بالأرقام.. كيف أنقذ محمود طاهر الأهلى فى 3 سنوات؟

عندما تسلم المهندس محمود طاهر رئاسة النادى الأهلى عام ٢٠١٤، كان النادى يعانى أوضاعًا صعبة ماليًا وإنشائيًا، بسبب الاضطراب السياسى الذى عاشته مصر عقب ثورة «٢٥ يناير»، وما تلاها من حركات احتجاج وأعمال عنف أضرت بالاقتصاد وتبعه تراجع كبير للقلعة الحمراء.

وبعقلية إدارية تحمل رؤى عصرية، نجح طاهر فى اقتلاع الأهلى من أزماته، ووضعه فى مكانته الطبيعية على قمة الأندية المصرية والإفريقية، وأعاد إلى جدران الجزيرة الاستقرار المالى والاجتماعى الغائب.

ثورة إنشائية فى فروع القلعة الحمراء.. و«التجمع» يكتب قصة النجاح

تسلم طاهر مقار منهارة تمامًا، وبنية تحتية غير موجودة، فعمل على إعادة تطويرها من جديد، وشهدت ولايته طفرة إنشائية كبيرة، كان من بينها تجديد حمامات السباحة وإضافة تقنيات جديدة إليها، إلى جانب تغيير أشكال أرضيات الملاعب.

ونجح طاهر فى افتتاح فرع النادى بمدينة الشيخ زايد بتصميمات معمارية مدهشة، حتى صار قبلة لآلاف الأسر التى أشادت بأجواء الملاعب والمطاعم والكافتيريات وغيرها من الإنشاءات التى تسهم فى بناء أبطال رياضيين جدد.

وفى عهد طاهر، وضع مجلس الإدارة حجر الأساس لفرع النادى فى التجمع الخامس ليكون الفرع الجديد للقلعة الحمراء.

وفى مقر النادى بـ«الجزيرة»، أنشأ طاهر المبنى الإدارى الجديد، الذى شمل ملاعب إسكواش وصالات جيم وغرف تغيير ملابس ومكاتب إدارية، إضافة إلى تطوير وتجديد حدائق الأطفال، وغرف خلع الملابس «سيدات ورجال»، وتجديد مجمع حمامات السباحة، وتجديد صالة راتب، وكذلك المسجد الخاص فى المنطقة الغربية، إضافة إلى تجديد غرف التنس والسباحين والسباحات، وتوصيل الشبكة الداخلية للغاز الطبيعى بمقر النادى.

وجدد طاهر غرف تغيير ملابس المدربين واللاعبين للفريق الأول لكرة القدم، إضافة إلى تطوير الطرق الداخلية بمقر النادى مع إنشاء شبكات المرافق «البنية التحتية» بالنادى، لتوفير التكاليف المالية على النادى فى الفترة المقبلة، وطوّر الصالة الرئيسية للجمباز، ومنطقة صالون الأعضاء الجديد بجوار حديقة الأطفال.

وتمكن طاهر من تجديد غرف ملابس فرع «مدينة نصر»، للرجال، والسيدات والأولاد، والبنات، وكذلك صالة تنس الطاولة، وإنشاء كوافير السيدات، ومكتب الشهر العقارى، وتجديد صالة الاشتراكات، وتطوير وتجديد حديقة ألعاب الأطفال، وأماكن جلوس الأعضاء، وتطوير وتجديد مجمع حمامات السباحة، وإنشاء ٣ ملاعب خماسية.

وأنشأ طاهر صالة الباليه، وطوّر التكييف المركزى للمبنى الاجتماعى، وأنشأ منافذ جديدة بالمنطقة الاستثمارية، إضافة إلى أعمال تنفيذ وإنشاء ٩ ملاعب تنس جديدة، ومبنى تغيير ملابس لملاعب التنس، وتجديد واجهة المبنى الاجتماعى، وغرف ملابس الرجال والسيدات أمام مجمع حمامات السباحة مع أعمال الواجهات، و٥ ملاعب كرة يد تحت الأضواء الكاشفة، إضافة إلى تجديد الواجهات الخارجية والداخلية لمجمع حمام السباحة، وتجديد تراك الممشى للأعضاء.

وحوّل طاهر فرع «الشيخ زايد»، إلى مكان يليق بأعضاء القلعة الحمراء، فتم إنشاء المبنى الاجتماعى، والبوابة الرئيسية وملحقاتها، والطريق الداخلى واللاند سكيب الخاصة بحدائق جلوس الأعضاء وحديقة الأطفال، إضافة إلى إنشاء ٤ منافذ لخدمة الأعضاء بمنطقة الجلوس، وجراج انتظار السيارات، ومجمع حمامات السباحة وملحقاته التى تشمل كلًا من «سبا ونادٍ صحى وجمانيزيوم».

وأنشأ طاهر المسجد الخشبى الجديد، وحديقة عائلات بجوار حمام السباحة، وملاعب متعددة «كرة قدم، خماسى، سلة، يد، طائرة، تنس» وصالة الكاراتيه، ومكانًا مخصصًا لسيارة الإسعاف.

رفع الميزانية من 250 مليونًا إلى 1.13 مليار.. والاستثمار فى اللاعبين فكر جديد

تسلم طاهر النادى الأهلى مُدانًا ومصابًا بعثرات اقتصادية بالجملة، لكنه نجح بإدارته الحكيمة فى إيجاد مصادر دخل، ورفع من عوائد التسويق حتى تحولت ميزانية الأهلى من ٢٥٠ مليون جنيه إلى ١.١٣ مليار جنيه ليفوق أندية مصر مجتمعة.

ونجح طاهر أيضًا فى توقيع عقد رعاية الفريق الأول للكرة مقابل ٢٣١ مليون جنيه، إضافة إلى التعاقد على بيع البث الفضائى مقابل ٤٠ مليون جنيه لمدة ٣ سنوات، وجدد التعاقد لمدة عام، مقابل ٥٠ مليون جنيه كأعلى قيمة فى تاريخ الأهلى بعدما كانت ١٦ مليونًا فى الموسم الواحد.

وأتم طاهر التعاقد على إنشاء أكاديميات الأهلى لكرة القدم خارج مصر، كان أبرزها فى دولة الكويت بعائد سنوى مليون جنيه.

وأبرم طاهر عقدًا مع شركة الملابس «سبورتا» مقابل ٥ ملايين جنيه سنويًا، ورفع عقد بنك مصر لمدة ١٠ سنوات مقابل ٥٦ مليون جنيه، ونجح فى إدخال ظاهرة جديدة لم يكن يعرفها مجلس أهلاوى، بالاستثمار فى بيع وشراء اللاعبين.

وحقق فائض أرباح وصل إلى ٥٠ مليون جنيه، فضلًا عن الاستفادة من فنيات وعطاء عدد وفير من اللاعبين الأفارقة المميزين الذين استفاد من بيعهم بعدها، أمثال إيفونا، وقريبًا سيخرج على معلول بمبلغ لن يقل عن ٤ ملايين دولار، رغم أن الأهلى دفع ٧٥٠ ألف دولار فقط لضمه من الصفاقسى، وتلقى عرضًا لبيع أجاى بـ٦ ملايين دولار بعدما اشتراه بمليونى دولار فقط.

سيادة كروية على البطولات بفريق عالمى.. و3 ألقاب قارية للألعاب الجماعية

حقق طاهر فى ملف كرة القدم، نتائج مبهرة، أبرزها إدخال لقب الكونفيدرالية الإفريقية لدولاب الأحمر للمرة الأولى فى تاريخ الأهلى، كما أعاد كأس مصر الغائبة عن النادى منذ ١٠ سنوات، ونجح فى السيطرة المحلية على كل البطولات وإخضاع الجميع لزعامة الأهلى، ففاز ببطولة الدورى الممتاز ٣ مرات، بينما تُوج بها الغريم التقليدى «الزمالك» مرة واحدة فقط.

وحصد طاهر أيضًا بطولة كأس السوبر المصرى مرتين عامى ٢٠١٤ و٢٠١٥، وكاد فريق الكرة أن يتوج إنجازات طاهر خلال تلك الفترة بالفوز ببطولة دورى أبطال إفريقيا، لولا أنه خسر المباراة النهائية أمام الوداد المغربى بهدف نظيف وبمساعدة تحكيمية من الجامبى بكارى جاساما.

وخلال تلك الفترة القصيرة فى عهد طاهر، كانت إنجازاته على صعيد كرة القدم جيدة، مقارنة ببدايات ولاية حسن حمدى الذى فشل فى الفوز ببطولة الدورى ٤ أعوام خلال الفترة من ٢٠٠٠ إلى ٢٠٠٤.

ونجح طاهر بفضل صفقاته فى بناء فريق قوى يتزعم القارة خلال السنوات المقبلة، عن طريق التعاقد مع أفضل اللاعبين المحليين على الساحة المصرية مع تدعيمهم بمجموعة من المحترفين الدوليين.

وكان الأهلى قبل ولاية طاهر، خارج المنافسة بشكل دائم فى الألعاب الجماعية خاصة كرة اليد والسلة والطائرة، فنجح المارد الأحمر فى العودة مرة أخرى وتمكنت الألعاب الثلاثة، بعد دعم طاهر المادى والمعنوى، من حصد جميع الألقاب القارية فى الموسم الماضى، وصار الأهلى أول نادٍ يتوج بطلًا وزعيمًا للألعاب الثلاثة فى قارته فى موسم واحد.

وعلى صعيد فرق السيدات، حصل الأهلى على ٤ بطولات تمثلت فى الدورى والكأس والبطولة الإفريقية والعربية فى الكرة الطائرة، وفى كرة السلة فاز الرجال بلقبى دورى، ودورى مرتبط، وبطولة إفريقيا، وفازت سيدات السلة بلقبى دورى، ولقب كأس مصر.

وفى كرة اليد، حققت السيدات ٤ ألقاب دورى، و٣ ألقاب كأس مصر، ولقبى كأس سوبر، أما الرجال ففازوا ببطولتى إفريقيا أبطال الدورى والكأس، والسوبر الإفريقى، و٤ ألقاب دورى محترفين، ولقبى كأس الاتحاد، ولقب كأس مصر.