المحتوى الرئيسى

جونسي: لاعب الكرة الصغير الذي فر من الكونغو إلى المغرب

12/01 17:45

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

جونسي واحد من بين الآلاف من المهاجرين الذين انتقلوا من دولهم في أفريقيا جنوب الصحراء للعيش في المغرب.

بعض هؤلاء المهاجرين لجأوا إلى المغرب بسبب الأوضاع السياسية المضطربة في بلدانهم، ومنهم من أراد البحث عن فرص عيش أفضل، ومنهم من كان ينشد العبور إلى أوروبا فلم يستطع ليكون خياره الآخر هو محاولة بناء حياة جديدة في المغرب حتى إشعار آخر.

وينتمي جونسي إلى الفئة الأولى، إذ لم يكن عمره يتجاوز الثماني سنوات عندما استقل الطائرة من بلده الأم مع شقيقه وشقيقته متوجها نحو المغرب. كانت تلك آخر ذكريات له من جمهورية الكونغو حيث ولد وترعرع. وكانت تلك آخر مرة يرى فيها والدته وباقي أفراد عائلته هناك.

ورغم الظروف التي أحاطت بمغادرته بلده إلا أن أخاه الأكبر أوتا يعتبره محظوظا، فالوصول إلى المغرب ليس سوى خطوة أولى والخطوة الأصعب هي محاولة الاندماج في المجتمع، واللغة تعتبر عائقا أساسيا.

ويتحدث جونسي اللغة الدارجة في المغرب بطلاقة يحسد عليها، فبعد وصوله إلى هناك انخرط في صفوف خاصة لتعلمها.

وبفضل احتكاكه بأطفال الحي الذي كان يقطن فيه بالدار البيضاء، ما لبث أن أتقن اللغة وتحدثها مثل أهلها، لدرجة أنه وبعد مرور خمس سنوات على وجوده في المغرب أصبح يتقنها على حساب لغته الأم 'لينغالا" التي يقول إنه بدأ ينساها تدريجيا.

ولا يرى غرابة في ذلك، فهو يقضي الجزء الأكبر من وقته مع أصدقائه إما في المدرسة أو في الشارع يلعبون كرة القدم، وهي هوايته المفضلة.

أصبح جونسي، الذي تربى في كنف عائلة مسيحية في بلده، يصوم رمضان أحيانا تضامنا مع أصدقائه المغاربة، ويصلي في الجامع أحيانا أخرى، فهو يعتبر نفسه منهم، وعند سؤاله عن انتمائه يقول إنه يشعر بأن هويته "مزدوجة".

ينظر إليه أخوه الأكبر أوتا بفخر لا يخلو من حزن، فهو يفخر لأن أخاه الأصغر تمكن من الاندماج بشكل كامل في المجتمع المغربي، وهو ما يخفف عليه وطأة الشعور بالاشتياق لوالدته ولحياته السابقة.

لكن أوتا حزين على نفسه وعلى كثيرين مثله. فهو لا يتحدث الدارجة المغربية ولم ينجح في تكوين صداقات مع شباب مغاربة. صحيح أنه يشعر بالأمان في المغرب، ولكنه لم يندمج في المجتمع بعد وهو في رحلة بحث مستمرة عن عمل مستقر. كما يشعر بحنين لبلده وأهله، ولكن يقول بحسم إن العودة ليست خيارا وأنهم سيبذلون مجهودا أكبر ليكونوا جزءا من مجتمعهم الجديد.

كان أوتا من بين من استفادوا من قانون الهجرة الذي سنه المغرب قبل بضع سنوات، ففي عام 2014 سويت وضعية أكثر من 23 ألفا من المهاجرين غير الشرعيين، وفي عام 2016 سويت وضعية أكثر من 25 ألفا حيث أصبح بحوزتهم بطاقات إقامة تخول لهم العمل والتعليم والاستفادة من خدمات طبية مجانية في المستشفيات العمومية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل