أهالي الحسينية يؤدون صلاة الجمعة بمسجد "أبو جرير" لمناهضة الإرهاب

تجمع العشرات من أهالي مركز الحسينية اليوم لأداء صلاة الجمعة بمسجد "آل جرير" بقرية سعود التابعة لمركز الحسينية والذي بناه الشيخ عيد أبو جرير الذي استهدف الإرهابيون مسجده "الروضة" في بئر العبد بسيناء الجمعة الماضية وراح ضحيته المئات من الشهداء والمصابين.

شهد محيط المسجد الكائن بجواره ضريح الشيخ "أبو جرير" تواجد أمني مكثف من قبل الجيش والشرطة لتأمين الصلاة ومنع وقوع أي أعمال إرهابية أو أحداث عنف وشغب قد تهدف للمساس بالمسجد والمصليين، وشارك في الصلاة عدد من القيادات التنفيذية والأمنية ونواب دائرة الحسينية.

حرص الأهالي على التوافد على المسجد سواء من قرية سعود أو القرى المجاورة لها وقطعوا مسافات تتراوح من2 لـ15 كيلو متر للوصول من مقر إقامتهم إلى المسجد ومنهم من اصطحب سجادة الصلاة الخاصة به ومنهم من اصطحب "حصيرة" تحسبا لعدم وجود مكان داخل المسجد وفرشهم للصلاة خارجه وكلا منهم يريد توجيه رسالة قوية للإرهابين بأنه لن تفلح أهدافهم مهما هاجموا دور العبادة وغيرها.

"استيقظت مبكرا تناولت الإفطار مع أسرتي وخرجت من المنزل مرتديا ملابسي النظيفة التي حرصت على تطيبها برائحة عطرة وقطعت مسافة 15 كيلو متر من أمام منزلي بقرية شرارة التابعة لمركز الحسينية وحتى مسجد آل جرير بسعود" ويضيف مجدي البقري أحد الأهالي "ترددت أنباء بين الأهالي خلال الأيام الماضية عن تخطيط الإرهابين لاستهداف مسجد أبو جرير  بسعود  بعد استهدافهم مسجد الشيخ في الروضة ببئر العبد الجمعة الماضية".

وتابع: "بحثنا على الإنترنت ووجدنا منشورات يروج لها من يسمون أنفسهم الدولة الإسلامية تضمنت وصفهم للشيخ عيد آل جرير بالطاغوت وأن له مساجد في  الروضة وسعود والإسماعيلية وأنهم سيقضون عليها فور تمكنهم من ذلك".

وأردف "ازداد الغضب ضد هؤلاء الإرهابيين وقرر الأهالي أداء الصلاة في مسجد الشيخ آل جرير لنؤكد للإرهابين والدول التي تساندهم وتدعمهم بأنهم مهما فعلوا لن تنجح خططهم في النيل من مصر وإسقاطها وأن المسلمون سيذهبون للمساجد ليلا ونهارا وسيذهب المسحيون لكنائسهم كلا منهم يؤدي عباداتهم ولن يخيفهم الإرهاب".

وأضاف محمود نصر أحد الأهالي بقرية الإخيوة الذي قطع مسافة نحو 5 كيلو متر للوصول إلى المسجد "ندرك جيدا أن الإرهابيين سيحاولون استهداف مساجد أخرى فأعمالهم السابقة تدل على مخططاتهم فعندما استهدافوا الكنائس فجروا عدد منها على فترات مختلفة ولكن ذلك لن يرهب أبناء الوطن وسنظل نمارس طقوس حياتنا كما اعتادنا لأننا نؤمن جيدا أن الأعمار بيد الله عز وجل وليست بيد شرذمة من الإرهابين الذين لا يعرفون معنى للدين أو الوطن".

وأكد "سنظل يدا واحدة ضد الإرهاب وستنتصر مصر وستقضي على الإرهابين كما كانت دائما حصنا منيعا يتحطم الغزاه على أبوابها".

بمجرد ترديد أحد المشايخ الآذان وبدء خطبة الجمعة الأولى بدأ المصلين ينتظمون ويجلس كلا منهم في صفوف متراصة يستمعون للخطبة التي ألقاها خطيب المسجد الشيخ إبراهيم سلامة تحت عنوان "حب الوطن" والتي تحدث خلالها عن حرمة سفك الدماء مستشهدا بأحداث من القرآن الكريم والسنة وأشار إلى أن الاعتداء على المساجد واستباحة حرمتها من الكبائر وأن استهداف الإرهابيين لدور العبادة والمساجد دليل على ضعفهم وتخبطهم وأنهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام أو الأديان السماوية التي تدعو للرحمة والتسامح والسلم والأمان وأنما هم ينفذون مخططات لهدم الدولة مقابل حفنة من المال.

ودعا إلى ضرورة مواجهة الأفكار الهدامة التي يبثها الإرهابيون في عقول الشباب الذين يسعون لاستقطابهم وذلك بنشر قواعد ومبادئ الإسلام الصحيحة، لافتا إلى ضرورة تكاتف مؤسسات المجتمع بداية من الأسرة ومرورا بالمدرارس والجامعات والإعلام وغيرها لنشر التعاليم السمحة.