المحتوى الرئيسى

«العبقري».. كيف يحكم جوارديولا دوريات أوروبا؟

12/01 22:19

١٥ جولة مرت من عمر الدوريات الأوروبية، وأوشك دورى المجموعات بدورى أبطال أوروبا على نهايته، بإقامة الجولة الأخيرة بعد يومين، وتدخل بعدها البطولة الأقوى على مستوى الأندية المراحل الحاسمة والأشرس.

وبعد مرور الثلث الأول من الموسم، بدت ملامح البطولات تتضح إلى حد كبير وتظهر معالمها، وكان العامل الأبرز والأكثر إثارة هو سيطرة جميع الأندية التى تلعب الكرة الشاملة الحديثة التى ابتدعها الداهية الإسبانى بيب جوارديولا، على صدارة أقوى الدوريات الأوروبية.

برشلونة الذى أسسه جوارديولا يتسيد «الليجا» فى إسبانيا، ومانشستر سيتى الذى يقوده المدرب الإسبانى يثور على الجميع فى إنجلترا، ونابولى الفريق الإيطالى الوحيد الذى يلعب بطريقة جوارديولا يتزعم البطولة الإيطالية، وحتى فى ألمانيا يقبع البايرن آخر محطات بيب جوارديولا على صدارة البطولة، فهل تتحق المعجزة وتفوز كرة جوارديولا بالدوريات الأربعة الأهم فى العالم؟

«إنجلترا»تحويل «البريميرليج» إلى دورى إسبانى جديد

خلال السنوات الأخيرة، وحينما تدخل أى نقاش حول الدورى الأفضل فى العالم وتقارن بين الليجا الإسبانية والبريميرليج، ستجد أنصار الأخيرة دائمًا يرددون: «الليجا بطولة لا توجد فيها منافسة، واللقب محسوم دائمًا، والفريق الكبير يفوز على الجميع بنتائج لا يمكن أن يستوعبها عقل فى كرة القدم».

ببساطة شديدة هذا ما فعله بيب جوارديولا بأقوى دوريات العالم هذا الموسم، فجعل الفارق بينه وبين أقرب منافسيه مانشستر يونايتد ٨ نقاط، تمامًا كما الأمر فى الليجا، وفاز على كثير من خصومه بنتائج غريبة على هذا الدورى، فكان ستوك سيتى ضحية سباعية جوارديولا، واستقبل واتفورد سداسية، وضرب ليفربول وكريستال بالاس بخماسية، وأرسنال وبيرنلى بثلاثية.

فى نفس اليوم الذى ضرب فيه جوارديولا ستوك سيتى بسباعية، كان ريال مدريد، وفى نفس توقيت المباراة، يعانى كثيرًا أمام المتواضع خيتافى، قبل أن يسجل هدف الفوز بصعوبة بالغة، قبل الوقت الضائع.

وهكذا برهن العبقرى بيب جوارديولا على وجهة نظره دائمَا المنحازة إلى الليجا، فدائمًا ما كانت سباعيات وسداسيات الريال والبارسا فى باقى الخصوم نابعة من قوة الثنائى وليس ضعف الخصوم، وهو ما أثبته جوارديولا عندما جعل السيتى كبيرًا، وحول أندية البريميرليج إلى صغار، حتى لو كان ليفربول الكبير بينهم.

حقق جوارديولا مع فريقه هذا الموسم أرقامًا خيالية، وجمع ٣٧ نقطة فى أول ١٤ مباراة بالدورى الإنجليزى، وهى أفضل بداية لنادٍ بالتاريخ، وسجل ٤٤ هدفًا وهو رقم قياسى لأقوى هجوم أيضًا، ويأتى فريقه ثانى أقوى دفاع باستقباله ٩ أهداف بفارق هدف وحيد عن اليونايتد أقوى الدفاعات بـ٨ أهداف.

وفاز جوارديولا بالـ١٣ جولة ولم يتعثر سوى بتعادل وحيد مع إيفرتون، بعد تلقى أحد لاعبيه «والكر» بطاقة حمراء بالشوط الأول، حرمته من فوز كان باليدين.

خلال الـ١٤ جولة التى خاضها فريق بيب نجح فى الاستحواذ على الكرة كعادته وجعل ٤ من لاعبيه بين الـ١٠ الهدافين فى البريميرليج، وهم كون أجويرو، ورحيم سترلينيج، وليروى سانى، وجابريل خيسوس، كما جعل بيب جوارديولا ٦ من لاعبيه بين أكثر ١٠ لاعبين صناعة للأهداف، يتقدمهم دى بروين بصناعة ١٠ أهداف كأكثر لاعبى البريميرليج صناعة للأهداف، ومعه ضمن قائمة الـ ١٠ من فريقه الرباعى المذكور، وديفيد سليفا. كما ساهمت طريقة وفلسفة جوارديولا فى وضع لاعب الارتكاز فرناندينهو كأكثر لاعبى البريميرليج تمريرًا للكرات، وبات الوحيد الذى تخطى حاجز الـ ١٠٠٠ تمريرة، كما أن حارس مرمى فريقه تخطت تمريراته الكثير من لاعبى البطولة.

الخلاصة أنه وللمرة الأولى جعل بيب جوارديولا المتابعين والخبراء فى إنجلترا يقولون بعد مرور ربع المسابقة، إن البطولة حٌسمت أو قريبة جدًا من فريق بعينه، على خلاف المعتاد فى هذا الدورى الذى يشهد منافسة قوية إلى نهاية الموسم، لكن ربما تكون مواجهتا بيب المرتقبتين أمام اليوناتيد وتوتنهام، هذا الشهر، محددا رئيسيا لوجهة اللقب.

«إسبانيا» بقايا مشروعه تُبقى برشلونة فى الصدارة

قدم برشلونة خلال الموسم الماضى تحت قيادة لويس إنريكى أداءً مخيبًا، وخسر الفريق كل البطولات، عدا بطولة كأس الملك، ومع انطلاقة الموسم الجديد ووصول أرنستو فالفيردى لقيادة الفريق، زادت المعاناة برحيل أحد أهم وأبرز الأوراق وهو نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان، وهو ما خلف تغييرا جذريا فى شكل الفريق. اضطر فالفيردى- مع افتقاره الصفقات القوية وغياب الحلول الهجومية- إلى التخلى عن هوية البارسا واللجوء إلى أسلوب لعب متوازن لحماية الفريق من الكوارث الدفاعية التى عانى منها الموسم الماضى، ففقد جزءًا مهمًا من الشكل المعتاد للفريق، المعروف عنه الكرة الجميلة والهجومية.

مع تراجع أداء وشكل البارسا، لجأ فالفيردى إلى حيلة بيب جوارديولا فى الدفع بـ«ليونيل ميسى»، فى مركز المهاجم الوهمى أو المركز العاشر فى جميع المباريات، وهى اختراع قديم عرفه جوارديولا مع ميسى فى ٢٠١١، وجعله الأكثر تهديفًا فى العالم بـ٩١ هدفًا خلال هذا الموسم.

وبالطريقة ذاتها تمكن فالفيردى من الفوز وخطف أهم النقاط أكثر من مرة بفضل تواجد ميسى فى هذا المركز، ونجح فى الابتعاد بالصدارة عن الريال بفارق نقاط مريح رغم مرور ١٥ جولة فقط، وجعل الخبراء فى إسبانيا يقولون إن «الليجا» قُتلت مبكرًا. ورغم معاناة الفريق الموسم الماضى، أسعفت خطة جوارديولا فى وضع ميسى مهاجمًا وهميًا، المدرب الجديد وساعدته فى التفوق على الريال، الذى كان يتوقع له الجميع تألقًا كبيرًا، وحرمان البارسا من لقب الليجا مجددا. ورغم تراجع البارسا كثيرًا، إلا أنه مازال يحتفظ ببعض من بقايا مشروع بيب جوارديولا، سواء على المستوى الخططى أو الفردى، فمازال وجود ميسى الأكثر تأثيرًا هجوميًا، وبوسكيتس دفاعيًا، وهو لاعب الارتكاز الذى اكتشفه جوارديولا وجعله يضحى بـ«يايا توريه»، ونال وقتها انتقادات كبيرة، بالإضافة إلى تفوق أندريس إنيستا فى الوسط عند مشاركته.

وخططيًا لايزال البارسا يحتفظ بفلسفة الاستحواذ الدائم وتدوير الكرة وبناء الهجمة من الخط الخلفى، وانتهاج سياسة الضغط الأمامى، وهو ما جعل الفريق يتفوق فى الاستحواذ على كل الخصوم فى جميع مبارياته المحلية والقارية، بدورى أبطال أوروبا. وبفضل بقايا مشروع جوارديولا، سواء على مستوى الاكتشافات الفردية أو فلسفة اللعب، تمكن المدرب الذكى فالفيردى من التربع على عرش الليجا بـ٣٥ نقطة بفارق ٨ نقاط عن الريال قبل جولة اليوم، التى ربما تزيد الفارق لصالح البارسا، عندما يصطدم الريال بخصم قوى مثل إشبيلية.

«ألمانيا»هاينكس يحيى البايرن بالكرة الهجومية

بعد رحيل بيب جوارديولا عن بايرن ميونخ الألمانى، لجأ خليفته الإيطالى كارلو أنشيلوتى إلى أسلوب مغاير تمامًا، فحوّل طريقة لعب الفريق من الكرة الشاملة إلى طريقة اللعب المتوازنة بزيادة اللاعبين أصحاب الأدوار الدفاعية فى الوسط على حساب صناع اللعب. وبعدما كان فريق جوارديولا السابق صاحب ثمانيات وسباعيات وسداسيات فى مرمى الخصوم الألمان، بات يعانى كثيرًا ويفوز بصعوبة تحت قيادة أنشيلوتى، وبعدما كان تواجده فى المربع الذهبى بدورى الأبطال مضمونًا، ودع فريق أنشيلوتى البطولة الماضية مبكرًا.

وبعدما كان البايرن فريقًا ممتعًا شابًا يقدم كرة متطورة تعانى بعض القصور الفردى لغياب التدعيمات القوية، صار فريقُا مملًا عجوزًا لا مكان فيه لشباب جوارديولا، مثل كوستا وكومان، فكانت النتائج مخيبة وتراجع بجدول الترتيب، ولقى هزيمة مذلة أمام باريس سان جيرمان بدورى أبطال أوروبا، تلاها الإطاحة بخليفة جوارديولا والإتيان بـ«هاينكس»، الذى أيد جوارديولا عودته فى اجتماع مع مسئولى البايرن فى ألمانيا قبل ساعات من الإعلان عن القرار، كما أظهرت وسائل الإعلام الألمانية.

مع هاينكس العبقرى- الذى يقدم كرة قدم أكثر توازنًا من تلك التى قدمها المغامر جوارديولا- عاد البايرن فريقًا هجوميًا كما كان مع جوارديولا، وعادت فسلفة الاستحواذ والسيطرة والضغط المتقدم، وإن صاحب ذلك بعض التكتيكات الخاصة بهاينكس، المتعلقة باللعب المباشر على المرمى والدفاع بشكل أكثر اتزانًا. نجح هاينكس فى إعادة البايرين إلى شكل أقرب إلى ما كان عليه الفريق قبل رحيل بيب عنه، فعاد إلى صدارة الدورى الألمانى من جديد بـ٢٩ نقطة، بعدما كان متراجعًا ومهددًا بفقدان لقبه المفضل، وفى دورى الأبطال فاز فى الـ٤ مباريات التى لعبها، لكنه سيخوض اختبارًا صعبًا فى الجولة المقبلة أمام باريس سان جيرمان.

«إيطاليا» سارى نابولى يتحدى الطليان بطريقة لعب صديقه

فى إيطاليا لايزال يُصر الجميع على «الكاتيناتشو»، ولم يتخل كبيرهم يوفنتوس عن الطريقة الدفاعية فى مجاراة كبار أوروبا، لكنه وحده وبعيدًا عن الجميع قرر ماوريسيو سارى- صديق بيب جوارديولا- أن ينتهج طريقة الأخير، رغم صعوبة تطبيقها فى الدورى الإيطالى، ومع فريق أقل فى الإمكانيات المادية مقارنة بعمالقة وكبار إيطاليا يوفنتوس، وقطبى الميلان.

قبل شهر التقى فريق مانشستر سيتى مع نابولى فى دورى أبطال أوروبا، وكان العنوان الأبرز فى الصحافة الغربية هو قمة الكرة الشاملة، حيث تُلعب المباراة بين فريقين يقودهما أسلوب وفلسفة واحدة، هى تلك التى اعتدناها مع جوارديولا، وعقب اللقاء قال المدرب الإسبانى إنها الأصعب فى تاريخه.

هكذا نجح سارى فى وضع نابولى بين قمة الأندية التى نجحت فى تقديم كرة عصرية حديثة، تعتمد على الاستحواذ والسيطرة على الكرة أغلب الأوقات، وينتهج الضغط المتقدم سلاحًا فى العملية الدفاعية، فتربع على عرش الكرة الإيطالية بعد مرور ١٥ جولة بإمكانيات أقل من منافسيه، كما أوضحنا. نجح صديق جوارديولا فى حصد ٣٨ نقطة، وجاء مع الإنتر وبرشلونة والسيتى ضمن الأندية التى لم تتلق أى هزيمة إلى الآن، وسجل ٣٥ هدفا كأقوى هجوم فى البطولة، ولم يتلق سوى ٩ أهداف كأقوى دفاع أيضًا. فى إيطاليا، يعد فريق نابولى الوحيد الذى يمارس الضغط الأمامى، ويعتمد على حالة اللامركزية وتبادل الأدوار فى المقدمة، لكن ما قد يعوق مشروع سارى أو يحرمه من اللقاء هو ضعف دكة بدلائه وغياب الدعم المالى الذى يجعله يدعم بصفقات قوية مقارنة بالخصوم الذين ينفقون أموالًا طائلة فى صفقات لا تفلح. لكن المؤكد أن مشروع سارى التكتيكى والخططى لن يرتبط بتحقيق البطولة مع فريق فى وضعية نابولى المالية، فربما يحظى بدعم مستقبلًا فى هذا الفريق السماوى يجعله كبيرًا لإيطاليا، أو ربما يدرك كبار المسئولين هناك أن حل أزمة الكرة الإيطالية وخطة نقلها من عثرتها إلى المقدمة من جديد، مع هذا الرجل الذى أدرك الثورة التكتيكة التى حدثت لكرة القدم بعد ظهور بيب جوارديولا.

انضمت الفنانة رشا الخطيب إلى أسرة مسلسل أبطال "البيت الكبير" المقرر عرضه عبر شاشات القنوات الفضائية العام المقبل 2018، حيث بدأت رشا تصوير أول مشاهدها ضمن أحداث المسلسل وذلك فى منطقة دهشور فى حضور ...

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل