المحتوى الرئيسى

«السهروردي».. الفيلسوف الإشراقي المقتول ظلما

11/27 13:54

هل تعرف (الحائية)  ومن هو صاحبها ؟، تلك القصيدة التي تعد واحدة من أجمل ما كتب في الحب الإلهي والتي مطلعها :

ولم يكتف بهذا فقط بل ذهب إلى أن " الله نور الأنوار" ومن نوره خرجت أنوار أخرى هي عماد العالمَين المادي و الروحي".

وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: "الشيخ الإمام العالم القدوة الزاهد..." ،  وقال أيضًا: "ولم يُخلف بعده مثله"

ونقل ابن خلكان عن ( طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة في قوله : "كان أوحد أهل زمانه في العلوم الحكمية جامعا للفنون الفلسفية بارعا في  الأصول الفقهية .مفرط الذكاء جيد الفطرة فصيح العبارة ، لم يناظر أحدا إلا بزه ، ولم يباحث محصلا إلا أربى عليه وكان علمه أكثر من عقله"

قد غادر السهروردي الشرق إلى بلاد الشام ودخل حلب في مدرسة الجلاوية، وكان مدرسها يومئذ الشريف رئيس الحنفية افتخار الدين رحمه اللّه، فلما حضر شهاب الدين الدرس، وبحث مع الفقهاء، وظهر تفوقه من اللحظة الأولى ، وظهر لافتخار الدين علمه وفضله ، غير انه لاحظ عليه فقر ثيابه ..

فأخرج له ثوباً  في حالة جيدة ، وقال لولده تروح إلى هذا الفقير وتقول له والدي يسلم عليك ويقول لك أنت رجل فقيه، وتحضر الدرس بين الفقهاء، وقد سير لك شيئاً تكون تلبسه إذا حضرت، فلما وصل ولده إلى الشيخ شهاب الدين وقال له ما أوصاه، سكت ساعة وقال يا ولدي حط هذا القماش، وتفضل اقض لي حاجة، وأخرج له فص من الجوهر في قدر بيضة الدجاجة ، ما ملك أحد مثله في قده ولونه، وقال تروح إلى السوق تنادي على هذا الفص ومهما بلغ ثمنه  لا تطلق بيعه حتى تعرفني، فلما وصل به إلى السوق ، ونادى على الفص فانتهى ثمنه إلى مبلغ  ثلاثين ألف درهم ..، فلما جاء إلى شهاب الدين السهروردي وعرفه بالذي بلغه  الفص صعب عليه، وأخذ الفص وجعله على حجر وضربه بحجر آخر حتى فتته وقال لولد افتخار الدين: خذ يا ولدي هذه الثياب ورح إلى والدك قبل يده عني وقل له لو أردنا الملبوس ما غلبنا عنه، فراح إلى افتخار الدين، وعرفه صورة ما جرى فبقي حائراً في قضيته.

ولما سمع الملك الظاهر بن صلاح الدين بهذه القصة ،ركب  ونزل إلى المدرسة وقعد في الإيوان، وطلب افتخار الدين إليه وقال أريد الفص، فعرفه أنه لشخص فقير نازل عنده...فقال الظاهر: يا افتخار الدين إن صدق حدسي فهذا شهاب الدين السهروردي، ثم قام السلطان واجتمع بشهاب الدين وأخذه معه إلى القلعة وصار له شأن عظيم، وبحث مع الفقهاء في سائر المذاهب، وعجّزهم واستطال على أهل حلب وصار يكلمهم كلام من هو أعلى قدراً منهم، فتعصبوا عليه وأفتوا في دمه حتى قتل.

يقول ياقوت الحموي في كتابه ( معجم الأدباء ) :

"وظهر فضله   للملك الظاهر فقربه وأقبل عليه وتخصص به، فازداد تغيظ المناظرين عليه ورموه بالإلحاد والزندقة، وكتبوا بذلك إلى الملك الناصر صلاح الدين وحذروه من فساد عقيدة ابنه الظاهر بصحبته للشهاب السهروردي وفساد عقائد الناس إذا أبقى عليه، فكتب صلاح الدين إلى ابنه الظاهر يأمره بقتله وشدد عليه بذلك وأكد، وأفتى فقهاء حلب بقتله فبلغ ذلك الشهاب فطلب الظاهر أن يحبس في مكان ويمنع من الأكل والشرب إلى أن يموت ففعل به ذلك، وقيل بل أمر الظاهر بخنقه في السجن فخنق ".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل