 12 من الأهالى إلى أداء فريضة الحج على نفقته الخاصة، وخاطب أمهات الشهداء، قائلاً: إن «نساء الروضة مدرسة المصريين فى الصبر، وأمثالكن يعلمننا الصبر، ولا تحرمننا من شرف خدمتكن»، واعتبر أن زيارة عشرات المصريين من مختلف أنحاء مصر إلى القرية «رسالة مهمة بوقوف الشعب ومؤسسات الدولة صفاً واحداً فى مواجهة الجماعات الإرهابية الظلامية».

وشدّد على أن «القتلة الذين اجترأوا على الله ورسوله، وسفكوا هذه الدماء الطاهرة فى أحد بيوت الله خوارج وبغاة ومفسدون فى الأرض»، مضيفاً أن «الله أوضح جزاءهم فى القُرآن الكريم فى الآية التى نحفظها جميعاً عن ظهر قلب، ويجب ويتحتّم على وُلاة الأمور أن يُسارعوا إلى تطبيق حُكْم الله تعالى بقتال هؤلاء المحاربين لله ورسوله، والسّاعين فى الأرض فساداً، حماية لأرواح النّاس وأموالهم وأعراضهم».

ووجّه «الطيب» رسالة إلى أهل الروضة، قال فيها «أيها الصابرون والصابرات من أهل قرية الروضة، لستم بحاجة إلى التذكير بالمنازل العظيمة من الفردوس الأعلى التى يتنعّم فيها شهداؤكم من الآباء والأبناء، ولا تظنوا أن هؤلاء الشهداء الأبرار عانوا من آلام القتل ما يعانيه كل القتلى من الألم، ويكفى ما تُحدّثنا به الشريعة من أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصدّيقين».

من جهته، قال وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، إن «الإرهابيين أجبن من مواجهة أبطالنا من الجيش والشرطة، وتكشف عن تمكن الدولة المصرية فى سيناء، وتباً للجبناء والمغرضين»، مضيفاً فى تصريحات لـ«الوطن» عقب زيارة المسجد «انتهت إعادة تأهيل المسجد فى أقل من أسبوع، ورأينا بأعيننا مدى سيطرة الدولة المصرية على الأرض فى سيناء، وبغض أهلها للإرهاب، وحبّهم للوطن».

وأضاف أن «الأئمة والعاملين فى الأوقاف جنود فى معركة مصر ضد التطرّف والإرهاب، ونُجدّد التفويض للرئيس عبدالفتاح السيسى فى الحرب ضد الإرهاب والتطرف»، موضحاً أن الوزارة استجابت لمطلب أهالى القرية بتعديل اسم مسجد الروضة إلى «روضة الشهداء»، مع تكليف مديرية الأوقاف فى شمال سيناء بوضع لوحة رخامية جديدة بالأسماء.

ووصف «جمعة» العناصر الإرهابية المنفّذة للهجوم بـ«المجرمة الخائنة العميلة»، مؤكداً أن «استهداف المصلين أثناء صلاة الجمعة، وقتل الركع السجد، رجالاً وأطفالاً، والتجرّد الغريب من كل المشاعر الإنسانية، هو حرب على الله ورسوله، واعتداء على الحرمات والحدود، وجريمة نكراء فى حق الإنسانية».

وفى تصريحات لـ«الوطن»، شدّد مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام على أن «الشعب ومؤسسات الدولة فى صف واحد أمام الجماعات الإرهابية الظلامية التى تستهدف أمن المصريين وحياتهم»، ودعا المصريين إلى مساعدة الدولة فى تحقيق العدالة، ومساعدة رجال الأمن فى الكشف عن الإرهابيين، وعدم التستّر عليهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل