المحتوى الرئيسى

عضو «العموم البريطاني»: كتاب المناوي عن الأقباط وثيقة مهمة

11/23 21:26

شهدت إحدى قاعات البرلمان البريطاني، حفل إصدار أحدث كتب الإعلامي عبد اللطيف المناوي، "الأقباط: تحقيق في الصدع بين المسلمين والمسيحيين في مصر"، والذي صدر عن "دار جلجامش" باللغة الإنجليزية.

واستضاف الحفل عضو مجلس العموم البريطاني دانيل كاويزنسكي، وحضره عدد من السياسيين والإعلاميين البريطانيين والمهتمين بالشأن المصري.

في البداية، رحب كاويزنسكي بالحضور، مثنيًا على الكتاب باعتباره وثيقة مهمة لمن أراد فهم الموضوع، منوهًا بأن المناوي تميز في كتابه بالموضوعية الواضحة في تناوله لوضع الأقباط في مصر.

وأكد كاويزنسكي اهتمام بريطانيا بمصر باعتبارها عنصر الاستقرار في المنطقة، معتبراً العلاقات معها تاريخية واستراتيجية، وحاثّاً على ضرورة فهم الأوضاع في مصر والدفع باتجاه علاقات صحية ومتطورة بين البلدين.

 المناوي الذي سبق له أن قدم كتاباً آخر بالإنجليزية، وهو "التحرير: آخر 18 يومًا في حكم مبارك"، قدم خلال الحفل استعراضاً لأهم ملامح الكتاب، أوضح خلاله أهمية عدم الفصل بين وضع الأقباط في مصر وبين الأوضاع الاجتماعية والثقافية في المجتمع على مر المراحل السياسية المختلفة.

وأشار المناوي إلى أن المشكلة بين المسلمين والمسيحيين في مصر هي مشكلة ثقافة مجتمع أكثر منها مشكلة أمنية أو سياسية، وأن ما يبدو أنه مشكلة طائفية بدأت في الأساس عندما تخلت الدولة في مراحل مختلفة عن القيام بدورها فتركت فراغاً ملأته الجماعات المختلفة على الطرفين المسلم والمسيحي، فتمددت الجماعات الإسلامية المختلفة في هذ الفراغ وتمدد دور المؤسسة الدينية القبطية لتملأ هي الأخرى ـفي المقابل- الفراغ الذي شعر به المسيحيون، وتنافس كل طرف في جذب أتباعه.

وسبق للمناوي أن قدم كتاباً آخر عن الأقباط، صدر في ثلاث طبعات بالعربية حمل عنوان "الأقباط، الكنيسة أم الوطن"، تناول فيه جذور الأزمة الطائفية في مصر، وبدء تصاعدها في السبعينيات، وانتهاء بالسنوات الأخيرة في حكم رئيس مصر الأسبق حسني مبارك.

وأوضح المناوي في كلمته أن "حل هذه المشكلة يبدأ بحضور موسسات دولة قوية قادرة على القيام بدورها تجاه مواطنيها"، موضحاً أن المشكلة الثقافية التي بدأت مع بداية الهجرة للعمل في الخليج وتغير النمط الثقافي المصري، والتحالف الذي حدث بين النظام وتيار الإسلام السياسي، كانت كلها عوامل مهمة في تغيير ثقافة المجتمع.

وسبق للمناوي أن التقى البابا شنودة، البطريرك الثالث للكنيسة المصرية، مرات عديدة وأجرى معه عدة مقابلات صحافية وتلفزيونية وضعت في أوانها حداً لفتن طائفية، لا سيما عامي 2010 و2011، كما كان طوال حياته المهنية في الصحافة والإعلام على اتصال دائم مع قادة المجتمع القبطي في مصر، ما جعله يكوّن نظرة خاصة بشأن تطورات الأزمات المختلفة التي تتكشف في شوارع مصر نتيجة للمواجهة بين الدين والسياسة.

وأكد المناوي أن حل هذا الوضع لن يحدث إلا بتأسيس وتمكين دولة القانون وإعلاء المواطنة كعنصر وحيد حاكم لكل المصريين، مشيراً إلى أنه سيغطي تطورات هذا الموضوع في طبعات تالية خاصة مع تطور علاقة الدولة بالأقباط بعد ثورة الثلاثين من يونيو.

وألمح المناوي إلى أهمية انتقال روية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المتفتحة للعلاقة بين المسلمين والأقباط إلى مستويات الدولة التنفيذية الأخرى، حيث إن هناك بعض العاملين في بعض المستويات التنفيذية يمارسون بأساليب سلفية متشددة عكس ما يحتويه الدستور والعديد من القوانين الأكثر تطوراً.

وشهدت قاعة البرلمان البريطاني، بعد عرض المناوي، حلقة نقاش بين الحضور والمؤلف امتدت حوالي ساعتين حول الأبعاد المختلقة للاوضاع في مصر.

وأشار كاويزنسكي إلى أن هناك نقاشاً يدور في الأوساط السياسية البريطانية هذه الأيام حول ما إذا كان على بريطانيا أن تعتذر عّن عدوان 1956 أثناء حرب السويس، فيما أشار المناوي إلى أن تغيير الموقف البريطاني من منع الطيران إلى شرم الشيخ سوف يكون له أثر كبير في تطوير العلاقة بين البلدين

ويقدم المناوي، الذي يشغل حالياً منصب العضو المنتدب لمؤسسة المصري اليوم الصحافية المستقلة في مصر، في كتابه الجديد بحثًا في أسباب وجذور الخلافات بين المسلمين والمسيحيين في مصر، موضحًا أن النظام المصري منذ تولي الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، الحكم استخدم استراتيجية ثابتة في التقليل من شأن الحوادث الطائفية والتأكيد على الوحدة الوطنية بين جميع المصريين، رغم وقوع حوادث عنف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل