«افهم».. مقهى شعبي تحول إلى دار للكتب في الإسكندرية (صور)

"واجهوا الجهل بالمعرفة"، و"حاربوا التطرف بالعلم"، و"قاوموا الظلام بالتنوير".. تلك عبارات اعتدنا أن نراها على المكتبات الكبرى ودور الثقافة ولكن الغريب أن تراها على مقهى شعبي بمنطقة الورديان الشعبية تحولت مؤخرا لتكون أول مكتبة ثقافية داخل مقهى بالإسكندرية.

قال عماد فتحى، عضو اللجنة الشعبية لتنمية الإسكندرية، ومدير فرع مكتبة «افهم» بمنطقة الورديان، إن البداية كانت عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، من خلال تكوين لجنة شعبية تهدف لتطوير المناطق العشوائية بالمدينة وبدأت من منطقة مينا البصل حيث نظمت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية وقامت بطرح فكرة مكتبة «افهم» وتنفيذها على أرض الواقع.

وأضاف: «جمعنا كتبا وأنشأنا أول فرع للمكتبة في محل عطور بمنطقة القبارى، وبالفعل لاقت الفكرة تفاعلا من الأهالي وإقبالا كبيرا من مختلف الأعمار، حتى أنشئ فرع ثاني داخل مقهي شعبي بمنطقة الورديان، حيث كان الافتتاح يوم 23 نوفمبر الماضى».

وتابع فتحى: "كان الإقبال كبيرًا على استعارة الكتب وفكرة المكتبة بدأت تجذب الناس للقراءة»، لافتا إلى أنه تم تخصيص منضدة مجانية لمن يريد القدوم للقراءة.

وأشار فتحى إلى أن الفكرة لاقت رواجًا بالأخص وسط الشباب الذين أبهرتهم الفكرة، مؤكدًا أن المقهى أصبح ثقافيا بدلا من ضياع الوقت في اللا شيء، مستطردا: «إحنا مش بنجبر الشباب تقعد فى القهوة، بالعكس ممكن أى حد ياخد الكتب فى البيت يقرأ وبعد كده يرجعوا تانى بناخد بس صورة البطاقة لضمان رجوع الكتاب».

وعن أنواع الكتب قال: «هناك كتب في الأدب والمسرح وللأطفال، والتاريخ والاقتصاد، وتشكلية متنوعة من الكتب ومن يريد كتاب معين غير موجود نحرص على توفيره له».

وطالب فتحي الأجهزة المعنية بالدولة وخاصة وزارة الثقافة في المشاركة في مثل تلك الفكرة ويكون هناك تعاون في تعميمها في كل أرجاء المحافظة، لافتا إلى أن مقاهي المنطقة تعجبت من الفكرة ففي البداية وجدوا سخرية كبيرة من الكثيرين، لكن تلى ذلك نجاح الفكرة.

كما لفت إلى أنهم تمكنوا من اكتشاف عدد من المواهب الأدبية بين الأهالي من بينهم شاعر موهوب يلقي الشعر وسط الحاضرين.

أما عن رأي المواطنين فى مكتبة "افهم"، أشاد نبيل محمد، أحد رواد المقهى، بالفكرة، قائلا: «جميلة خصوصا أننا فى منطقة شعبية، وجذبت الكثير من الأهالي»، مؤكدا أنه يحرص على الجلوس بالمقهى للقراءة والاستعارة.