المحتوى الرئيسى

قائدو القطارات: الجرارات قديمة والقضبان متهالكة والإشارات تحتاج إلى تطوير.. ولا توجد قطع غيار للعربات

12/01 10:20

تعانى هيئة السكك الحديدية حالة من التدهور والانهيار، بسبب عدم تحديث البنية الأساسية لها منذ ما يقرب من 45 عاماً، حيث تهالكت كهربة الإشارات، والسيمافورات وعربات القطارات، والجرارات، كما أن هناك نقصاً حاداً فى قطع الغيار، وسوء الصيانة بالورش، وتعطل أجهزة الأمان والتتبع.

«الوطن» التقت العديد من سائقى القطارات لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء انهيار ثانى أكبر شبكة سكة حديد فى العالم، والتعرف على المعوقات التى يواجهونها أثناء الرحلات على مختلف خطوط السكة الحديد، يقول جمال نصر، 52 سنة، قائد قطار، يعمل فى الهيئة منذ 35 عاماً، إن هيئة السكة الحديد وصلت إلى حالة متدهورة للغاية، ونواجه مشاكل عدة أثناء الرحلات، موضحاً أن البنية الأساسية للهيئة لم يحدث بها تطوير أو تحديث منذ 45 عاماً، مشيراً إلى أن جميع الجرارات متهالكة، وكذلك كهربة الإشارات والسيمافورات، كما أن هناك نقصاً حاداً فى قطع الغيار داخل ورش السكك الحديدية، وأوضح «نصر» لـ«الوطن»، أن قضبان السكك الحديدية أصبحت فى خبر كان، كما أن عربات القطارات وصلت لحالة متردية، قائلاً: «لازم نشتغل باللى موجود علشان الدنيا متقفش.. لأن لو السكة الحديد وقفت هيحصل شلل تام بمختلف محافظات مصر»، مشيراً إلى أن الحال بقى صعب جداً داخل الهيئة.

«نصر»: لدينا سوء صيانة بالورش.. وأجهزة الأمان والتتبع «عطلانة».. ولا بد من وضع خطط عاجلة لتحديث وتطوير المرفق ورفع الأجور

وطالب «نصر» الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، بسرعة وضع خطط عاجلة لتطوير وتحديث شبكة السكة الحديد، من كهربة الإشارات، وتغيير أسطول عربات القطارات القديمة المتهالكة بأخرى حديثة، وتغيير قضبان السكك الحديدية، وتوفير جميع قطع الغيار داخل الورش والاستعانة بفنيين على مستوى عال للقيام بالصيانات العاجلة والسريعة لجميع القطارات والجرارات، موضحاً أن كل ذلك سيسهل من مهمة قائد القطار فى إنجاز الرحلة، وأيضاً ضمان أمن وسلامة الركاب، وأكد نصر أن جميع قائدى القطارات رواتبهم ضعيفة للغاية، مطالباً المسئولين بتحسين أجورهم حتى ينعموا بحياة كريمة، مشيراً إلى أن الأمور الحياتية الحالية أصبحت صعبة للغاية، وأن الأجور لا تكفى. ويقول محمد حسين، 50 سنة، سائق قطار منذ 25 عاماً، بنبرة حزينة: والله مش عارف أقول إيه ولا إيه، بس الهيئة وصلت لمرحلة متأخرة جداً، وتحتاج إلى جراحة عاجلة، مشيراً إلى أن قطع الغيار غير متوفرة بالمخازن، كما أن هناك سوءاً فى أعمال الصيانة داخل الورش، وأضاف «حسين» أنه فى بعض الأحيان يضطر إلى تغيير الجرار فى آخر لحظة بسبب عدم وجود قطع غيار متوفرة فى المخازن، ويقوم عمال الصيانة فى بعض الأحيان بنقل بعض القطع من الجرارات الموجودة تحت أيديهم وتركيبها فى الجرارات التى يأتى دورها فى الانطلاق، مشيراً إلى أن ورش الصيانة لا يتوفر بها «الشرنوبة»، وهى نوع من أنواع الدوائر الكهربائية تتآكل مع الوقت، ويتم نقلها عبر الجرارات المختلفة قبل خروجها للعمل، نتوقف عن العمل أحياناً بسبب عدم وجود سارينة فى القطار، أو عدم توافر جوان كاوتش بها، أو لعدم توافر زيت التشغيل، وأكد حسن أن قطع الغيار اللازمة لإصلاح الجرارات غير متوافرة على الإطلاق، مشيراً إلى أن هناك جرارات معطلة ما زالت داخل الورش منذ أكثر من 8 سنوات، وتحتاج لصيانة فقط لكى تعود للعمل، ولكن نقص قطع الغيار سبب توقفها تماماً رغم احتياج الهيئة لها.

وأكد أحمد عمران، 53 سنة، قائد قطار منذ 30 عاماً، أن جميع وسائل الأمان بالجرارات لا تعمل، وأولها جهاز الـ«A.T.C»، وهو جهاز التحكم الآلى بالقطار، وهو مثل الصندوق الأسود فى الطائرات، وهو الفيصل بين السائق والهيئة فى حال إحالة الأول لجهات التحقيق مثل النيابة العامة، فى حال وقوع حوادث، مشيراً إلى أن هذا الجهاز يعمل لكن دون فائدة، وأوضح أن الهيئة قامت بإلغاء سارينة إنذار البلبل الذى كان يسمعه السائق، ثانياً قامت بإلغاء دائرة الأمان على الجهاز نفسه عند تجاوز السرعة المقررة أو تجاوز سيمافور الخطر، ما يؤدى إلى عدم ربط القطار أو إيقافه بسرعة من أجل حماية ممتلكات الهيئة وأرواح المواطنين، مطالباً بمحاكمة المتسبب فى تعمد تخريب هذا الجهاز، وقال عمران: لا بد من سرعة تحديث البنية الأساسية لهيئة السكك الحديدية، وتجديد الجرارات وعربات القطارات، وتحديث كهربة الإشارات، وتجديد القضبان، مشيراً إلى أن تأخر التحديث والتطوير ينذر بكارثة حقيقية، موضحاً أن القطارات تنقل نحو 300 مليون مواطن سنوياً بمختلف الرحلات بجميع محطات مصر، وأن هناك تعليمات ولوائح صريحة من قبل الهيئة تنص على عدم خروج القطار وهذا الجهاز معطل، وإن كان ببعض دوائره عطل يجب على السائق ضم جرار آخر بدلاً من الجرار الذى لا يعمل عليه الجهاز، لكن السائق لا يجد مفراً من العمل والانطلاق بالجرار حتى لا يُوقع ضده أى جزاء، ويقع تحت طائلة قانون الامتناع عن العمل، ويضطر السائق للخروج بالقطار من أجل لقمة العيش وارتفاع الأسعار، مطالباً المسئولين بتحسين أجور سائقى القطارات فى أقرب وقت ممكن حتى يتمكنوا من توفير احتياجاتهم الحياتية اليومية، وأفاد عمران بأن الهيئة استعانت بجهاز الـ«G.P.S» لمرافق السكك الحديدية، من أجل تتبع حركة القطارات وتطوير المرفق، ورغم إنفاق الكثير على هذه الأجهزة، فإنها لا تعمل حتى الآن ومعطلة تماماً، مشيراً إلى أن الهيئة تقوم كل عامين بتدريبنا على هذا الجهاز أثناء دورة التدريب الاعتيادية، لكن لم يتم تشغيله إطلاقاً، هو موجود فى الجرار، لكنه لا يعمل ولا يتم استخدامه، وفى حالة تشغيل هذا الجهاز فإنه سيقوم بتحديد مكان القطار وإذا تعطل سيقوم الملاحظ بغرفة التحكم بالاتصال بالقطارات الأخرى على السكة لتفادى وقوع حوادث، لأن الجهاز الواحد به شريحتا هاتف محمول لشركتين مختلفتين، بجانب اتصاله بـ4 أقمار صناعية. واشتكى العديد من قائدى القطارات من عدم توافر قطع غيار وسوء الصيانة، وتوجد ورش صيانة متعددة بالقاهرة والأقاليم، لكن ورشة فرز «أبووافية» بالقاهرة تعد الأكبر والأضخم فى الهيئة، وتقوم بإصلاح وتجديد وصيانة الجرارات بمختلف أنواعها، وتعتبر من أقدم الورش بهيئة السكك الحديدية، وأكبر الورش المتخصصة فى الصيانة والتجهيز اليومى للجرارات والعربات المكيفة، حيث تبلغ مساحتها نحو 235 فداناً، وتتكون من 5 ورش رئيسية هى، الجرارات، والعربات الإسبانى، والعربات الفرنساوى، وعربات النوم، وعربات توليد القوى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل