المحتوى الرئيسى

التجديد الفكري في محاربة الإرهاب

12/01 18:18

تئن المنطقة وشعوبها تحت وطأت ضربات المجموعات الارهابية التي لا همَّ لها سوى ترهيب البشر لنشر فكرهم الخارج عن الأخلاق المجتمعية، والتي لا تعير أي أهمية لمراكز العبادات التي تعتبر أكثر الأماكن أمنًا لما لهذه الأماكن من قدسية، لأنها تُعتبر بيت من بيوت الله التي يتضرع بها الانسان ويتقرب لربه الذي خلقه.

هذه المجموعات التي لا تعرف معنى التضرع إلى الله تعتبر نفسها في ذات الوقت على أنها تطبق شريعة الله على الأرض ناسية أنَّ الله ليس بحاجة لمثل هذه المجموعات لإعلاء كلمته في التسامح والعفو والرحمة. فهم لا يمثلون أي صفة من صفات الله ولا حتى أنهم قريبون من الحد الأدنى للانسانية والضمير الإنساني.

هذه المجموعات لا هدف لها سوى ترهيب الناس وتدمير المنطقة وكل من يدبُّ عليها من بشر وحجر وشجر.

تدعي الدين الحنيف وهو منها براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. تسعى هذه المجموعات لجر المنطقة لحالة من الفوضى العارمة وتفعيل قانون الغاب بدلًا من القوانين الانسانية والاخلاقية. هذه المجموعات كانت موجودة منذ القِدم وما زالت تقوم بأعمالها تحت مسميات مختلفة. إلا أنه عبر التاريخ كان يتم مجابهة هذه المجموعات بالفكر المتجدد بعيدًا عن الدوغمائية والبراغماتية المنفعية وكذلك برد الصاع صاعين.

كل المراحل التي مرت بها الانسانية بنفس هذه الفترات المظلمة من عمرها من قتل وتدمير وحرق ونحر ووأد الانسان، كانت الشعوب تتعاضد مع بعضها البعض فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا وعسكريًا لدحر أي فئة باغية أضلت سبيلها. وأي فترة كانت الشعوب تعيش حالة من السبات الفكري والتطور الذهني نراها تكرر ذاتها ولا يمكن لها التخلص من حالة الانحدار الذي يواجهها مهما فعلت أو قامت به.

الدفاع الذاتي هو حق مشروع لكل انسان وجماعة انسانية تتعرض من فئة ارهابية للعديد من التهديدات الوجودية. فغياب هذا الحق عن المجتمع وربطه فقط بمؤسسة يعتبر حالة من الضعف الذي يستند عليها الارهاب والارهابيين. فبما أنَّ المجتمع برمته يتعرض للارهاب حينها لا بد أن يقوم المجتمع في الدفاع عن نفسه وفق قانون الدفاع الذاتي المشروع والذي يعتبر من الحقوق الطبيعية لكل كائن حيَ. فحتى الطبيعة لها أدواتها في الدفاع عن ئاتها نتيجة طمع وجشع الانسان في عدم حمايته لها.

فالإرهاب الذي يضرب المنطقة بشكل عام والذي لا يعترف بالحدود ولا الوجود لأي مجموعة بشرية كانت بغض النظر عن قوميتها أو دينها، لأن الكل مستهدف من الارهابيين. حينها لا بد للشعوب والدول أن تتعاون فيما بينها بعيدًا عن التقوقع الدولتي الضيق والتفكير بالذات فقط لأن النار ستعمَ على الجميع بدون تفرقة بين هذا وذاك.

يعتبر التجديد الفكري الخطوة الأولى في عملية الدفاع الذاتي المشروع في حماية الوجود المجتمعي من أية هجمات يتعرض لها. فبدون التجديد الفكري لا يمكن لأي تجديد آخر أن يُكتب له النجاح مهما قمنا من أفعال أو خطوات لأن هذا التجديد سيكون منقوصًا وبجناح واحد وسيسير مشلول وبشكل غير متوازن.

وعلى من يقومون بالتجديد الفكري أن يعلموا جيدًا أنه ينبغي إعادة تعريف الكثير من المصطلحات التي قبلناها وكأنها تمثل الحقيقة ومن غيرها لا تمت بصلة للحقيقة بشيء. الداء العضال الذي نعاني منه هو مرض التعريفات الجاهزة التي تشحنها لنا القوى الرأسمالية عبر العلوم الوضعية وإقناعنا على أن هذه التعريفات يجب أن تكون من المسلمات وعدم التشكيك فيها أبدًا. هنا يكمن مربض الفرس لأن الانسان بطبيعته فضولي وشكاك ويبحث عن الأفضل وليس القوالب الجامدة التي عفا عنها الزمن.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل