المحتوى الرئيسى

المولد النبوي في تاريخ الجبرتي والسيوطي.. احتفال بالمشوي وصحان الحلوى

11/30 23:11

اختلفت الآراء الفقهية حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على مدى القرون الماضية، ولكنه ظل طوال تلك القرون برغم اختلاف الأزمان والأماكن واختلاف الدول الإسلامية والخلافات الإسلامية، كان شيئًا أساسيًا لبعض الناس مما لا يجدونه بدعة أو حرامًا بل واجبًا لكي يمدحون نبيهم (ص).

وبحسب كتاب "حسن المقصد" للإمام جلال الدين السيوطي، فإن أول من أقام احتفالًا بالمولد النبوي الشريف هو الملك المظفر أبو سعيد كوكبري، وهو حاكم إمارة "أربيل" في عهد الملك صلاح الدين الأيوبي إبان الدولة الأيوبية، حيث رأى أن الاحتفال الذي كان نظمه "كوكبري" كان فيه أكثر من 1000 صحن حلوى، و5 آلاف من الغنم المشوي وعشرة آلاف دجاجة، ويحضر الاحتفال العلماء والأعيان، حيث كانوا يقومون بمدح النبي والصحابة حتى الفجر بعد أن يخلعون ملابسهم الفارهة وكان يصرف "كوكبري" على المولد 300 ألف دينار، وكان يشارك مع الناس في التصوف والمدح.

ولكن تتحدث المصادر التاريخية أن شيوع الاحتفال بالمولد النبوي جاء طريق الفاطميون خاصة في عهد المعز لدين الله الفاطمي العبيدي الباطني من بني عبيد القداح ولكن عندما جاء الخليفة المستعلي بالله ألغى الاحتفال الكبير وأمر بأن يقتصر الاحتفال على صناعة الحلوى وتوزيعها وإخراج الصدقات وتوجه جميع المسلمين لجامع الأزهر.

وفي عهد الدولة الأموية كان يُقام احتفال منظم كل عام، وكان ذلك في عهد السلطان صلاح الدين، وكان الاحتفال يتضمن توزيع الأموال والخيرات الكثيرة على المسلمين الفقراء، كما كان يتم إلقاء الشعر والأناشيد حبًا في الرسول الكريم (ص)، ولكم يختلف الأمر في الدولة العثمانية، فكان جميع السلاطين العثمانيين يقيمون احتفالات عظيمة بمولد النبي (ص) وهم يوزعون الحلوى والأموال على الجواري والعباد، وروي أن السلطان عبد الحميد الثاني يحضر إلى باب الجامع مع عُظماء وكبار الدولة ويلبسون اللباس التشريفي في ليلة 12 ربيع الأول من كل عام.

ويقول المؤرخ المصري الجبارتي، الذي أرخ تاريخ مصر إبان الحملة الفرنسية، في كتابه "أن قائد الحملة نابليون بونابرت سعى للتقرب المصريين بشتى الطرف وهذا ليس فقط عن طريق إشاعته شائعة بأنه أعلن إسلامه قبل أن يدخل البلاد بل وأيضًا إعطائه الأموال للشيوخ لإقامة احتفال كبير جدًا بالمولد تم توزيع فيه الهدايا والطعام وحضره نابليون بذات نفسه لكي يؤكد علاقته قوية بالمصريين.

وحول أجواء الأاحتفال بالمولد النبوي في بيت المقدس قديًما، يصف الشيخ عبد الغني النابلسي وهو شاعر سوري وعالم بالدين في كتابه "الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز" قائلًا إن الأضواء في ليلة 12 من ربيع الأول كانت تفتح جميعها ليتهافت الجميع رجال وسيدات على المسجد الأقصى لأحياء ليلة مولد النبي (ص)، متابعًا:"نصب الكرسي أمام المحراب ونزل وصعد عليه سيد الموالد وهو السيد عبد اللطيف أفندي وقرأ شيئًا من كتاب الله العظيم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل