المحتوى الرئيسى

فى الذكرى الـ118.. برشلونة المضطهد «أكثر من مجرد ناد»

11/29 13:54

حسنًا، عام آخر يمر، وانتصارات تضاف لتاريخ النادي العريق، لاعبين عظام يخطون أولى خطوات نجوميتهم بين جدران هذا الملعب العظيم، لقد مر على هذا النادي العديد من الاضطهادات، وخاض العديد من الحروب، لكنه يومًا لم يفقد روحه، لم يتوانى عن تسطير الأمجاد.

من قلب الحرب يولد الإبداع، انطبقت هذه المقولة على حال نادي برشلونة، الذي استطاع الخروج من أزمة اضطهاد فرانكو، وتخويفه لهم، لمنصات التتويج وتسيد القارة العجوز.

«برشلونة هو الفريق الوطني لإقليم كتالونيا»، بهذه الكلمات يعبر كارلوس بويول قائد البلوجرانا السابق، عن حالة الحب بينه وبين فريقه.

يحتفل اليوم نادي برشلونة الإسباني بمرور 118 عامًا على تأسيسه على يد الإسباني ذى الأصول السويسرية، خوان جامبر، ليصبح بعد ذلك هذا النادي رمزًا لنضال إقليم كتالونيا ضد الاستبداد، فهو ببساطة كما يصفه محبوه «أكثر من مجرد نادي».

وتسلط «الدستور» الضوء على جزء من نضال برشلونة ضد الاضطهاد حتى وصوله لقمة أوروبا.

النادي يدفع ثمن النضال الشعبي

فى 1936 قام فرانشسكو فرانكو، وهو أحد قادة الجيش الإسباني آنذاك، بانقلاب عسكري على الجبهة الشعبية التي كانت تحكم بلاد الأندلس، مما نزع فتيل الحرب الأهلية التي استمرت 3 سنوات، واعتبر إقليم كتالونيا التابع له نادي برشلونة أحد معاقل معارضة الحكم الفاشي، مما دفع الكاوديو "زعيم الأمة" أو كما أطلق على نفسه لاعتبار هذا النادي معقل للخيانة من وجهة نظره.

ونتيجة للصراع السياسي ألقى فرانكو القبض على جوسيب سونال رئيس النادي، وحكموا عليه بالإعدام، كما قصفت طائرات الفاشية مقر النادي فى عام 1938، وأوقف بطولة الدوري الكتالوني، وفى أعقاب انتهاء الحرب الأهلية بنهاية عام 1939، وانتصار الكاوديو، عين إنريكي بينيرو، أحد الموالين لحكمه رئيسًا للنادي، إذ عمل الأخير على منع ترديد النشيد الكتالوني، وقلص عدد الألوان الصفراء والحمراء بشعار النادي التي ترمز لكتالونيا.

فى منتصف الأربعينيات، خاض لاعبو برشلونة الكلاسيكو الشهير أمام ريال مدريد وانتهت مباراة الذهاب، بفوز البلوجرانا بثلاثة أهداف نظيفة، وبين شوطي لقاء العودة، والنتيجة تشير للتعادل بهدف لكل فريق، أرسل فرانكو قوات الشرطة، وفقًا للرواية الكتالونية، لتهدد لاعبي برشلونة بالقتل والتعذيب فى حالة فوزهم على الملكي، ما دفعهم للخسارة بنتيجة 11 مقابل 1 وهي النتيجة الأكبر فى تاريخ الكلاسيكو، والمعتمدة من قبل الناديين، والاتحاد الإسباني، إلا أن الاتحاد الدولي يرفض الاعتراف بها حتى الآن.

مع اقتراب انتهاء فترة الأربعينيات ودخول الخمسينيات، بدأت الأوضاع السياسية بإسبانيا فى الهدوء، عقب سقوط الأنظمة الفاشية، التي كانت تدعم فرانكو، وهما أدولف هتلر، وموسوليني.

لكن الاضطهاد ظل مستمرًا، وضيق فرانكو الخناق على برشلونة وأندية الباسك، التي أيضًا كانت ضمن المعارضين له، أكثر فأكثر، ففى 1953، اتفق نادي برشلونة الإسباني مع ألفريدو دي ستيفانو للانضمام لصفوفه لولا تدخل فرانكو بتغيير لوائح انتقال اللاعبين، لإفشال الصفقة وتحويل مسارها إلى ريال مدريد، عنادًا فى الكتلان.

بإمكاننا تلخيص كل ماحدث منذ 1973، وحتى الآن بكلمتين فقط، يوهان كرويف، أحد أكبر أساطير اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، انضم لصفوف النادي الكتالوني عقب تألقه بفريقه أياكس وحصوله على دوري أبطال أوروبا،

«كرة القدم لعبة سهلة، ولكن أن تلعبها ببساطة هو الأمر الأصعب»، يوهان كرويف.

على الرغم من قصر الفترة التي لعبها كرويف مع البلوجرانا والتي دامت فقط 5 سنوات، قبل أن يعتزل بسبب تلقيه تهديدات بالقتل، ثم يعود مرة أخرى للكرة.

أثر كرويف فى تاريخ كرة القدم الحديثة إذ كان أحد أدوات خطة الكرة الشاملة، التي غزا بها أبناء هولندا العالم كله بعد ذلك، وبتوليه تدريب برشلونة منح العبقري، الكرة الإسبانية الطريقة التي غزت بها الكرة الأرضية بعد ذلك، والتي تعود براءة اختراعها إلى راينوس ميتشلز، الذي قاد أياكس لثلاث بطولات أوروبية.

واستمر تأثير كرويف بعد رحيله حتى عن تدريب البلوجرانا، بعد تصميمه على إسناد مهمة تدريب الفريق فى 2008، لتلميذه بيب جوارديولا، الذي قاد أيضًا برشلونة للحصول على السداسية فى 2009، وسحق المنافس التقليدي على ملعبه ووسط جماهيره بستة أهداف مقابل هدفين، وخمسة أهداف نظيفة.

وقبل النهاية نجد أن على كتالونيا حكومة وشعبًا، وعلى برشلونة النادي والجماهير توجيه خالص الشكر للكاوديو فرانكو، على اضطهاده لهم الذي أوصل النادي لمرحلة قاد فيها الكرة فى العالم، ووصل لأقوى مراحله.

ويمتلك برشلونة 24 لقبًا لبطولة الدوري الإسباني، و29 لقبًا لكأس الملك، و12 بطولة للسوبر المحلي، و5 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، و3 بطولات لكأس العالم للأندية، و3 أيضًا للسوبر الأوروبي.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل