المحتوى الرئيسى

رحلة البحث عن "ولد"| مطلقات على طريق اليأس.. ومطلق: "أفضل من مناداتي أبو البنات" | الفيومية

11/29 18:52

الرئيسيه » بين الناس » رحلة البحث عن “ولد”| مطلقات على طريق اليأس.. ومطلق: “أفضل من مناداتي أبو البنات”

تسيطر الأعراف الريفية بشكل كبير، على العلاقات بين الأفراد، خاصة الزيجات، فما أن تنجب المرأة ولدًا حتى يتم الاحتفاء بها، وتصبح على مرتبة أعلى من تلك التي تنجب البنات، وهذه الأخيرة عرضة بشكل أكبر للطلاق، أو حتى سوء المعاملة إذا قلنا بإبقاء الزوج عليها، هذا يلقي بمزيد من الضوء، على الظاهرة.

تقول آيات عبد الوهاب – 30 عاما، مطلقة، تقطن بمركز أبشواي، أنها تعول فتاتين إحداهما لم تتجاوز الـ6 أعوام، والثانية على مشارف الثالثة، وتعرضت للعنف على مدار 10 سنوات منذ زواجها في سن العشرين لشاب من عائلة تفضل الذكور على الإناث، بجانب اعتقاده بكون الفتاة جالبة للعار، ولا يجدر إنجاب الكثير منهن.

تتابع “آيات” أنه مر عليها عامها الأول في الزواج دون إنجاب، مصحوبة بتهديدات كثيرة من الزوج بالطلاق إذا لم تنجب الفتى المنتظر، أو حتى الزواج بأخرى تنجب الولد.

خلال فترة حملي بفتاتي الأولى، لم اٌقابل إلا بسوء المعاملة، والتكليف بالمهام الشاقة من أعمال المنزل، حتى يتم إنهاكي لأقصى درجة فيفسد الحمل، وأجهض جنيني، حتى شعرت أنه ليس من طريقة لمواصلة الحمل هنا، فعدت إلى بيت أبي لحين الولادة.

تذكر “آيات” أنه في يوم ولادة شذى، طفلتها الأولى، حصل زوجها على ترقية في عمله، لكنه لم يعتقد في ذلك بشرى بالفتاة، وأنها لفترات طويلة بعدها كانت تذكره كثيرا بأن من ينجبن الفتيات قادرات كذلك على إنجاب البنين، حتى تصاعدت الأمور ولم يكن يطيق ما تقول.

“يا تخلفي الولد، يا هطلقك”

بمرور الوقت حملت وفي الشهر الرابع علمت إنني سأنجب فتاة ثانية، ولكن لم ينتظر زوجي بعد معرفته سوى أسبوع واحد فقط وطلقني بحجة إنني لم أنجب إلا الفتيات، مستنكرة تفكير الأزواج بالرغم من تقدم العلم، وكون الفتاة لم تعد عارا يُخشى منه.

تختتم “آيات” كلامها قائلة أن زوجها رفض أن يصرف نفقة لبناتها، وخرجت للعمل في معرض لبيع الملابس لتوفير احتياجاتها اليومية بدلاً من الانتظار تحت رحمته.

مها رضوان، ابنة الـ28 عاما، خريجة كلية التجارة، تروى قصتها مع العنف الذي واجهته بدءاً من سن العشرين وهي تدرس في إحدى الجامعات المصرية، قائلة “لم أكن أسمع إلا ما يكدر المزاج، ويدمي القلب، ويعكر صفوا اليوم” ومطالبات الأهل المتجددة بالزواج.

بعدما تزوجت ومرت 6 سنوات، لم أنجب نتيجة تشخيص إحدى الطبيبات بوجود مشكلة لدى زوجي تنقضي بالحل مع الوقت، ولكن لم يقتنع زوجي وكان يلومني دائماً ويهتمني بأني السبب في عدم الإنجاب، ما أنهى بنا المطاف للطلاق بناءاً على رغبته، لفشلي في الإنجاب.

“سها، أ، م”، مطلقة ولم تتجاوز الثلاثين، تحكي عن قصة زواجها وانفصالها خلال ثلاثة سنوات فقط، قائلة: “لم يمر 5 أشهر على عرسي وأصبحت حامل، وبعد شهور عديدة أظهر تشخيص الطبيبة نتيجة الحمل التي ظهرت بحملي لتوأمين بنات، ومن حينها ولم أر سوى العذاب بمعنى الكلمة في المعاملة من الزوج تارة، ومن أهل زوجي، ما دفع حماتي لتزويجه من ابنه عمه قبل أن أضع أولادي، ما دفعني لطلب الطلاق دون أي مستلزمات”.

جابر: “أنفصل أفضل لي من أن ينادوني أبو البنات”

بينما قال جابر، مطلق، لـ”الفيومية”: “إن المجتمع الذي يدير أموره هو الرجل بمعنى أنه إذا لم ينجب ولداً فهو في عين المجتمع صغير ولا يوصف بدرجة من درجات الرجولة، متسائلاً عن وريثه الذي يحمل اسمه من بعده هل تحمل الفتاة اسم والدها مثل الولد؟!

ويردف جابر، قائلا: “إن المجتمع الريفي يختلف عن المدينة فالفتاة في الريف لا تنتهى أمورها تارة تطلب التعليم، وقد تلتحق بالجامعة، والعمل ما يخالف عادات وتقاليد المجتمع الريفي على الإطلاق -حسب وصفه- لذلك كان السبب الرئيسي وراء انفصالي عن زوجتي هو عدم إنجابها للأولاد، بهذه الطريق لا تستطيع أن تطمح في أن تعلم بناتي تعليم جيد لنقص الماديات، مختتماً كلامه أن أصبح رجلا منفصلاً أفضل لي من أن ينادوني أبو البنات”.

تنتهي هدى علي، مطلقة إلى حال مشابهة، لكن الزوج هنا جامعي، وفي وظيفة اجتماعية أقل ما تدره عليه من منافع هو تغيير حضاري يلحق بطباعه، ما سيحتاج معه إلى أن يخلع عنه كل عادات الجاهلية، إلا أنه تشبث بها على نحو غريب، فزوجته الجامعية، أجرت فحوصات أظهرت عيب في تركيب السائل المنوي الخاص بالزوج، إلا أنه لم يكترث لكل تلك الفحوصات، وألقى باللوم كاملا على هدى.

في كل محاولات الزوجة لإنقاذ بيتها وزوجها الذي تحبه، كانت تتحدث إليه محاولة إقناعه بوجوب حمد الله على كل نعمة، ولدا كان أم بنتا، لكن واجه الزوج كل ذلك بمزيد من التعنت والغضب وشجار لا ينقطع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل