المحتوى الرئيسى

دي ميستورا يمدد المفاوضات السورية ويؤكد عدم مناقشة مسألة الرئاسة

12/01 00:21

أعلن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس (30 تشرين الثاني/نوفمبر 2017) تمديد الجولة الراهنة من المفاوضات السورية حتى منتصف ديسمبر ، لافتاً إلى أن مسألة الرئاسة لم تثر خلال النقاشات. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس في مقر الأمم المتحدة في جنيف "نخطط لأن تستمر هذه الجولة حتى الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر" على أن تتضمن استراحة يمكن للوفود السفر خلالها بدءاً من السبت على أن تُستأنف المحادثات الثلاثاء.

وأعتبر دي ميستورا أن جولة المحادثات وهي الثامنة ، "ليست اعتيادية" منوهاً بـ"المناخ المهني والجدي" للنقاشات التي انطلقت الثلاثاء مقارنة مع الجولات السابقة. وفي ما يتعلق بمضمون النقاشات مع الوفدين، أوضح دي ميستورا أن "مسألة الرئاسة لم تناقش" في إشارة إلى بشار الأسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه. وأوضح أن البحث يتناول ورقة من 12 بنداً سبق أن قدمها للوفدين في جولات سابقة حول مبادئ عامة تتعلق بالرؤية لمستقبل سوريا.

الخوذ البيضاء في سوريا تقرع ناقوس الخطر. ونظرا للمحادثات المستمرة تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف تطالب منظمة الحماية المدنية بحماية أكبر للسكان وبممارسة الضغط على نظام الأسد. (30.11.2017)

انتشر خبر تخطيط التحالف المسيحي للبدء بترحيل لاجئين سوريين بدءاً من الصيف المقبل كالنار في الهشيم. "مهاجر نيوز" حاورت لاجئاً سابقاً ومسؤولاً حالياً الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة ميركل، للوقوف على حقيقة الأمر. (30.11.2017)

وتركز الجولة الراهنة وفق دي ميستورا على آليات صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة مع "التأكيد على عدم وجود شروط مسبقة". وعقد دي ميستورا ظهر الخميس اجتماعين متزامنين مع وفدي الحكومة والمعارضة في الأمم المتحدة، بخلاف المرات السابقة حيث كان يستقبل المشاركين في توقيت مختلف.

وقال دي ميستورا "أجرينا اليوم وللمرة الأولى اجتماعات عن قرب ومتوازية بين الطرفين" لافتاً إلى أنه تنقل بشكل مكوكي بين القاعتين "اللتين تفصلهما خمسة أمتار". وكان دي ميستورا يأمل في أن يتمكن خلال هذه الجولة من اطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين للمرة الأولى. ورداً على سؤال حول تعذر ذلك، أجاب "لنكن صريحين، التواصل المباشر هو دائماً جيد ولكن الأهم أن نكون قادرين على تبادل الآراء".

ووصل الوفد الحكومي إلى جنيف الأربعاء بعد تأخر يوم واحد احتجاجاً على تصريحات لرئيس وفد المعارضة والمشاركين في اجتماع الرياض تمسكت بمطلب تنحي الأسد قبل المضي في الانتقال السياسي. وترفض دمشق بالمطلق نقاش مصير الرئيس السوري، وتتهم المعارضة بفرض شروط "مسبقة وغير واقعية" لعرقلة التسوية السياسية. وجزم مصدر سوري مطلع على مجريات المفاوضات لوكالة فرانس برس في قت سابق الخميس أنه "لن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع وفد الرياض"، في إشارة إلى المعارضة، خلال هذه الجولة.

خ. س/ ي. ب (أ ف ب)

يبقى اندلاع الحرب بحد ذاتها مؤشراً على خسارة كبيرة لحقت بالنظام السوري. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق كثيرة داخل سوريا كان قد خسرها سابقاً. مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيله قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.

كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، مقارنة بحالهم في السابق. إذ أنهم سيطروا على مناطق كبيرة غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. وتعاظمت قوتهم العسكرية؛ فهم يشكّلون العصب الرئيسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم من "التحالف الدولي". كما أقام الأكراد "إدارة ذاتية" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ظهرت المعارضة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها عادت وخسرت الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في الرؤى والمواقف، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها. كما تعرضت المعارضة لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها على الأراضي التي كانت تحت سيطرتها.

قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". يتحدث مراقبون عن أن الساحل السوري منطقة نفوذ روسية. سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تيار في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".

تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة وتتجاذبها أطراف عدة داخل المؤسسات الأميركية. بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها في البلاد.

لم تتخل إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، الذي أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت مؤخراً ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية، وفق ما نشرته تقارير إعلامية.

قدم الرئيس التركي للمعارضة كل أشكال الدعم من سياسي وعسكري ولوجستي وغيرها. لكن تداعيات هذه الحرب أرهقت النظام التركي كثيراً، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، ولم يستطع الحد من تعاظم دور الأكراد في سوريا. كما اتخذ "داعش" تدخل أنقرة في سوريا ذريعة لتنفيذ هجمات إرهابية بالأراضي التركية.

بين من يراه تخبطاً وبين من يراه تغيراً تكتيكاً، لم تستقر الرياض على رؤية واضحة المعالم في سوريا، خاصة مع اتجاهها نحو ما تعتبره رؤية جديدة للأزمة في سوريا لا تتوقف كثيرا عند استمرار الأسد من عدمه. الرياض التي دعمت واحتضنت أطرافاً عديدة في المعارضة السورية، لم تكسب الكثير من الحرب السورية، بل انضافت هذه الحرب إلى ملفات خارجية أنهكت الرياض كما عليه الحال بالحرب في اليمن والأزمة مع قطر.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل