المحتوى الرئيسى

بروفايل| شادية: «ذات الوجهين»

11/30 00:29

عادت السيدة إلى خلوتها مرة أخرى ولكن تلك المرة للأبد، صاحبة العيون المليئة بالدلع ذات الوجه الهادئ والابتسامة الآسرة، مالكة الصوت العذب المشرق المفعم بالإحساس، ذات الأدوات التمثيلية المميزة، صاحبة الروح المرحة والدلع وخفة الدم، فقدت قدرتها على المقاومة وسكنت حركتها، فدوى الخبر ما بين الأرض والسماء، لن تجرى مكالمة هاتفية تحيى فيها محبيها على شاشات الفضائيات، لن يخرج أصدقاؤها وأفراد عائلتها يؤكدون أنها تتمتع بصحة جيدة وتنقل تحياتها للجميع، ولكن من المؤكد أنها ستظل نابضة فى مشاهد أفلامها الخالدة، فى الضحكات التى تتساقط عند مشاهدة «ريا وسكينة»، فى صوتها الذى يرج الأنحاء بعد أى مناسبة وطنية وهى تردد: «يا حبيبتى يا مصر»، ستظل شادية باقية وخالدة.

على بعد خطوات من قصر «عابدين»، عند ولادتها الأولى لم تكن تُعرف سوى باسم «فاطمة»، هو الاسم الذى اختاره والدها أحمد كمال شاكر المهندس الزراعى المتفتح بالرغم من أصوله التى ترجع إلى محافظة الشرقية، وقعت عيناه على خبر منشور فى إحدى المجلات الفنية عن مسابقة تنظمها شركة اتحاد الفنانين فلم يكن من جانبه سوى تشجيع ابنته التى لم تتجاوز الـ16 عاماً وقتها على التقدم للمسابقة التى كانت شهادة الميلاد الثانية للفتاة، التى حملت فيها اسم «شادية»، «أزهار وأشواك» فى عام 1947 كان بداية التعارف بينها وبين الجمهور الذى حفظ وجه تلك الفتاة جيداً والتى ستصبح خلال أعوام ليست طويلة واحدة من أهم الفنانات فى عالم التمثيل والغناء، وبحرفية ونضج شديد استطاعت التقلب بين الأدوار لتتحول من «دلوعة الشاشة» إلى «معبودة الجماهير»، غول تمثيل تستطيع تأدية أى دور مهما كانت درجة صعوبته، ليقترن اسمها فى تلك الفترة بأسماء كبار الأدباء، المؤلفين والمخرجين، واستطاعت اقتناص لقب ممثلة لنفسها وببراعة شديدة أهلتها لتؤدى مجموعة من أصعب وأهم الأعمال فى تاريخ السينما.

وبالرغم من نجاحها على المستوى الفنى لم تكن محظوظة على الإطلاق فى حياتها الشخصية، فكان الطلاق هو حليفها فى زيجاتها الثلاث، من المهندس عزيز فتحى، والفنان عماد حمدى، بالإضافة إلى الفنان صلاح ذو الفقار، حيث انتهت حياتهم الزوجية بالانفصال بسبب حالة اكتئاب مرت بها بعد فقدان جنينها، ولم تنجب خلال حياتها ولكن وجدت عزاءها ومشاعر الأمومة لديها تتحرك إلى أبناء شقيقها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل