المحتوى الرئيسى

موسيقيون عن «كروان البهجة والتفاؤل»: أغنياتها ما زالت محفورة فى قلوب الجمهور

11/29 23:28

أجمع كل من استمع إلى أغنيات الفنانة شادية على أنها تمتلك صوتاً لا يقارن بأحد، وتعد من أهم الأصوات فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، فهى أول مطربة قدمت الأغنية الشبابية فى عصرها، واستطاعت أن تغنى لكل المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية، فبقيت الوحيدة من عصر زميلاتها، التى تذاع روائعها فى أغلب الأوقات مثل (يا دبلة الخطوبة)، (يا حبيبتى يا مصر)، ودعاء (اللهم اقبل دعايا) فى المناسبات الدينية.

«الوطن» تحدثت مع الموسيقيين حلمى بكر، وهانى مهنا، اللذين كشفا بدورهما عن الكثير من كواليس وأسرار تعاملهما مع الفنانة شادية، كما تطرقا إلى العديد من المراحل الفارقة فى مشوارها الفنى الطويل.

«مهنا»: يكفى شهادة «أم كلثوم» بحق موهبتها.. وكانت تعتزم طرح ألبوم للأطفال قبل اعتزالها.. واستطاعت أن تخلق لنفسها مكاناً وسط عظماء بحجم «ليلى مراد»

البداية كانت مع الموسيقار حلمى بكر، الذى تحدث عن موهبة شادية الغنائية، قائلاً: «واحدة من أهم المطربات اللائى ظهرن فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، وتستطيع بصوتها أن تغير حالتك النفسية للسعادة أو الحزن حسب ما تغنيه، فهى كانت أول صوت يعبر عن حال جيل الشباب الذى عاصرته، وقدمت أغنيات ما زالت خالدة مثل (يا دبلة الخطوبة) التى يحرص الجميع على الاستماع إليها فى المناسبات السعيدة، وأخرى عبرت عن الحب المتبادل، مثل (مين قالك تسكن فى حارتنا)، و(يا سلام على حبى وحبك).

وأضاف: «شعور وإحساس شادية عليك أن تصدقه، حتى وإن لم تكن عايشته، فعلى الرغم من أنها لم تنجب وحرمها الله من نعمة الأطفال، إلا أنها غنت واحدة من أصدق أغنيات الأم لطفلها (سيد الحبايب يا ضنايا انت). وأكمل: «عبقرية صوت شادية تكمن فى (رقتها ودلعها أثناء تقديمها لأغنياتها)، فصوتها فى الأصل ضاحك ملىء بالتفاؤل والأمل، وهو أمر نادر.

وكشف «بكر» عن تفاصيل أبرز المواقف المضحكة التى جمعته بشادية، قائلاً: «جمعنى بها العديد من الذكريات الطريفة، فأتذكر أننا كنا مدعوين فى إحدى حفلات المسرحيات، ومعنا فنانة دون ذكر اسمها، وقلت لهما إننى حلمت اليوم حلماً غريباً بأننى أجلس مع قرد، فقالت لنا الفنانة التى رافقتنا، (أكيد تقصدنى أنا)، فرأيت شادية تسقط على الأرض من الضحك، فهى كانت بسيطة للغاية وتحب الحياة والمرح والضحك، ولم أرها يوماً ما تغضب أو تثور أو تشكو من شىء».

«بكر»: أول من قدم الأغنية الشبابية.. وعبقرية صوتها الملىء بالدلع ميزتها عن أبناء جيلها.. ولم تفرض رأيها يوماً على الآخرين مثل المطربات فى الوقت الحالى

وتابع: «حتى الآن أحتفظ بأسطوانات خلال الكواليس التى جمعت بيننا، فدائماً ما كنت أحب أن أغازلها وأجعلها تغضب، وكانت تقول لى (اسكت بدل ما أشتمك)، فأرد عليها (جدعة اشتمينى)، فترد علىّ (لا، خسارة فيك)، ومن أجمل الجمل التى كانت تقولها لى، حينما كنا نعمل معاً وأضغط عليها، لكى أفرض رأيى الموسيقى: (اسكت بقى يا واد يا حلمى)، فهى كانت تستمع جيداً لكل شخص يعمل معها، ولا تحب أن تنفرد برأيها، مثلما تفعل المطربات فى الوقت الحالى».

وأفصح عن رأيه حول قرارها بالاعتزال فى عز مجدها الغنائى: «شادية اعتزلت الفن ودخلت عالم الصوفية، إيماناً بأنها قدمت فناً محترماً وعليها الآن أن تعتزل، وأن تهب حياتها لله سبحانه وتعالى، وحينما اعتزلت لم يرها أحد مرة أخرى، فهى ليست مثل مطربات العصر الحالى يعتزلن ويعدن فى قرارهن بعد ساعات لكى يحققن مزيداً من الشهرة، ولكن شادية تفرغت للعبادة وأسست داراً لرعاية الأيتام، وأقامت عشرات الأعمال الخيرية، فأنا أرى أنها كُفنت قبل وفاتها بإيمانها، النابع من قلبها فى أول لحظة قررت فيها اعتزال الفن». من جانبه، قال الموسيقار هانى مهنا، الذى تعاون مع الفنانة شادية فى السنوات الأخيرة التى سبقت اعتزالها الفن: «أعتبرها إحدى الفنانات القليلات اللائى برعن فى التمثيل والغناء، فربما يوجد العشرات اللائى نجحن فى التمثيل بسبب الغناء، إلا أنها كانت رائعة فى الاثنين معاً، ويكفى أن كوكب الشرق أم كلثوم، التى نادراً ما كانت تبدى إعجابها بصوت أحد، قالت إنها كانت تبتسم وتشعر بفرحة كبيرة حينما تستمع إلى أغنيات شادية».

ونوه إلى أبرز المواقف التى جمعته بها، خلال عملهما معاً: «أذكر أن أحد أفراد العائلة المالكة فى السعودية والمقربين من الفنانة شادية طالبها بإهداء أغنية لابنته (سارة) فى عيد ميلادها، فطلبت من الشاعر الراحل سيد حجاب أن يكتب أغنية لتلك الفتاة تقول كلماتها (قالوا كتير عن شهر زاد حكايات تملا البلاد ونسيوا ست البنات، نسيوا مين نسيوا مين، نسيوا الحلوة سارة، موال السهارى ست الحسن على طول السنين).

وتابع: «بعد أن قمت بتلحين الأغنية، سجلتها شادية فى استوديو الصوت، وأرسلناها لعائلة الفتاة، وكان هذا العمل آخر أغنيات الفنانة قبل الاعتزال، وربما توجد معلومة لا يعرفها أحد، وهى أن شادية كانت تنوى فى ذلك الوقت أن تطرح ألبوماً غنائياً تقدم فيه أغنية (سارة) مع أغنيات خاصة للأطفال، ولكن المشروع توقف بعد أن قررت العزوف عن الفن». وعن أبرز المواقف التى جمعته بها، قال: أتذكر جيداً سفرنا معاً إلى العاصمة الفرنسية باريس لإحياء عدد من الحفلات هناك، فعلى الرغم من تاريخها الكبير، إلا أنها كانت قلقة دائماً، وتريد أن تظهر فى أفضل صورة، ولا تترك أياً من مساعديها يشرف على أعمالها، فهى لا تصعد على المسرح إلا بعد أن تتأكد من إنهاء كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة». واختتم حديثه، قائلاً: «شادية استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الغنائية، وتترك بصمة واضحة فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، فعلى الرغم من أنها ظهرت فى وسط كان مليئاً بالأصوات العظيمة، مثل أم كلثوم وليلى مراد، إلا أنها كانت تقدم الأغنية السهلة التى لا تستطيع أى منهن غناءها.

تحدث الموسيقار محمد على سليمان عن مشواره الغنائى مع الفنانة الراحلة شادية، قائلاً: فى بداية سبعينات القرن الماضى انتشر اسمى بشكل كبير فى الوسط الغنائى، وفى يوم تلقيت اتصالاً من صديق يخبرنى بأن الفنانة شادية تود مقابلتى، وأن أزورها فى منزلها، فذهبت إلى الشاعر محمد زكى الملاح، وقدم لى كلمات أغنية «أصالحك بإيه».

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل