المحتوى الرئيسى

عبد الله السعيد أفضل لاعب "تكتيكي" في مصر

12/01 16:04

عقب تحقيق الحلم بحسم المنتخب المصري للوصول لنهائيات كأس العالم تحدث محمود فايز محلل الأداء في جهاز المنتخب المصري عن قيمة عبد الله السعيد في الفريق قائلا: "عبد الله السعيد أفضل لاعب في مصر تكتيكيًا، وهو يعاني من ظلم كبير من قبل البعض في تقيمه".

وقبل أن نسترسل في توضيح الأمر علينا أن نضع بعض المعايير من أجل تقييم لاعب كرة القدم بشكل عام وليس فقط صانع اللعب الذي سنتعمق في تقييمه في النهاية، وهذه الأمور هي المعيار الخططي (التكتيكي)، والفني(التكنيك)، والنفسي والذهني والبدني.

الجانب التكتيكي والذي يهتم به المدربون تحديدا

إسماعيل يوسف: لن نعيد شيكابالا حال الفوز بالانتخابات.. وأتمنى ضم عبد الله السعيد منتخب مصر: صالح جمعة سيصل لمكانة مختلفة إذا تساوى بفرص عبد الله السعيد عبد الله السعيد يلمح إلى عدم مشاركته أمام الكونغو

عبد الله السعيد يتمتع بذكاء ووعي كبير هذا أمر لا خلاف عليه فهو العقل المفكر والعنصر الأهم في كافة العمليات والجمل المركبة التي يطبقها فريق الأهلي تحديدا.

من خلال متابعة بعض التحليلات للمدربين الأوروبيين من أجل وضع نماذج لتطوير لاعبيهم كان هناك تحليلا للاعب الدنماركي كريستيان إريكسن لاعب توتنام الإنجليزي والذي ركز خلاله على تحركات اللاعب بين الخطوط دائما مع تحرك رأسه في كل أرجاء الملعب لتحديد مواقع الكل من حوله (زملاء ومنافسين) كي يتخذ القرار الصحيح عقب وصول الكرة إليه.

الأمر ذاته يحدث في الأهلي عن طريق عبد الله السعيد، ففي مواجهة المصري الأخيرة ظهر اللاعب في العديد من الحالات عند تحركه لاستلام الكرة من الزميل يحرك رأسه إلى اتجاهات مختلفة في الملعب قبل استلام الكرة من أجل تحديد مواقع زملائه والمنافسين وفي كل مرة كان يطبق هذه المراحل قبل استلام الكرة كان قراره دائما حاضرا ويمررها من اللمسة الأولى للزميل خلفه ثم يتحرك ولا يكتفي بالتمرير ويقف في مكانه مثلما يفعل البعض.

الأمر أيضا ليس عند الهجوم وامتلاك الكرة بل ظهر عند الدفاع والضغط على الخصم أيضا فبعد أن أجبر قلب الدفاع على العودة بالكرة للخلف لقلب الدفاع الآخر بعد تطبيق الضغط عليه، نظر السعيد خلفه ليحدد مواقع المنافسين وبالتالي يعرف هل هناك حلولا للتمرير بالعمق أم ليس أمام اللاعب حل سوى التشتيت أو التمرير لزميله الذي على يساره مرة أخرى؟ وبالفعل لم يكن هناك أي لاعب من الارتكاز في منطقة العمق خلف السعيد ليتوقع التمريرة لليسار ويتحرك قبل اتخاذ اللاعب قراره ويستخلصها وصنع منها انفراد تام أهدره وليد أزارو.

أما عن توفير الدعم للزميل وهو الأمر الهام للغاية في تطبيق الهجوم فإنه مميز للغاية في التحرك وفتح زوايا التمرير للزملاء.

فهنالك حالة بدأت في الدقيقة الثانية في الوقت المحتسب بدلا من الضائع من الشوط الأول توضح إصراره وتصميمه على توفير الدعم وحلول التمرير لزملائه بل وعدم يأسه وتوقفه في مكانه عند عدم تمرير الزميل له، فدائما ما يتحرك مجددا ويخلق زوايا تمرير أخرى.

ففي البداية كان في الجانب الأيسر كجناح والكرة في الجانب الأيمن ليتحرك لعمق الملعب ويتسلمها من عمرو السولية ثم عادت الكرة إلى حسام عاشور ليتحرك مجددا للجانب الأيسر ولكن لم يمررها له عاشور ليعود للعمق مرة أخرى وينجح في فتح زاوية تمرير لصبري رحيل الذي فضل العودة للخلف مجددا ليتحرك للخارج مرة أخرى على الجانب الأيسر بينما فضل عاشور تمريرها لأيمن أشرف ليعود للمرة الثالثة ويتحرك لعمق وسط الملعب بين الخطوط ويتخلص من الرقابة ولكن أرسل أشرف تمريرة قطرية للجانب الأيمن.

كذلك يجيد السعيد عقب عملية التحضير وصناعة اللعب الانطلاق من مناطق الفريق الدفاعية والمتوسطة إلى منطقة جزاء الخصم في المنطقة العمياء التي دائما ما تكون على القائم البعيد خلف لاعبي دفاع الخصم وهي المنطقة التي صنع منها فرصة أزارو التي تحولت لركنية جاء منها الهدف.(المنطقة في ظهر المدافعين والتي لا يرونها) وله العديد من الأهداف في الموسم الماضي بنفس هذا التحرك.

كذلك ظهرت الحالة توضح الفكرة وسرعة الانطلاق حيث سبق الثنائي أجاي وأزارو رغم تأخره عنهما في الدقيقة 39 كان متأخرا خلف أحمد فتحي والثنائي أجاي وأزارو في الهجوم وعند وصول الكرة لفتحي أقصى الجانب الأيسر انطلق السعيد من منتصف الملعب إلى منطقة الجزاء وتخطى ثنائي الهجوم داخل المنطقة.

لم ننته بعد ما تقييم الجانب التكتيكي للاعب فقد ظهر كثيرا في حالات دفاعية كجناح أيسر وأيمن للتغطية مع الظهير في ظل تأخر ارتداد الجناحين فهو دائما يؤدي دور لاعب الارتكاز ولكن خلف ثلاثي الهجوم، فمثلا في بعض الحالات كان يتوغل مؤمن زكريا لعمق الملعب وعند فقدان الكرة يتأخر في العودة لمكانه الطبيعي فيتحرك السعيد بسرعة إلى هذا الجانب للتغطية مع الظهير، كذلك الأمر على الجانب الآخر خلف جونيور أجاي.

هذا الشق من التقييم تضمن الجانب الذهني أيضًا وأوضح تميز اللاعب في الجانبين.

ونفسيا لا نشاهده يخرج عن النص فدائما محتفظ بهدوئه ويثق في قدراته بشكل كبير.

بدنيا السعيد يفتقد لعنصر السرعة بشكل كبير وكذلك القوة في الالتحامات ولكن لديه القدرة على التحمل وتوزيع الجهد طوال المباراة بشكل مقبول.

أما الجانب الفني فاللاعب خلال الموسم الحالي يعاني من بعض النقاط منها دقة التمرير وخاصة التمرير القصير الذي بلغت دقته 79% فقط، بينما كانت دقة التمرير الطولي جيدة 56%، كذلك لم تكن تمريراته العرضية بالدقة المطلوبة حيث بلغت فقط 24%، فيما كانت دقة المحاولات على المرمى 46% وهو أمر جيد.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل