المحتوى الرئيسى

الأمم المتحدة: العنف ضد المرأة عائق رئيسي أمام حقوق الإنسان

11/23 16:45

قال أنطونيو جواتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن لكل امرأة وكل فتاة الحق في حياة خالية من العنف. ولكن هذا الحق ينتهك كل يوم بطرق متنوعة في كل المجتمعات. وهذا الانتهاك يؤثر بشكل خاص على الفئات الأكثر تهميشا وضعفا.

وتابع في كلمته التي ألقاها، أمس الأربعاء في مقر الأمم المتحدة الدائم، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أنه وفي جميع أنحاء العالم، تواجه أكثر من امرأة واحدة من بين كل ثلاث عنفا. 750 مليون امرأة تزوجن قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، وأكثر من 250 مليونا خضعن لختان الإناث. ويعرقل العنف ضد النساء العاملات في المجال السياسي التقدم على مسار الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمرأة.

وشدد على أن النساء اللواتي يترشحن في الانتخابات أكثر عرضة للعنف من الرجال و تتعرض المدافعات عن حقوق الإنسان لخطر أكبر وليس هناك مؤشرات على تراجع العنف الجنسي المرعب الذي يرتكب أثناء الصراعات.

وتحيي الأمم المتحدة في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يركز هذا العام على ضرورة عدم استثناء أحد.

وإلى نص كلمته :"هناك اعتراف متزايد بأن العنف ضد المرأة يشكل عائقا رئيسيا أمام إعمال حقوق الإنسان و حاجزا مباشرا لإدماج المرأة ومشاركتها في التنمية المستدامة وإدامة السلام..وهناك أيضا أدلة متزايدة على أن العنف ضد النساء والفتيات مرتبط بعنف آخر، بما في ذلك التطرف العنيف بل والإرهاب.

ويؤثر هذا العنف، الذي يعد أبرز دلالة على انتشار النظام الأبوي والشوفينية، تأثيرا مباشرا على صحة المرأة البدنية والنفسية. وهو يؤثر على جميع الأسر والمجموعات المحلية والمجتمعات. وباستمرار هذا العنف ، لن نحقق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وتبين التقارير التي بدأت في الظهور مؤخرا من العديد  من المنظمات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم والتي تتناول التحرش الجنسي في أماكن العمل مدى انتشار هذا الشكل من أشكال العنف الجنسي.

وقد شددت على سياسة عدم التسامح المطلق إزاء التحرش الجنسي في الأمم المتحدة. وسيتابع وكيل الأمين العام للشؤون الإدارية، جان بيغل، رئاسة فريق عمل مشترك بين الوكالات الأممية الذي سيدرس سياساتنا ويبحث في تعزيز قدراتنا على التحقيق في البلاغات ودعم الضحايا.

ان الاعتداءات على النساء أمر شائع في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء. وعلى الرغم من محاولات التغطية على تلك الانتهاكات، إلا أنها واقع يومي للكثير من النساء والفتيات حول العالم.

كرئيس وزراء البرتغال، كان من أصعب معاركي الفوز بالاعتراف بأن العنف العائلي، ولا سيما ضد المرأة، هو مسألة خطيرة، وأنه ينبغي لنا كدولة أن نتخذ التدابير الضرورية للحد منه ومنعه. اضطررت إلى محاربة مؤامرة الصمت حول هذا العنف من أجل دفع الإصلاحات العاجلة إلى الشرطة والأجهزة القضائية.

لقد حان الوقت لتعزيز عملنا الجماعي لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات الى الأبد.

وهذا يتطلب من جميعا أن نعمل معا و في نفس الوقت على تحقيق  هذا الهدف في بلداننا ومناطقنا ومجتمعاتنا.

الأمم المتحدة ملتزمة بمعالجة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله.

أولا، صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة تمول منظمات المجتمع المدني لمدة عشرين عاما. وقد نجح في منح 129 مليون دولار إلى 463 مبادرة في 139 بلدا وإقليما.

ثانيا، أطلقنا مؤخرا " تحت الأضواء"، وهي جهد واسع النطاق من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة. ومن خلال ربط جهودنا مع جهود الحكومات الوطنية والمجتمع المدني، تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الإجراءات المتعلقة بالقوانين والسياسات والوقاية والخدمات للناجيات.

ثالثا، ستنبثق مبادرة الأمم المتحدة للمدن والأماكن العامة الآمنة عن برنامج شامل لإنهاء التحرش الجنسي وغيره من أشكال العنف الجنسي في الأماكن العامة.

ورابعا، أطلقت في وقت سابق من هذا العام نهجا جديدا إزاء الاستغلال والانتهاك الجنسيين الذي يرتكبه العاملون في إطار الأمم المتحدة يركز على الضحايا. وأنا مصمم على منع هذه الجرائم التي تسبب أضرارا دائمة للشعوب وللمنظمة نفسها والقضاء عليها.

وستساعدنا هذه المبادرات على إحداث التغيير . ولكن ما زال هناك الكثير مما ينبغي عمله. إننا بحاجة إلى إرادة سياسية قوية وزيادة الموارد والعمل المنسق.

العنف ضد المرأة هو أساسا حول السلطة ولن تنتهي إلا عندما تصبح المساواة بين الجنسين والتمكين الكامل للمرأة حقيقة واقعة.

إن سياستي المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في الأمم المتحدة هي خطوة نحو تحقيق هذا الهدف حتى نتمكن من التفعيل الكامل لإمكانات جميع الموظفين والاستفادة منها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل