المحتوى الرئيسى

إعادة برمجة خلايا الجسم ـ تقنية حديثة قد تشكل ثورة في مجال الطب

11/29 16:20

طورعلماء رقاقة إلكترونية قد تساعد على شفاء الإصابات وخلق نسيج عصبي جديد، حيث بإمكان الرقاقة إعادة برمجة خلايا معينة في الجسم لتقوم بوظيفة خلايا أخرى. ومن المتوقع أن يُحدث هذا النوع الجديد من العمليات في المستقبل نقلة نوعية كبيرة في مجال الطب فيما يخص علاج بعض الأمراض مثل الباركنسون والزهايمر، وفق ما أشار إليه موقع "هايل براكسيس" الألماني نقلا عن المجلة العلمية "ناتشر نانوتيكنولوجي".

علماء ينجحون في مرحلة أولية بعلاج بعض الأورام السرطانية التي تصيب المخ عن طريق التلاعب الوراثي بخلايا جلدية وحقنها بمواد علاجية لتقليص أحجام الأورام. التجارب على الفئران تكللت بالنجاح، ويبقى طور الاختبار على البشر. (07.02.2017)

كشف باحثون عن مكونات غذائية بإمكانها أن تحفز عمليات التنقية الذاتية في خلايا الدماغ والحماية من أمراض مثل الزهايمر أو الشلل الرعاش (باركنسون)، وذلك من خلال مادة موجودة في القمح ذات تأثير إيجابي على وظيفة الدماغ. (23.09.2017)

وأشار موقع جامعة "أوهايو" الأمريكية، التي أصدرت الدراسة أن باحثين لديها، نجحوا بمساعدة شريحة إلكترونية في إعادة برمجة خلايا الجسم إلى أنواع أخرى من الخلايا، إذ يمكن استعمال هذه الرقاقة مستقبلا من أجل علاج الإصابات وبعض الأمراض.

وقال المشرف على الدراسة، تشاندان سين في تعليقه على نتائج الدراسة إن هذا الأمر يصعب تخيله، بيد أنه قابل للتحقق وتبلغ نسبة نجاحه حوالي 98 في المائة. وأضاف نفس المتحدث، بحسب ما نقل عنه موقع جامعة أوهايو، أنه بالاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيا "نستطيع تحويل خلايا الجلد إلى أي عضو (في الجسم)".

وأردف نفس المتحدث أنه بمعية الخبراء المشاركين في الدراسة لم يتوقعوا عمل هذه التقنية بكيفية جيدة وأن هذه النتائج هي فقط في البداية، وسيأتي ما هو أكثر في المستقبل القريب.

ما المقصود بإعادة برمجة الخلايا؟

وأوضحت الدراسة أن الخبراء أرادوا تحويل خلايا الجسم إلى أنواع أخرى من الخلايا، حتى يتمكنوا من استبدال النسيج المتضرر، وهو ما يطلق على اسم هذه العملية "بـإعادة برمجة الخلايا". ونجح الخبراء في إعادة برمجة خلايا جلد فئران حية إلى أنسجة عصبية، وكان من الممكن أيضا تحفيز الخلايا الجلدية على التحول إلى خلايا وعائية. كما تمكن الخبراء أيضا من علاج عضلات تعرضت للتلف.

واعتمدت النتائج على تجربة أجريت على فئران حية، إذ تم وضع شريحة إلكترونية على جلد الفئران من الخارج مبللة بمحلول خاص، وكذلك بالاعتماد على نبض إلكتروني قصير جعل جدران خلايا الجلد قابلة للاختراق. ولاحظ الخبراء بعد وقت قصير حدوث فتحات صغيرة جدا في جدران الخلايا، لينجح بعد ذلك ما يسمى "بعوامل إعادة البرمجة" من الدخول إلى الخلايا.

وقال المشرف على الدراسة، تشاندان سين، إنه لاحظ بالفعل تغييرات بعد سبعة أيام من القيام بالتجربة، فقد نمت أوعية جديدة في أرجل الفئران، بعدما كانت في السابق توقف دوران الدم. وأضاف أن استخدامات هذه التكنولوجيا الجديدة متنوعة جدا، ولا يقتصر الأمر فقط على استعمالها على الجلد، حيث يمكن استعمالها أيضا مع أنسجة أخرى داخل وخارج الجسم، وهو ما يعني كذلك إمكانية التعامل مع الضرر الذي قد يصيب أعضاء الجسم الداخلية.

وفي نفس السياق، أفادت الدراسة أن هذا الاستخدام الجديد للتكنولوجيا بحاجة للمزيد من التجربة حتى يمكن تطبيقه أيضا على البشر، ودون أن يعرض حياة المرضى إلى الخطر، موضحة أن استخدام الخلايا العصبية الجديدة، قد يتيح في المستقبل إمكانية التعامل مع بعض الأمراض، على غرار الباركنسون والزهايمر. فيما يتوقع تجريب هذه التكنولوجيا الجديدة على البشر في السنة القادمة.

للخلايا الجذعية دور مهم في تطوير الطب المتجدد، فهي أصل جميع خلايا في الجسم، وبانقسامها تنشأ من الخلايا الجذعية خلايا فرعية لها وظائف محددة، لتتحول ثانية إلى خلايا جذعية. والمميز هو أن هذه العملية تستمر طيلة حياة الإنسان، وبذلك تتجدد أعضاء الجسم.

في عام 1998 نجح باحثون أمريكيون في الحصول على خلايا جذعية جنينية بشرية عبر قتل الأجنة، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة. فتوقيت بدء حياة الجنين الذي يتشكل بعد اتحاد البويضة بالنطفة لا يمكن تحديده، وفي عام 1991 تمّ تطبيق قانون حماية الأجنة في ألمانيا، الذي يمنع الحصول على خلايا جذعية من الأجنة، فضلاً عن أن استيراد هذه الخلايا الجنينية إلى ألمانيا لا يمكن أن يتم إلا وفق شروط صارمة.

على عكس الخلايا المشتقة من الأجنة، فإن الحصول على ما يعرف بالخلايا الجذعية المستحثة أمر مقبول من الناحية الأخلاقية. فهي خلايا يتم الحصول عليها من خلايا جسدية بالغة، ويمكن تحويلها إلى خلايا جذعية بواسطة أربع خلايا يتم زرعها في المختبر. وتستخدم لعلاج الخلايا أو كأساس لاختبار الأدوية. وكثيراً ما تستخدم في بحوث خاصة بتطور مرض الشلل الرعاش مثلاً.

لا يمكن لجميع أعضاء الجسم أن تتجدد، كالعيون والدماغ والقلب. ومع التقدم في العمر، تصبح قدرة الأعضاء على التجدد محدودة، إذ تموت الخلايا وتنخفض قدرة الأعضاء على القيام بوظائفها. أحد أهداف الطب المتجدد هو إعادة تفعيل قوى الشفاء الذاتي للجسم ثانية.

عبر هندسة الأنسجة يمكن تطوير أنسجة تشبه الأصلية. ويمكن استخدام هذه الأنسجة في علاج الحروق وفي إنتاج الأوردة الدموية والأعضاء. هذه الطريقة تعزز عملية الشفاء الذاتي وهي بمثابة تقدم مهم في عالم الطب يفتح الباب أمام إمكانيات عديدة. وعبر هندسة الأنسجة يسعى الباحثون لاستبدال أعضاء كاملة مثل الكبد أوالكلى.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل