المحتوى الرئيسى

الترحيل إلى سوريا؟ أرقام وحقائق

11/29 22:47

من الذي يريد ترحيل لاجئين من ألمانيا إلى سوريا؟

وزير الداخلية في ولاية ساكسونيا ماركوس أولبيش من الحزب المسيحي الديمقراطي اقترح "تقييما جديدا" للوضع الأمني في سوريا. وكيفما كانت نتيجة التقييم الجديد، فإن وقف الترحيل إلى سوريا قد لا يمكن تمديده. ويلقى وزير داخلية ساكسونيا الدعم من نظيره البفاري من الحزب الاجتماعي المسيحي يواخيم هرمان.

وفي الأربعاء الماضي قدم حزب البديل من أجل ألمانيا طلبا داخل البرلمان الألماني يدعو فيه الحكومة الألمانية إلى التفاوض مع نظام الأسد حول اتفاقية لإعادة اللاجئين. وقوبل هذا الطلب بانتقاد الأحزاب الأخرى، من بينها أيضا حزبا الاتحاد المسيحي. وقال المتحدث للشؤون الداخلية باسم الحزب الاجتماعي المسيحي شتيفان ماير بأن عمليات الترحيل الإجبارية ودعم العودة الطوعية إلى سوريا تظل حاليا "غير معقولة وغريبة". وأشار في ذلك إلى أنه "في كل يوم يتعرض فيه الناس في هذا البلد المخرب للجوع والتعذيب والموت".

 في الجدل القائم حاليا تتعرض هذه المفاهيم للخلط. مبادرة حزب البديل من أجل ألمانيا الأسبوع المنصرم جاءت في إطار العودة الطوعية لسوريين ضمن اتفاقية مع الحكومة السورية. كما طالب هذا الحزب قبلها أيضا بإعادة ترحيل السوريين ضد إرادتهم. أما فيما يخص مبادرة حزبي الاتحاد المسيحي، فإن الأمر يتعلق أيضا بإعادة الترحيل، لكن لمن ارتكبوا أعمالا جنائية. واللاجئون المعترف بهم لا يمكن ترحيلهم إلا إذا كانوا يشكلون خطرا على الأمن والنظام العام. وهذا يمكن أن يطال مثلا شخصا حكم عليه بالسجن لمدة سنتين. وإذا رحلت الدولة شخصا مطالبا بالرحيل، فإن الأمر يرتبط بعملية ترحيل.

ما هي فرضية ترحيل سوريين قريبا إلى بلدهم؟

مبادرة وزير داخلية ولاية ساكسونيا ستُطرح للنقاش خلال مؤتمر وزراء داخلية الولايات نهاية الأسبوع المقبل في لايبتسيغ. ويمثل في مؤتمر وزراء الداخلية تسعة وزراء من الحزب الاجتماعي المسيحي وسبعة يمثلون الحزب الاشتراكي الديمقراطي. والقرارات تُتخذ بالإجماع. وقد ألمح بعض وزراء الداخلية من الحزب الاشتراكي أنهم لن يوافقوا على الاقتراح من ساكسونيا. فالمتحدث باسم وزير داخلية ولاية تورينغن، غيورغ مايير من الحزب الاشتراكي الديمقراطي أكد ل DW أن الحزب سيبقى متمسكا بالنهج القائم إلى حد الآن. "وهذا يعني أن عمليات الترحيل إلى سوريا تبقى معلقة حتى الـ 31 من كانون الثاني/ ديسمبر 2018". والواضح أن حزبي الاتحاد المسيحي لا يوافقان أيضا على عمليات ترحيل إلى سوريا.

كيف هي درجة الوضع الأمني في سوريا؟

هنا تختلف الآراء. بعض المراقبين يفترضون أنه توجد مناطق في سوريا انتهى فيها خطر الحرب. كتلة حزب البديل من أجل المانيا في البرلمان تساند هذا الرأي، وتعتقد أن العمليات القتالية تتم في 10 في المائة فقط من التراب السوري.

لكن هيئة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تؤكد في تقريرها الأخير حول الوضع في سوريا أن جميع المناطق في البلاد معنية مباشرة أو بصفة غير مباشرة بالحرب والعنف. وعلى هذا الأساس لا يحق لأي بلد أن يرحل لاجئين ضد إرادتهم إلى هناك. ويتوقع موظفو الأمم المتحدة أن لا يتغير الوضع كثيرا في سوريا في عام 2018، وبالتالي يبقى من غير الممكن العودة إلى سوريا. هذا الموقف يسانده أيضا غونتر بوركهاردت، مدير أعمال منظمة برو أزول لإغاثة اللاجئين. وقال في تصريح ل DW  إن "ذلك ينطبق على كافة سوريا". وأضاف:" لا أحد يعرف كيف سيتطور الوضع في سوريا. فالنظام غير قابل للتخمين". وأشار إلى أن العائدين يهددهم بالتالي سوء المعاملة والتعذيب.

منذ متى يوجد قانون وقف للترحيل؟

على أساس العديد من التقارير حول التعذيب والقتل في جميع أطراف سوريا علقت بعض الولايات في خطوة أولى وبعدها في 2012 جميع الولايات الألمانية الترحيل إلى سوريا. ووقف الترحيل هذا خضع مؤخرا إلى التمديد بنصف سنة، ولم يحصل تقييم جديد للوضع الأمني منذ 2012. وهذا ما تطالب به الآن ولايتا ساكسونيا وبفاريا. وقال وزير داخلية ساكسونيا:" إذا أفضى تقييم جديد للوضع الأمني في سوريا من خلال وزارة الخارجية ووزارة الداخلية إلى نتيجة أنه يوجد مناطق آمنة في سوريا، فيجب علينا الحديث عن تنفيذ عمليات ترحيل في المدى المتوسط".

ما هو عدد اللاجئين السوريين المقيمين في ألمانيا؟

طبقا لأرقام يونيو الأخير يعيش في ألمانيا نحو 650.000 لاجئ حرب سوري. فقط 6000 منهم يملكون حق اللجوء. وأكثر من 300.000 معترف بهم كلاجئين، حسب اتفاقية جنيف للجوء، إذن هم هربوا من بلدهم بسبب الخوف من الاضطهاد ويحصلون بالتالي على حماية اللاجئين. ويملك حوالي أكثر من 110.000 سوري ما يسمى بالإقامة المؤقتة، لأن رحا الحرب تدور في بلدهم. ولا يحق لهم الحصول على اللجوء، ولا يمكن الاعتراف بهم كلاجئين حسب اتفاقية جنيف. هؤلاء المعنيون لا يتعرضون للترحيل، لكنهم يحصلون على رخصة إقامة قابلة للتمديد. كما يملك نحو 46.000 سوري إذنا بالإقامة في ألمانيا، إذ يحق لهم حتى موعد البث في طلب لجوئهم العيش في ألمانيا والعمل تحت شروط معينة.

أطفال لاجئون سوريون في مدرسة بتركيا

هل يجب على هؤلاء الأشخاص بعد نهاية تعليق وقف الترحيل العودة إلى بلدهم؟

تفيد وزارة الداخلية الألمانية أن نحو 1000 سوري يعيشون حاليا بدون رخصة في ألمانيا، إذ يجب عليهم المغادرة ولا يتم ترحيلهم بسبب وقف الترحيل.

الأمر نفسه ينطبق على الترحيل إلى أفغانستان حيث يرتبط الأمر بجزء صغير من اللاجئين. ومنذ سنة يتم ترحيل بعض المجموعات إلى أفغانستان، لأن الحكومة الألمانية تعتبر أنه يوجد هناك مناطق آمنة.

هل يعود بعض السوريين طواعية إلى بلدهم؟

عدد العائدين من ألمانيا يبقى ضعيفا. فحوالي 42.000 سوري عادوا، حسب المنظمة الدولية للهجرة من يناير حتى يوليو 2017 من البلدان المجاورة تركيا ولبنان والأردن والعراق إلى بلدهم. وطبقا لاستطلاع للرأي أجرته الأمم المتحدة لا يمكن لغالبية اللاجئين السوريين العودة إلا إذا انتهت الحرب وأعمال العنف واستقر الوضع الغذائي في بلدهم.

صبي ينظر باتجاه الشارع من داخل مدرسة في مخيم للاجئين في نصيب2 جنوبي تركيا. وقد عاش العديد من السوريين هناك لأكثر من خمس سنوات، ولكن لديهم صعوبات في الاندماج داخل المجتمع التركي، بسبب الحواجز اللغوية وظروف العمل الصعبة. يقدم هذا المخيم أماكن إقامة جيدة تتوافق مع المعايير الدولية، ولكن السكان مازالو يكافحون من أجل كسر العزلة المجتمعية.

على ضفاف نهر الفرات أقيم عام 2012 مخيم اللاجئين نصيب 2 والذي يوفر عروضا مجانية في التعليم والرعاية الصحية. وهناك أيضا محلات السوبرماركت للسكان السوريين البالغ عددهم 4500 لاجئا. وعلى خلاف الخيام التقليدية في مخيمات اللاجئين تعيش العائلات هنا في منازل على شكل حاويات، مزودة بحمامات وتدفئة وتكييف.

وفقا لأرقام وزارة التربية الوطنية التركية فإن 40 بالمائة من الأطفال اللاجئين السوريين في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة. لكن التعليم في مخيم نصيب 2 مجاني ومتوفر للطلاب بجميع المراحل الدراسية باللغة العربية والتركية والانجليزية، غير أن بعض اللاجئين انتقدوا أن تعلم اللغة التركية لا يتوافق مع طموحاتهم للعمل مستقبلا بأجور جيدة.

بالنسبة للأطفال، فالتعليم الأفضل يكون خارج المخيم، حيث لا يتم تعلم اللغة التركية بداخلها بشكل سريع، وهم يريدون تعلما أسرع من اجل الالتحاق بالصفوف المدرسية التي يتواجد بها طلاب أتراك. كما يعتبر مصطفى عمر الذي يدرس اللغة الإنجليزية وهو في الأصل من مدينة حمص، أن "اللاجئين يشعرون بالأمان داخل المخيم مع مواطنيهم، وهو الأمر الأهم بالنسبة لنا".

"التفاعل بين الأطفال السوريين والأتراك مهم لتخفيف التوترات الاجتماعية، كما يقول عمر كادكوي، وهو باحث متخصص في مجال التكامل الاقتصادي والاجتماعي للاجئين. ولكنه يلاحظ: "ومع ذلك، فالمدارس الحكومية ومراكز التعليم المؤقتة تعاني من نقص في وجود موظفين مؤهلين لتعليم التركية كلغة ثانية"

هناك قصص نجاح واضحة. ماهر إسماعيل، 17عاما، درس اللغة التركية لمدة عام واحد ويلاحظ "إنها سهلة التعلم "، ويقول إسماعيل في لقائه مع DW. "أستطيع أن أفهم نسبة 70 في المائة من الكلام بالتركية". وعندما يُنهي المدرسة الثانوية فهو يأمل في دراسة الهندسة بجامعة غازي عنتاب القريبة ، كما ذكر مدير المخيم إبراهيم خليل دمير

نسبة البطالة مرتفعة بين السوريين، ولكن العديد يعثرون على وظائف متدنية المهارات، خاصة في قطاعات يكون العمل فيها شاقا، في حين ينشأون آخرون شركات خاصة بهم. ستة آلاف من الشركات السورية تم إنشاؤها في تركيا بين 2011 و 2017. نسبة 13 في المائة منها موجودة في غازي عنتاب القريبة. ويسعى العديد من السوريين نقل مهاراتهم المهنية إلى السوق التركية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل