المحتوى الرئيسى

كيف استعد شهداء مسجد الروضة للموت؟

11/29 06:45

منزل صغير يقع على أطراف قرية الروضة فى غرب مدينة العريش بشمال سيناء، يقف محمد طه، صاحب الـ 6 سنوات، مستندًا بوجهه إلى الحائط، يردد بصوت عال «خلاويص؟«، بينما يحاول «مصطفى»، ابن عمه، صاحب الـ4 سنوات ونصف، الاختباء داخل منزل العائلة ليلتقطه عمه طه عيد، معلمًا إياه بأن عليه ورفيقه ارتداء ملابسهم للتوجه إلى المسجد، فكي الملابس البيضاء وتطيب بالعطور.

عقب صلاة المغرب، فى مسجد الروضة الواقع على الطريق الدولي «العريش-القنطرة»، فى منطقة بئر العبد غرب مدينة العريش، يستعد المصلون للانصراف من المسجد، يستوقفهم صوت الإمام، مذكرًا إياهم بأن الجمعة القادمة هي: «الجمعة اليتيمة» التي تسبق المولد النبوي الشريف، مقترحًا إقامة حلقة ذكر للاحتفال، فيطالبه أحدهم بأن يكون الموعد مبكرًا حتى يتمكن من نيل قسط من الراحة قبل السفر إلى عمله فى اليوم التالي.

وفى صباح الجمعة اجتمعت سيدات العائلة فى الباحة المتصلة بالمنزل لتحضير الولائم وألوان الطعام، فتلك عادتهن فى المناسبات المماثلة، فيتم تحضير وجبة الغداء بكميات وفيرة وإرسالها إلى المسجد، فحتى النساء فى هذا اليوم الاستثنائي يتجمعن فى الباحة الخلفية للمسجد؛ لترديد الأناشيد الدينية، فتتبارى كل منهن لعمل الأشهى للتتباهي به وسط القرية.

«استقيموا يرحمكم الله، وصلوا صلاة المودع لعلها تكون آخر صلاة».. لم يكن المصلين أن يتخيلوا أنها بالفعل ستكون صلاتهم الأخيرة، يذكر عيد طه، أحد المصابين تفاصيل ما حدث، مؤكدًا أن عادةً مايردد الإمام مرة واحدة لكن هذا اليوم تجاوز الخمس مرات فى محاولة منه للفت انتباه العدد الكبير من الأطفال الذين تواجدوا بين صفوف المصليين.

وأضاف «عيد»، أنه فى الركعة الثانية، حال دوي صوت الانفجار من سماع صوت الإمام فأطال السجود، ثم رفع رأسه ليجد ابن شقيقه مُلقى على جانبه ينزف دمًا، وما كانت إلى ثوان ليجد أعيرة النيران تتهاوى عليهم من كل صوب وحدب، ومن لم يُجرح أو يُقتل بسبب الإنفجار نالته رصاصات الـ«آر بي جي»، لكن كل ماكان يجول بخاطر عيد فى هذه اللحظة هو الاطمئنان على ابنه، وأثناء محاولاته البحث تعرقل فى جسد ابنه النحيل حتى أنه لم يستطع توديعه وماكان منه إلا حمله والقفز به من شباك المسجد الخلفي لتصيبه رصاصة أسفل ركبته اليسرى ويتلقى العلاج الآن فى إحدى المستشفيات بالقاهرة بعد إجراء عمليتين له.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل