المحتوى الرئيسى

كرات كأس العالم | من التانجو إلى الجابولاني، كيف تغير شكل كرة القدم؟ | Goal.com

11/30 12:27

أحمد عفيفي | فيسبوك | تويتر

يعكس تاريخ كأس العالم قصة تطور كرة القدم الاحترافية في كافة المجالات .. ذلك يبدو جليًا حتى في تطور كرات كأس العالم، التي تحولت من الكرة الجلود الطبيعية إلى كرات الجلد الصناعي التي تباع في المتاجر حول العالم اليوم.

كما لعبت تصاميم الكرات أيضًا دورها في تحديد مسار تاريخ كأس العالم .. ومن تغيير الكرة بين الشوطين والذي أثر على مباراة نهائية إلى "نموذج السوبر ماركت" الذي كرهه حراس المرمى، إليكم قصة جول عن كرة كأس العالم الرسمية.

لم تكن هناك كرة رسمية في النسخة الأولى من كأس العالم عام 1930 التي أقيمت بأوروجواي. قبل المباراة النهائية، اختلف الأرجنتين وأوروجواي على من سيقدم كرة المباراة، لذا اتفقا على تغييرها بين الشوطين.

ربما أثر ذلك القرار على نتيجة المباراة. فقد كانت الأرجنتين متقدمة بنتيجة 2-1 حتى الاستراحة، قبل أن يتم إدخال كرة أوروجواي الأكبر حجمًا والأثقل وزنًا، ليسجل فريق البلد المضيف 3 أهداف توجتهم أبطالًا للعالم.

كان اسم كرة الأرجنتين "تيينتو"، بينما كان اسم كرة أوروجواي "تي موديل"، وهي الكرة التي تحتوي على الأربطة.

رغم أن كافة الكرات كانت مصنوعة من نفس المواد، غير أن كل كرة كانت فريدة نظرًا لصناعتها من مكونات طبيعية وبأيادٍ بشرية، فكان الحكم والوزن يتغير، خاصة في حال هطول الأمطار.

حقوق الصورة: Oldelpaso / Wikipedia

أقيمت كأس العالم الثانية في إيطاليا، التي كانت تحت حكم فاشية بينيتو موسوليني. وقد قدمت حكومته كرة فيديرالي 102، رغم استخدام كرات أخرى من إنجلترا في البطولة.

إحدى أهم الابتكارات كانت استبدال الأربطة الجلدية بأربطة قطنية، وهو ما جعلها أكثر نعومة وبالتالي سهلت على اللاعبين تسديد الكرة بالرأس.

غير أن طريقة عمل الكرات في ذلك الوقت، يدويًا، عنت أن الجودة لم تكن مضمونة بالشكل الكافي، وهو ما أدى إلى عرض مجموعة من الكرات على قائدي الفريقين المتافسين من أجل اختيار الكرة الأفضل.

النتيجة، التي لم ترق لموسوليني بالطبع، كانت أن النهائي لُعِبَ بكرة إنجليزية، لكن لحسن حظ منتخب إيطاليا كانت تلك الكرة جيدة بما يكفي ليحرز الأدزوري لقب كأس العالم لأول مرة.

حقوق الصورة: MDBR / Wikipedia

كانت شركة ألين بباريس هي أول شركة تحصل على امتياز وضع علامتها التجارية على الكرات التي صنعتها، حين قدمت كرات كأس العالم 1938 في فرنسا.

كانت الكرة شبيهة للغاية بكرة فيديرالي 102 في إيطاليا، حيث بقيت الأربطة القطنية لكن زادت من 12 إلى 13 رباطًا.

إلا أن الاختلاف الأبرز كان انحناء الكرة بشكل دائري أفضل من كرة فيديرالي، وهو تطور في غاية الأهمية استمر مع مضي السنوات وأصبح التركيز عليه أكبر بعد الحرب العالمية الثانية.

رغم ذلك، لم تكن كرة ألين هي الكرة المفضلة للجميع في البطولة. حيث تواجدت كرات بـ12 و18 رباطًا، حيث كانت تلك الأربطة متحكمة في مدى دائرية الكرات وانتفاخها بالشكل المناسب.

حقوق الصورة: MDBR / Wikipedia

انتظر العالم 12 عامًا حتى تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، وخلال تلك الفترة تطورت أشكال وتصاميم الكرات تطورًا هائلًا.

وفي الواقع، فإن الانفراجة الكبيرة في تصميم الكرات كانت في بطولة عام 1950 والتي شهدت استخدام كرات الأرجنتين. تلك الكرات كانت نشطة في الدوريات الأرجنتينية منذ الثلاثينيات ولم تكن تنتظر سوى الضوء الأخضر من الفيفا.

كان اسم هذه الكرة "سوبرفال" ثم تغير إلى "سوبر بول" حين انتقلت الشركة المصنعة لها إلى البرازيل. وكان الابتكار الأساسي هو الاستغناء عن الحاجة لمتخصصين في تحديد انتفاخ الكرات عبر صناعة كرة جلدية مغلقة بالكامل دون أربطة.

حيث تم نفخ الكرة بمضخة وإبرة عبر صمام ضئيل، وهو ما يحدث حتى يومنا هذا. وقد أنتخت شركة سوبر بول كرة كأس العالم 1950 تحت مسمى "دوبلو تي"، وفي ظل تقنية نفخها وعدم فقدها للهواء بسهولة، كانت تلك الكرة هي الأولى التي تستخدم في مباريات نسخة كاملة من كأس العالم.

حقوق الصورة: MDBR / Wikipedia

تحول كأس العالم إلى سويسرا في عام 1954، حيث قدمت شركة كوست سبورت بمدينة بازل السويسرية كرة المونديال.

وقد مثلت كرة "بطل العالم السويسري" قفزة جديدة في عالم تصنيع الكرات باعتماد تصميم مكون من 18 قسمًا  يتشابكون بنمط متعرج. وقد استُخدِمَ ذلك الشكل في بعض الكرات لمدة عقود تالية.

كان ذلك التصميم ممزوجًا مع لون أصفر أكثر إشراقًا هو ما جعل تلك الكرة هي الأولى التي تجسد النماذج التي سيتم استخدامها بعد ذلك في الثمانينيات والتسعينيات.

غير أن الأمر المزعج لكوست سبورت، هو أن الفيفا كانت قد قررت - بشكل غير متعمد - إعادة تفعيل قانون منع وضع العلامة التجارية لمصنعي الكرات على كرات كأس العالم.

بالنسبة لكأس العالم 1958 في السويد، أخذت الفيفا الخطوات الأولى نحو إيجاد تنافس على تغطية البطولة بالكرات.

حيث تم ذلك عبر دعوة مصنعي اللوازم الرياضية لإرسال كرات دون علامات تجارية رفقة ظرف يتضمن خطابًا يحدد هوية الشركة المصنعة.

وقد تلقى أحد المحامين الـ102 كرة المرسلة ومنح كل منهما رقمًا، ثم قام 4 أعضاء من لجنة الفيفا المنظمة للبطولة، بجانب اثنين من مسؤولي كرة القدم السويديين لدراسة الكرات واختبارها.

في يوم اختيار كرة المونديال، تم تصفية الكرات إلى 10 بحلول وقت الظهيرة، وبعد عدة ساعات اختارت اللجنة الكرة رقم 55 لتصبح الكرة الرسمية لكأس العالم 1958.

كان اسم الكرة الفائزة هو توب ستار، وقد صنعتها شركة من مدينة أنجلهولم السويدية، وكانت الأولى التي قُسِّمَت إلى 24 قسميًا. وقد تم منح كل فريق 30 كرة، بينما استخدمت البرازيل حقها لشراء المزيد من الكرات.

في الواقع، فإن هذه الكرة كانت الأولى التي تم استخدامها لأكثر من نسخة في كأس العالم ..

حقوق الصورة: MDBR / Wikipedia

قبل الجابولاني، كانت هناك الكراك.

كانت هذه هي الكرة التي تمك اختيارها لبطولة كأس العالم 1962 بتشيلي، لكنها لم تلقَ رواجًا عالميًا.

تكونت كرة كراك، التي صنعتها شركة كوستوديو زامورا، من 18 قسمًا لكن دون تنظيم محدد، فكان بعضها سداسي الشكل والبعض الآخر مستطيل الشكل وقد تم ربطهم بشكل عشوائي.

لم ترق هذه الكرة للعديد من الفرق، خاصة المنتخبات الأوروبية المشاركة في البطولة اللاتينية، في الوقت التي أصبحت فيه كرة مونديال 1958 "توب ستار" ذات شعبية جارفة في أوروبا، وهو ما أدى إلى نقل أكثر من 100 كرة إلى تشيلي واستخدامها حينما كانت ترى بعض المنتخبات أن كرة كراك لا تفي بالغرض.

لكن يبقى من الجدير بالذكر أن كرة الكراك شهدت ابتكارًا جديدًا، وهو تقديم صمام النفخ المطاطي والذي تم اعتماده في العديد من النماذج التالية.

حقوق الصورة: MDBR / Wikipedia

تم اختيار كرة كأس العالم 1966 بإنجلترا بنفس طريقة اختيار كرة عام 1958. وكانت هذه الكرة هي الأولى التي تصنعها علامة تجارية كبرى في عالم صناعة اللوازم الرياضية.

وقد تحرى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عدة معايير لضمان عدم معرفة أي من المشاركين في عملية اختيار الكرة، والتي تمت في اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا بلندن، بأي من الكرات الـ111 المرسلة.

وفشلت 48 كرة في مضاهاة معايير الاختيار، بينما تم تصفية الكرات المتبقية إلى 8 كرات قبل أن تفشل كرتين منهما من الحفاظ على المعايير المطلوبة على مدى فترة زمنية أكبر من الاختبار.

في النهاية، كانت الكرة الفائزة هي 4 تشالنج ستار المقدمة من سلازنجر، الشركة التي كانت متخصصة في صناعة معدات رياضة الراكيت. وكانت هذه الكرة مشابهة لكرة توب ستار لكن بـ25 قسمًا عوضًا عن 24.

وقد كانت عملية اختبار وتطوير كرة عام 1966 هي الأكثر تعقيدًا في تاريخ كأس العالم حتى تلك النقطة. فقد تم طلب 400 كرة بـ3 ألوان مختلفة، بينما أُرسِلَت الكرة إلى اتحادات البلدان المشاركة قبل بدء الدورة بـ6 أشهر من أجل تجربتها.

حقوق الصورة: MDBR / Wikipedia

شهد عام 1970 أكبر تطور دراماتيكي في تاريخ كرة كأس العالم.

تمثل ذلك الانقلاب التاريخي في وصول شركة أديداس، التي قررت الفيفا تكليفها بتصميم كرة بطولة المكسيك، بعد النجاح التي حظت به الشركة في يورو 1968 ودورة الألعاب الأولمبية بعدها مباشرة، في المكسيك أيضًا خلال العام ذاته.

ذلك جعل الاتحاد المكسيكي لكرة القدم متحمسًا للأمر، وقد صنعت أديداس التيلستار باللونين الأبيض والأسود لتحسين ظهورها على شاشات التلفاز لأول بطولة كأس عالم تبث عالميًا. لذا، فإنها تبقى كرة لا تُنسى.

ورغم ذلك، لم تكن تلك هي أول كرة باللونين الأبيض والأسود، مثلما حدث مع كرة دوبلو تي التي كانت الأولى بلا أربطة في عام 1950، فقد كان ذلك التصميم منتشرًا منذ بعض الوقت في عدة بلاد أوروبية.

غير أن تيلسار دفعت الفيفا للاعتماد على نفس النموذج أكثر ومنحه بعدًا عالميًا.

كانت كرة تيلستار مذهلة للغاية لدرجة أنها استخدمت، مع بعض التعديلات الطفيفة، في نسخة 1974 بألمانيا الغربية.

وقد تم تسميتها "تيلستار دورلاست"، وذلك للتنويه إلى غلاف دورلاست الذي تم تطعيم الكرة به منذ عام 1970 لحماية جلدها وضمان مقاومتها للمياه، وهي أيضًا الكلمة التي كانت متواجدة على كرة المكسيك.

غير أن أكثر ما دفع شركة أديداس لمنح كلمة دورلاست صفة أكثر أهمية بجعلها اسمًا رسميًا للكرة هو تطعيم الكرة بطبقة أكثر سمكًا من ذلك الغلاف.

وفي ذلك العام، أصبحت أديداس الراعي الرسمي للفيفا، وهو ما مكنهم من ترك علامتهم التجارية على الكرة.

ذلك أدى لأرباح مذهلة من مبيعات تيلستار دورلاست، في ظل توفر نفس الكرة المستخدمة على أرض الملعب في المتاجر. كما أن عبقرية يوهان كرويف وزملائه في منتخب هولندا خلال تلك الدورة جعل لتلك الكرة مكانة خاصة لدى متابعي اللعبة.

في عام 1978، قدمت أديداس كرة التانجو، وهو الاسم المنسوب للرقصة الشهيرة للبلد المستضيفة الأرجنتين.

وقد أصبحت هذه الكرة واحدة من أشهر الكرات على الإطلاق، غير أن أديداس بدت متوترة أثناء إصدارها ثاني نماذج تصاميم كأس العالم لدرجة دفعتها لإصدار عدد من كرات تيلسار 1978 كخيار بديل.

إلا أن نجاح التانجو في انطلاق البطولة جعل أديداس تتخلى عن كرة تيلسار بأقسامها السوداء والإبقاء على اللون الأبيض ليصبح اللون الأساسي، مع مثلثات سوداء داخل كل قسم تترابط بشكل دائري مع بعضها البعض، ما صنع تأثيرًا أخاذًا مع دوران الكرة على العشب.

تم بيع هذا النموذج بأعداد هائلة وأصبحت أشهر كرة في العالم، وإضافة لتصميمها المذهل، فإن الحنين الذي يرتبط بكرة التانجو يتمثل في كونها الكرة التي شهدت بداية النهاية لكرات الجلد الطبيعي.

لم تعبث أديداس كثيرًا بكرة كأس العالم 1982 بإسبانيا، حيث قدمت كرة تانجو إسبانيا.

لكن ذلك لم يمنع الشركة الألمانية من إجراء عدة تعديلات على مواصفات مقاومة المياه ومتانة الكرة، حيث تخلت تمامًا عن طبقة دورلاست وأصبحت الفواصل بين شرائح الكرة ملحومة بشكل كامل، مع الإبقاء على الخياطة.

وقد أضيفت للكرة طبقة مضادة للماء من مادة البولي يوريثين في عام 1984، خطوة إضافية نحو انتهاء الكرة الجلدية.

بخلاف ذلك، فقد كان الفارق الأبرز هو إضافة شعار أديداس بالوريقات الثلاثة أو "البرسيم".

لا تعد كرة أزتيكا نفسها كرة تذكارية، لكنها كانت ذات أهمية بالغة في تاريخ كرات كأس العالم لعدة اسباب.

فقد أعادت أديداس، مجددًا، استخدام التانجو مجددًا من أجل تصميم كرة مخصصة للبلد المضيف، وفي هذه النسخة كانت المكسيك هي المستضيفة مرة أخرى. وقد استمر ذلك التقليد في كل بطولة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.

لكن الأهم هو أن تلك الكرة كانت  أول كرة جلد صناعي تستخدم في كاس العالم، وسرعان ما ظهرت جاذبية تلك الكرة في ظل عودتها لشكلها الطبيعي لدى ركلها واختبارها، بشكل أفضل من كرة الجلد الطبيعي في كل شيء، بما في ذلك بالطبع المتانة ومقاومة المياه.

تصميم الأزتيكا وتطويع نمط أديداس الكلاسيكي على شكل مثلثات كان من فن الأزتك المعماري.

استمر تقليد تصميم الكرات لتعكس ثقافات البلدان المستضيفة مع كرة إيطاليا 90 التي تم تسميتها نسبة إلى الأتروريين، إحدى حضارات إيطاليا القديمة.

وقد تم تزيين ثلاثيات التانجو التقليدية برؤوس أسود الأتروريين، وهو شكل متعارف عليه من أشكال الفنون في تلك الحقبة.

كما واصلت أديداس العمل بمواد وخصائص كرة الجلد الصناعي بعد مونديال 1986، لتصبح إتروسكو أونيكو جيلًا جديدًا لأزتيكا.

وبشكل عام، كانت التغييرات طفيفة للغاية على شكل الكرة الرسمية لكأس العالم على مدار 20 سنة بين عامي 1978 و1998، بخلاف حقيقة أن كرات التانجو الأولى صُنِعَت من الجلد الطبيعي.

من أجل الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت أديداس كرة كويسترا لكأس العالم 1994.

وكانت رمز ذلك التصميم هو السفر عبر الفضاء، وهو ما كان واضحًا عبر تصميم الكرة ومحاولة جعلها أكثر النماذج إشارة للمستقبل بين الكرات المستخدمة لكأس العالم حتى ذلك الوقت.

وبعد بطولة مملة إلى حد ما في إيطاليا، أملت الفيفا أن تشعل الأجواء من جديد. وقد كان الابتكار الأساسي في هذه الكرة هو طبقة من رغوة البوليستيرين على سطح الكرة، وهو ما قيل أنها جعلت الكرة أكثر نعومة وأسهل في التحكم، مع زيادة سرعتها في نفس الوقت.

كان تأثير ذلك واضحًا للغاية. فلم يتمكن أي فريق من الحفاظ على نظافة شباكه في ربع النهائي، بينما نجحت 3 من فرق دور المجموعات الـ16 في ذلك. في الواقع، كانت المباراة النهائية هي واحدة فقط من 3 مباريات انتهت أوقاتها الأصلية بنتيجة 0-0 طيلة البطولة صاحبة أعلى محصلة من الأهداف منذ عام 1982.

تم إذاعة كأس العالم بالألوان لأول مرة في عام 1970، لكن المرة الأولى التي تنوعت فيها ألوان الكرة كانت في نسخة عام 1998.

حيث كانت كرة تريكولور الخاصة بمونديال فرنسا هي الأولى التي حظت بتصميم متعدد الألوان. فمع الحفاظ على تصميم ثلاثيات التانجو، حصلت تلك المثلثات على ثلاثة ألوان (وهو معنى كلمة تريكولور): الأزرق، الأحمر والأبيض تماشيًا مع علم فرنسا.

وقد تم تطوير طبقة الرغوة الخارجية المضافة في عام 1994 بشكل أكبر لتجعل الكرة أكثر سرعة ونعومة، لكن الأهم كان بلا شك تحول تلك الكرة إلى نقطة انطلاق لتعدد الألوان وتغير التصميم.

فمع الألوان الثلاثة، كانت المساحات البيضاء في الكرة مطرزة بدوائر مفرغة صغيرة، كما دفع إدخال الألوان للكرة أديداس للتفكير في التخلي عن نمط التانجو الكلاسيكي في كأس العالم 2002.

بدأت أديداس تجربة أشكال جديدة بعد تصميم التانجو بتطوراته في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، عبر إطلاق كرة فيفرنوفا.

أول ما تم تغييره كان تصميم الكرة في حد ذاته، حيث تخلت الشركة الألمانية تمامًا عن نموذج تانجو لتقدم كرة بيضاء بسيطة مع أنماط مثلثة بالألوان الخضراء، الذهبية والحمراء.

كما تم تغيير تقنيات الكرة، حيث أصبحت الفيفرنوفا أخف من سابقاتها من الكرات، رغم أنها تخطت الحد الأقصى لمعيار الوزن المسموح به للكرات من الفيفا!

وقد دعم ديفيد بيكهام، سفير أديداس الذي ساعد على اختبار فيفرنوفا، ادعاءات الشركة المصنعة التي قالت أنها التزمت بأعلى مستويات الدقة في معايير صناعة الكرة.

وفي المقابل، وصفها الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون بـ "كرة مجنونة القفز".

تعني كلمة تيمجيست "روح الفريق"، في إشارة واضحة لتقاليد ألمانيا المتمثلة في تفضيل القوة الجماعية على العبقرية الفردية.

وكان أكبر تطور ملحوظ على كرة نسخة 2006 هو قلة ظهور الشقوق بين أقسام الكرة الـ14، سعيًا لجعل الكرة أقرب للمثالية في دائريتها وثباتها. وقد حصلت على أفضل نتائج الاختبار مقارنة بنظيراتها من الكرات السابقة.

رغم ذلك، لم يكن الجميع سعداء.

فقد اشتكى بعض اللاعبين من ارتفاع الكرة أكثر من اللازم لدى إقلاعها من على الأرض، مدعين أن مستوى طيرانها كان من الصعب للغاية توقعه. ظهر ذلك في أولى مباريات كأس العالم، حين سجل فيليب لام وتورستن فرينجز هدفين رائعين من تسديدتين انحرفتا وارتفعتا بشكل غير متوقع في الهواء.

أصدرت أديداس كذلك كرة مخصصة لكل مباراة في الدورة، بحيث كانت تفاصيل المباراة مطبوعة عليها، كما قدمت كرة ذهبية "تيمجيست برلين" للمباراة النهائية.

في 2010، أصبحت الأمور حقًا مثيرة للاهتمام.

ربما أصبحت الجابولاني أشهر كرة تم صناعتها على الإطلاق، بسبب سوء سمعتها! فقد حاولت أديداس صناعة كرة أكثر دائرية من أي وقت آخر بتقليص أقسامها من 14 قسميًا في تيمجيست إلى 8 أقسام فقط في الجابولاني.

غير أنها كانت غير متوقعة المسار لدرجة أثارت غضب حراس المرمى.

وقد قارن حارس البرازيل آنذاك جوليو سيزار الجابولاني بالكرات رخيصة الثمن التي تباع في السوبر ماركت، بينما وصفها إيكر كاسياس بأنها "مروعة". كما أن البعض ادعوا أنها كانت تؤثر على التمرير والتسديد كذلك، وقد عرض دور المجموعات الممل الكرة إلى مزيد من الانتقادات.

ردت أديداس على ذلك بادعاء أنهم قاموا بتجربة الكرة لستة أشهر، وقد أشارت لإشادات لاعبين ترعاهم الشركة مثل فرانك لامبارد ومايكل بالاك.

في النهاية، احتاج الأمر دراسة من "ناسا" لمعرفة سبب المشكلة. فقد اكتشفت وكالة الفضاء الأمريكية أن الكرة ترتفع في الهواء بسرعة أعلى من الكرات السابقة بسبب سطحها الأكثر نعومة بشقوق أقل.

نظريًا يبدو ذلك الأمر جيدًا، لكن المشكلة هي أن تسديدات كالكرات الحرة المباشرة مالت للارتفاع في الهواء بتلك السرعة العالية، ما يجعل التدرب عليها وممارستها في المباريات أكثر صعوبة بكثير.

‎كانت الجابولاني كارثة حقيقية لأديداس .. لذا قررت الشركة الألمانية تقديم كرة قيل أنها أكثر كرة خضعت للتجارب والاختبارات على الإطلاق، من أجل كأس العالم 2014.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل